«أنقذنا ياسيادة الرئيس،أبوتلات تغرق فى مياه الأمطار والمجارى، والناس تموت صعقًا من كابلات الكهرباء المكشوفة».. كلمات ممزوجة بالألم واليأس والرجاء سمعتها من مواطن مسن فى تقرير بثته قناة الحياة 2 مساء الخميس الماضى يرصد مأساة أهالى منطقة أبو تلات بالإسكندرية. نفس الصرخة وان اختلف موضوعها أكاد أقرأها على وجه كل مواطن مصرى. الكل يعقد الأمل على الرئيس السيسى وحده. بعد ان فقدوا الثقة بالحكومة واجهزتها وموظفيها. أصبح الكل على قناعة بأن الرئيس هو المسئول الوحيد الذى يعمل فى مصر. قد يحمل هذا التصور بعض المبالغة. لكن الحقيقة الواضحة للعيان ان كل الانجازات التى شهدتها مصر خلال الـ 18 شهرا الماضية تمت بمبادرة ومتابعة من الرئيس السيسى. لكن هل يعقل ان يتحرك الرئيس لحل مشكلة الأمطار فى منطقة ابو تلات او مشكلة الطرق المكسرة فى كفر بتبس والقلشى بالمنوفية والتعدى على الأراضى الزراعية بالقليوبية، وانتشار الرشوة فى الوحدات المحلية واماكن اصدار تراخيص المرور ومقايسات الكهرباء ومياه الشرب... الخ الخ.
لقد قامت الثورة ضد نظام فاسد من رأسه إلى وزرائه وكبار مسئوليه وأجهزته التى لاتحل مشكلة ولاتقضى مصلحة للمواطنين الا بالدفع أو بطلوع الروح. سقطت رأس النظام، لكن جسده مازال يعيث فى مصر تعقيدا وخرابا ودمارا.ما جعلنا بعد مرور مايقرب من 5 أعوام على قيام ثورة يناير، نشعر بأن كل شيء كما هو.واضطر المواطنون للاستنجاد فى كل صغيرة وكبيرة بالرئيس السيسى. الأمر يلزم الرئيس بتحرك جرىء، اقرب إلى الثورة، لنسف البيروقراطية العفنة وتشكيل حكومة وأجهزة خدمية جديدة، قادرة على حل مشاكل الناس، حتى يشعر المواطنون ان مصر الجديدة، جديدة فعلا.