محمد سعد
محمد سعد


أمــنيــة

..إلى وزير التعليم

محمد سعد

السبت، 23 أكتوبر 2021 - 07:46 م

سيدى وزير التربية والتعليم، د.طارق شوقي، أكتب إليك اليوم بعد أن انتظمت الدراسة فى جميع المدارس، ربما أن كلمتى هذه تصيبك بالصدمة أو تجعل الإحباط يتسلل إلى نفسك، ولكنى قررت ان أكتبها لعلك تعرف فحواها وأتمنى أن تضعها فى نصابها الصحيح، ولا تأخذها على محمل النقد والتجريح، لأنك فى النهاية صاحب فكرة تخضع للتقييم بل إنها محل نقد أو اطراء، ونحن أصحاب رسالة ولزاما علينا أن نوصلها إليك.


سيدى الوزير أنا لن أتحدث عن الكثافات الموجودة داخل الفصول والتى يتعدى بعضها السبعين والثمانين، ولا عن العجز الشديد فى عدد المعلمين، ولا عن نظم التعليم المتعددة الموجودة فى مصر، ولن أتكلم عن غياب الإجراءات الاحترازية فى أغلب المدارس وعدم وجود أدوات التعقيم، ولن أبلغك أن الأهالى يفترشون الطرقات أمام المدارس فى انتظار أبنائهم ، فهذه الظواهر يمكن التغلب عليها سريعا وربما يحتاج بعضها إلى إمكانيات مرهونة بالموارد.


لكن دعنى أوجه نظر سيادتك إلى نقطة بالغة الدقة فى مستقبل هذا الوطن الذى أعلم ويعلم الجميع أنك غيور عليه، إنه نظام التعليم الجديد الذى دشنته قبل أربعة أعوام ووصل طلابه الآن إلى الصف الرابع الابتدائي، لا شك أن فكرة هذا النظام كانت نبيلة للغاية ولكن تنفيذها أخذت منحى آخر، وهذا ليس مجرد رأى شخص بعينه، وإنما رأى السواد الأعظم من أولياء الأمور والمدرسين أنفسهم المسئولين عن تطبيق نظامك الجديد.


الوزير المبجل، دعنى أسرد لك بعض الملحوظات لربما تكون محل اعتبار ودراسة، وهي: أن تلاميذ الصف الرابع وأولياء أمورهم يشعرون أنهم دفعة للتجارب، فنحن نضع الطالب أمام ٣ امتحانات لتقييمه خلال الترم الواحد رغم أنه ظل لـ ٣ سنوات سابقة لم يتعرض لأى اختبار، كما أن هناك مناهج جديدة عليهم لم تدرس لهم من قبل، والخوف كل الخوف من نظام الامتحان الذى لا يعرف عنه شىء حتى الآن ولا تم تدريب المدرسين والطلبة عليه.


وبكل صدق أن النظام الجديد لم يقض حتى الآن على فلسفة الحفظ، كما أنة لم ينه عصر الدروس الخصوصية، وكان على ايامنا تقتصر هذه الظاهرة على طلاب الثانوية وحفنة من طلاب الإعدادية، لكن الآن يتبارى تلاميذ الصفوف الأولى فى الابتدائى على حجز مقاعدهم عند مشاهير المعلمين، حتى فى الظاهرة الجديدة التى يطلق عليها دروس «أونلاين».


ناهيك سيادة الوزير عن شكاوى الحشو غير المبرر فى المناهج، وأن المواد الدراسية عددها لا يتناسب مع أعمار التلاميذ وأنهم لا يجدون الوقت الكافى للتحصيل والمذاكرة، فهم يستيقظون مع شروق الشمس ويذهبون إلى المدرسة ويعودون عند العصر لتبدأ مرحلة جديدة مع الدروس والمذاكرة تنتهى فى الثلث الأول من الليل ويكون الطالب قد عجز عن تحصيل كل الكم الذى تلقاه على مدار اليوم.


أضف إلى ذلك المصطلحات الصعبة على طالب عمره 10 سنوات فقط، ومؤكد أن لها بدائل أسهل بكثير، وطول المناهج وغياب الإمكانيات فى معظم مناهل العلم، والتى تساعد فى توصيل المعلومة للطالب كما اردت ياسيادة الوزير بطريقة بسيطة، والمشكلة الأكبر من وجهة نظري، هى أن  المعلمين بعيدون عن تحقيق حلمك فى نظام جديد للتعليم يكون ابسط ويبنى جيلا جديدا قادرا على الاستيعاب.


سيدى الوزير اعتذر عن الإطالة، واعتذر ان كانت كلماتى لاذعة، وأرجو ألا تعتبرها نقدا شخصيا، هى ملاحظات يتحدث عنها المعظم ممن عايشوا التجربة ورأيت أنه من الواجب أن أنقلها لسيادتكم لعلها تكون موضع دراسة فى المستقبل، وأتمنى أنا وغيرى أن نشهد طفرة حقيقية فى نظام التعليم لأنه نواة لمستقبل أفضل لوطننا وأبنائنا وأمتنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة