عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

حرب العقود الأربعة !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 21 أكتوبر 2021 - 07:24 م

اليوم العالمى لمكافحة الفقر الذى احتفل به العالم هذا الأسبوع لقى فى مصر اهتماما  مختلفا هذا العام، ربما لأن الذين يعيشون تحت خط الفقر فى بلدنا بدأت أعدادهم تنخفض منذ عامين من ٣٢٫٥  الى ٢٩٫٧ فى المائة وتتوقع وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد ان يستمر هذا  الانخفاض لتصل نسبة من يعيشون تحت خط الفقر لدينا الى ٢٨٫٥ فى المائة بنهاية هذا العام فى ظل العمل فى المشروع القومى لتطوير الريف، وذلك فى وقت زاد فيه عدد فقراء العالم بنحو مائة مليون فقير بسبب التداعيات الاقتصادية العالمية لجائحة كورونا. 


 ولعل اهتمامنا باليوم العالمى لمكافحة الفقر يدفعنا الى الاهتمام ايضا بأهم  تجربة شهدها العالم فى الأربعة عقود الأخيرة فى مكافحة الفقر ما دمنا نسعى لاستمرار تخفيض اعداد الفقراء لدينا بنحو مليون الى مليون ونصف مليون شخص سنويا كما وعدت وزيرة التخطيط  ..

وهى تجربة الصين ، لأنها تجربة مميزة وناجحة استغرقت اربعة عقود من بداية ثمانينات القرن الماضى حتى بداية العقد الثالث من القرن الجديد، وأسفرت عن انقاذ ثلاثة ارباع المليار شخص من الفقر والعوز وتوفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والكساء والسكن الآمن ومياه الشرب النظيفة والصرف الصحى  وخدمات الصحة والتعليم مع توفير فرص عمل توفر لهم دخولا بشكل منتظم ليضمنوا مستوى معيشيا مناسبا..

وليس مطلوبا بالطبع محاكاة هذه التجربة، لأن لكل دولة ظروفها الخاصة، وانما سيكون مفيدا تمثيل دروسها المختلفة ..

والدرس الذهبى لهذه التجربة التى أسهمت فى تخفيض اعداد الفقراء فى العالم يتمثل فى ان مكافحة الفقر مسئولية الدولة بكل مؤسساتها الحكومية وغير الحكومية ( منظمات المجتمع المدنى ومنظمات رجال الأعمال )، انما يتعين ان تقودها الحكومة، لأنها حرب ضارية، وان تشارك فيها الحكومة المركزية والأجهزة المحلية..

كما ان مكافحة الفقر عمل ممنهج ومخطط وله برامج زمنية محددة لها أهداف يمكن متابعة تنفيذها، واذا بدأت  تلك المكافحة للفقر يجب ألا تتوقف لأنها مثل السباحة ضد التيار التوقف فيها يعد تراجعا ..

كذلك يتعين ان تقترن مكافحة الفقر بمكافحة الفساد من جانب ومكافحة الاحتكار من جانب آخر ومكافحة الظلم والتمييز فى المجتمع واشاعة مناخ من العدالة الاجتماعية والمساواة فى المجتمع من جانب ثالث، مع عدم الاكتفاء بتقديم الدعم المالى  للفقراء وانما السعى الى إدماجهم فى عملية التنمية الاقتصادية من خلال زيادة قدراتهم التنموية وتوفير فرص عمل لهم..

وكل هذه الدروس التى تحفل بها التجربة الصينية لمكافحة الفقر تدركها بل وتقدرها  الجهات الدولية المهتمة بمكافحة الفقر فى العالم الذى صار الآن يتركز فى منطقتى جنوب اسيا وجنوب الصحراء فى افريقيا بعد ان تراجعت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر فى الصين من ٦٠ الى ٣ فى المائة فقط بعد اربعة عقود متواصلة فى مكافحة الفقر .. اى ان النصر الكبير  فى حرب الفقر ممكن.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة