بدوى‭ ‬عبدالفتاح‭
بدوى‭ ‬عبدالفتاح‭


بدوى عبدالفتاح.. ديستيفانو مصر.. وفنان العصر

آخر ساعة

الأحد، 24 أكتوبر 2021 - 10:28 ص

شوقى‭ ‬حامد

مشوارى‭ ‬فــى‭ ‬بلاط‭ ‬صاحبة‭ ‬الجـلالـة‭ ‬زاخر‭ ‬بالمواقف‭ ‬حاشد‭ ‬بالأحـــــــداث‭ ‬ملــــــىء‭ ‬بالعلاقات‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭.. ‬لأنه‭ ‬طـــال‭ ‬لأكــثر‭ ‬مــن‭ ‬أربع‭ ‬حقـب‭ ‬زمنيــة‭.. ‬فقد‭ ‬اسـتحق‭ ‬التســــــجيل‭ ‬واســــــتوجب‭ ‬التــــــــدوين‭.. ‬وعــــــــلى‭ ‬صفحــــات‭ ‬آخرساعة‭ ‬أروى‭ ‬بعضا‭ ‬مـــن‭ ‬مشاهده‭.‬

 

هـــو‭ ‬فنان‭ ‬عصره‭ ‬وأوانه‭.. ‬وموهوب‭ ‬وقته‭ ‬وزمانه‭.. ‬لديه‭ ‬قدرة‭ ‬فائقة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكرة‭ ‬بعقله‭ ‬قبل‭ ‬أقدامه‭.. ‬والســيطرة‭ ‬عليهــــا‭ ‬بفكــــره‭ ‬قبل‭ ‬عضلاته‭.. ‬وإخضاعها‭ ‬لإرادته‭.. ‬وتوجيههـــــا‭ ‬وفـــــق‭ ‬مشيئته‭.. ‬وإطلاقها‭ ‬لتسكن‭ ‬الشباك‭ ‬وتنتزع‭ ‬الآهات‭ ‬ولتنطلق‭ ‬الصيحات‭.. ‬وتنبعث‭ ‬الهتافات‭.. ‬أطلقوا‭ ‬عليه‭ ‬ألقابا‭ ‬كثيرة‭ ‬فهو‭ ‬ديستيفانو‭ ‬مصر‭.. ‬وهو‭ ‬المهندس‭ ‬الخلاق‭ ‬والمبدع‭ ‬لكل‭ ‬مشتاق‭.. ‬وصانع‭ ‬اللفتات‭ ‬والابتكارات‭ ‬والمستحوذ‭ ‬على‭ ‬الإعجاب‭ ‬والمستحق‭ ‬للإشادة‭.. ‬ولقد‭ ‬زاملته‭ ‬فى‭ ‬صفوف‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وأشهد‭ ‬ومعى‭ ‬كل‭ ‬الزملاء‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬جديرا‭ ‬بالمحبة‭ ‬والتوقير‭ ‬والتبجيل‭ ‬لإخلاقياته‭ ‬العالية‭ ‬وسلوكياته‭ ‬السامية،‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المشاهير‭ ‬وكنا‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬تحلى‭ ‬بالتواضع‭ ‬الجم‭ ‬والتعامل‭ ‬البسيط‭ ‬والتفاهم‭ ‬العميق‭.‬

وُلد‭ ‬بدوى‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬فى‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬٤٤‭ ‬بشارع‭ ‬سمعان‭ ‬بشبرا‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬رياضية‭ ‬وصل‭ ‬فيها‭ ‬والده‭ ‬إلى‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬وترأس‭ ‬فريق‭ ‬الإسماعيلى‭ ‬أيام‭ ‬أبوجريشة‭ ‬الكبير،‭ ‬وكان‭ ‬يعمل‭ ‬مراقبا‭ ‬للحسابات‭ ‬بجهاز‭ ‬السد‭ ‬العالى‭ ‬تحت‭ ‬رئاسة‭ ‬صدقى‭ ‬سليمان،‭ ‬وله‭ ‬أربعة‭ ‬إخوة‭ ‬وأخوات‭ ‬جميعهم‭ ‬من‭ ‬خريجى‭ ‬الجامعات‭.. ‬لم‭ ‬يمارس‭ ‬الكرة‭ ‬الشراب‭ ‬بالشارع‭ ‬كمعظم‭ ‬أقرانه‭ ‬وإنما‭ ‬انضم‭ ‬لأشبال‭ ‬نادى‭ ‬الأمل‭ ‬السودانى‭ ‬عندما‭ ‬انتقل‭ ‬والده‭ ‬للعمل‭ ‬بالعاصمة‭ ‬السودانية‭ ‬الخرطوم،‭ ‬وبعد‭ ‬العودة‭ ‬التحق‭ ‬بأشبال‭ ‬الإسماعيلى‭ ‬وقبله‭ ‬تحت‭ ‬١4،١٦،١8،‭ ‬وشغل‭ ‬مركز‭ ‬رأس‭ ‬الحربة‭ ‬وتميز‭ ‬بلمساته‭ ‬ولدغاته‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬مهارة‭ ‬زملائه‭ ‬أمثال‭ ‬رضا‭ ‬وشحتة‭ ‬والعربى‭ ‬وطربوش‭ ‬ودرويش‭..  ‬

ونزحت‭ ‬الأسرة‭ ‬خلف‭ ‬عائلها‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة،‭ ‬وكان‭ ‬والده‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬وطيدة‭ ‬بمسئولى‭ ‬الشواكيش‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬مهندس‭ ‬الصفقة‭ ‬التى‭ ‬انضم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الخماسى‭ ‬الموهوب‭ ‬حمدتو‭ ‬وآدم‭ ‬وعبدالخير‭ ‬وعثمان‭ ‬وعوض،‭ ‬وأسهم‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموهوبون‭ ‬فى‭ ‬إنقاذ‭ ‬الترسانة‭ ‬من‭ ‬الهبوط‭ ‬ثم‭ ‬ارتقى‭ ‬لمنطقة‭ ‬الوسط‭ ‬فى‭ ‬الموسم‭ ‬الذى‭ ‬يليه‭.. ‬وانضم‭ ‬بدوى‭ ‬للقافلة‭  ‬الزرقاء‭ ‬فى‭ ‬عصرها‭ ‬الذهبى‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭  ‬شيخ‭ ‬المدربين‭ ‬عــــــــــم‭ ‬الشــيوى‭ ‬وزامل‭ ‬الزمرة‭ ‬الموهوبة‭ ‬حمــــدى‭ ‬عبدالفتــــاح‭ ‬وأحمـــد‭ ‬محــــــرم‭ ‬ومحيـــــى‭ ‬شــــرشــــر‭ ‬وحسين‭ ‬العقر‭ ‬وخيرى‭  ‬وزعتر‭ ‬وبهاء‭ ‬وحنفى‭ ‬إبراهيم‭ ‬وحنفى‭ ‬شعراوى،‭ ‬وكانت‭ ‬باكورة‭ ‬رسمياته‭ ‬أمام‭ ‬السكة‭ ‬الحديد‭ ‬وفاز‭ ‬الشواكيش‭ ‬بخماسية‭ ‬نظيفة‭ ‬أحرز‭ ‬منها‭ ‬بدوى‭ ‬أربعة‭ ‬وارتقى‭ ‬الترسانة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬لمركز‭ ‬الوصيف‭ ‬وليعتلى‭ ‬القمة‭ ‬ويفوز‭ ‬بالدرع‭ ‬عام‭ ‬٦2‭/‬٦3‭.. ‬اختاره‭ ‬جهاز‭ ‬المنتخب‭ ‬بقيادة‭ ‬الكابتن‭ ‬محمد‭ ‬الجندى‭ ‬وحسين‭ ‬مدكور،‭ ‬وجاءت‭ ‬أولى‭ ‬مبارياته‭ ‬الدولية‭ ‬أمام‭ ‬المنتخب‭ ‬السودانى‭ ‬وفازت‭ ‬مصر‭ ‬بثلاثية‭ ‬نظيفة‭ ‬ثم‭ ‬فاز‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬بدورة‭ ‬الصداقة‭ ‬بجاكارتا‭ ‬وحصل‭ ‬هو‭ ‬على‭  ‬لقب‭ ‬أفضل‭ ‬لاعب‭ ‬فى‭ ‬الدورة‭ ‬وسجل‭ ‬١٤‭ ‬هدفا‭.

. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬فى‭ ‬الكلية‭ ‬البحرية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أمضى‭  ‬فترة‭ ‬الأساس‭ ‬بالكلية‭ ‬الحربية‭ ‬وعمل‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬الفريق‭ ‬سليمان‭ ‬عزت‭ ‬الذى‭ ‬سمح‭ ‬له‭ ‬بالاحتراف‭ ‬فى‭ ‬نادى‭ ‬البحرين‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬النادى‭ ‬الأوليمبى‭ ‬وحقق‭ ‬معه‭ ‬درع‭ ‬الدورى‭  ‬الموسم‭ ‬التالى،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭  ‬الطفرة‭ ‬هى‭ ‬أول‭ ‬خروج‭ ‬للدرع‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العاصمة،‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬لقب‭ ‬أفضل‭ ‬لاعب‭ ‬مصرى‭  ‬بعد‭ ‬الكابتن‭ ‬طه‭ ‬إسماعيل‭ ‬واستعاره‭ ‬الأهلى‭ ‬ليشارك‭ ‬معه‭ ‬أمام‭ ‬بنيفيكا‭ ‬البرتغالى‭ ‬وليفوز‭ ‬بطل‭ ‬القرن‭ ‬3/2،‭ ‬كان‭ ‬نصيب‭ ‬بدوى‭  ‬منها‭ ‬هدفين‭.. ‬اعتزل‭ ‬بدوى‭ ‬الكرة‭ ‬فى‭ ‬هدوء‭ ‬عام‭ ‬٧٣‭ ‬والتحق‭ ‬بأكاديمية‭ ‬ليبزج‭ ‬الألمانية‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬رخصتها‭ ‬العلمية‭ ‬وعاد‭ ‬ليترأس‭ ‬الأجهزة‭ ‬الفنية‭ ‬بكلٍ‭ ‬من‭ ‬أندية‭ ‬الشرقية‭ ‬والأوليمبى‭ ‬والكروم‭ ‬والمقاولون‭ ‬والمحلة‭ ‬والمصرى‭ ‬والترسانة‭.. ‬ثم‭ ‬عمل‭ ‬بالمنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬خلال‭ ‬أعوام‭ ‬86‭/‬96،‭ ‬ثم‭ ‬احترف‭ ‬التدريب‭ ‬بأهلى‭ ‬صيدا‭ ‬اللبنانى‭ ‬وآثر‭ ‬الاعتكاف‭ ‬وهجر‭ ‬مهنة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المتاعب‭ ‬متأثرا‭ ‬بضغوط‭ ‬المرض‭ ‬العضال‭ ‬مفضلا‭ ‬تمضية‭ ‬أوقات‭ ‬عائلية‭ ‬مستقرة‭ ‬مع‭ ‬عقيلته‭ ‬ونجليه‭ ‬عمرو‭ ‬وأحمد‭ ‬وأحفاده‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬وآلاء‭ ‬وهاجر‭ ‬وسارة‭ ‬وحمزة‭ ‬وعائشة‭.. ‬وخضع‭ ‬لجراحة‭ ‬دقيقة‭ ‬فى‭ ‬الكلى‭ ‬ولم‭ ‬يغفل‭ ‬عن‭ ‬رعايته‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الموهوبين‭ ‬الذين‭ ‬أنجبتهم‭ ‬مصر‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬والمشير‭ ‬طنطاوى،‭ ‬ولم‭ ‬ينج‭ ‬من‭ ‬هــــــــــذه‭ ‬الجــــــــــراحــــة‭ ‬وأســلم‭ ‬روحــــــه‭ ‬إلــــى‭ ‬بارئهـــــا‭ ‬مبكرا‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة