بلاغات من محامين ضد محلل
بلاغات من محامين ضد محلل


 كشفنا "سبوبة المحلل الشرعي" منذ عام

بلاغات من محامين ضد محلل تزوج 33 مرة 

أخبار الحوادث

الأحد، 24 أكتوبر 2021 - 03:04 م

اسماء سالم

جملة «إنت طالق» ليست مجرد كلمتين، بل قنبلة تدمر أركان البيوت، وتتسبب في زلزلة ثقة الأطفال بأنفسهم وبالمجتمع. لكن الأبشع هو ما يترتب على استنفاد مرات الطلاق الشفهي هذا، إذ ظهر من يستغلون الأمر ويستخدمونه كسبوبة اسمها «المحلل الشرعي» لذا كنا سباقين عندما فتحنا هذا الملف منذ عام وخضنا مغامرة البحث عن محلل لكشفه أمام المجتمع وفي الوقت ذاته كنا نحث كل زوجين ألا تدفعهما الأخطاء إلى اللجوء لهذا الشخص بدعوى أنه يفعل الخير وما هو بخير ابدًا بل هي عملية نصب!

الغريب أن بعض الرجال يظنون أن النطق بكلمة الطلاق دليل على الرجولة، غير أن هناك من يصطاد في الماء العكر، بحجة غير مقنعة انه يساعد على عودة المياه لمجاريها، بل يتمادى ويتظاهر أنه ينقذ أسرة كاملة، وهو ما يسمى بـ «المحلل الشرعي» الذي يتزوج المطلقة ليوم أو يومين، أو حتى مجرد زيجة على الورق، لتعود إلى زوجها، ويكون سبب استقرار الأسرة وبقاء الأطفال في حضن الأبوين، ويعطي درسًا لكي يعرف الزوج المطلق، أن النطق بجملة «إنتِ طالق» ليس سهلاً، بل كارثة جعلت محاكم الأسرة مزدحمة بالقضايا، والصراخ بين المطلقين في قاعاتها. باختصار وكما قلنا وقتها؛ أن المحلل أو فاعل الخير كما يقول عن نفسه، ماهو إلا شخص يتلاعب بالشرع والدين والقانون من أجل المال والمتعة.

  وخلال الأيام الماضية ظهر أحد هؤلاء «المحلَلين»على إحدى القنوات الفضائية، وبلا أي مقدمات وصف نفسه بالمحلل الشرعي! وتناقلت صفحات السوشيال ميديا ما قاله المحلل الشرعي، غير أن ذلك لم يكن بجديد، فـ»أخبار الحوادث» فجرت الكثير من الأسرارعبر المغامرة الصحفية التي قمنا بها مع محلل بعنوان «زوج تحت الطلب»، ونُشر الموضوع بالعدد رقم 1499 بتاريخ 17 ديسمبر 2020. وتساءلنا: ماهو الضمان الطلاق؟!

المغامرة

جذبنا في البداية، إعلانًا على إحدى صفحات موقع فيسبوك، يخاطب المعلن النساء، وكأنه طوق النجاه ليعشن حياة سعيدة مع أزواجهن!، والاهم أن المعلن لن يكشف عن أسرارهن لكي تطمئن قلوبهن، فيقول الإعلان؛ «لمن طلقت ثلاث مرات وتريد العودة لزوجها، أنا محلل شرعي رجل كاتم الأسرار هادئ الطباع، والزواج على حسب المدة والاتفاق»، ومع الإعلان رقم الهاتف والحساب الشخصي، وبالفعل تواصلت «أخبار الحوادث» مع المعلن، دون تردد، وتم ابتكار قصة من وحي خيال لإقناع المحلل الشرعي، بأنني زوجة تم طلاقي ثلاث مرات بسبب رعونة زوجي وتسرعه في النطق بكلمتي «إنت طالق»، ولكنني أحب زوجي، لذلك أريد محللاً شرعيًا، لكي أعود لزوجي، وبدأت المفاجآت المثيرة من لحظة المحادثة، وتم بالفعل الاتفاق على موعد بين طليقي والذي أخذ بدوره زميلي بالجريدة، والمحلل زوج المستقبل لمدة يوم واحد، وكان في أحد المقاهي بوسط البلد.

وأثناء الانتظارعلى أحد المقاهي، لوصول المحلل، تبين أنه رجل في العقد السادس من العمر، جلس واثقًا من نفسه، صفق بكفيه طالبًا من عامل المقهى مشروبه؛ قائلاً  بصوت غليظ ونبرة مرتفعة:»السبوبة الحلوة دي بــ 2000جنيه، وذهبنا حيث يجلس، استقبلنا مرحبًا؛ وبدأ يتحدث عن نفسه، انه خرج على المعاش منذ 4 سنوات، كان يعمل عاملا في إحدى الشركات، وبعد تقاعده أراد أن يشغل وقته، فعلم أن هناك بعض الشباب يعملون في مهنة «محلل شرعي» هكذا يقولون، اختمرت الفكرة في ذهنه، وبدأ التنفيذ، ونشر إعلانات المحلل الشرعي، وبعض الاعلانات الاخرى فضفضة لسيدات لمن يعشن ألمًا نفسيًا، وتبين من حديثه أنه يعيش حالة مراهقة متأخرة، واعتبر «المحلل الشرعي» عملاً يتحصل منه على مال دون جهد.

واستكمل حديثه؛ أنه متزوج منذ سنوات طويلة، ولديه ولدين وبنت، وأنه نشر هذه الإعلانات في سرية تامة بعيدًا عن مسمع ومرأى أسرته، ولكي لا يُكتشف أمره، جعل صفحة فيسبوك باسم مستعار، يخرج من منزله من حين لآخر، بحجة أنه سيقابل أصدقاءه، أو يكره الجلوس في المنزل، فتتركه زوجته ظنًا منها أن ذلك يساعد على تحسن حالته النفسية، ولكنه كان يخرج لعقد صفقات الزواج كمحلل الشرعي. وأضاف؛ أنه يشترط على المطلقين، أن يكون الزواج بعيدًا تمامًا عن مكان الحي الذي تسكنه أسرته لكي لا يفتضح أمره.

وأثناء الحديث، تبين أن ليس لديه مانع أن تكون العصمة في يد الزوجة، أو يوقع على إيصال أمانة من أجل أن تضمن الزوجة الطلاق، الأهم بالنسبة له أن يكون الزواج كاملا، وليس مجرد محلل فقط، ولكن إذا اصر الرجل المطلق أن يكون مجرد زواج على ورق، سوف يماطل المحلل قليلاً، لكنه بعد يوم أو اثنين يوافق على الأمر لكي لا يخسر «السبوبة»،  ليزيد من الأموال المتفق عليها، وذلك بعد استلام وثيقة الطلاق.

جدل وبلاغات

منذ أيام، تفجر الجدل- حول ما قاله محلل شرعي يدعى «محمد.ا»عبر إحدى القنوات الفضائية-  مابين بين مؤيد ومعارض حيث تزوج  حوالي 33 مرة، على حد قوله، من أجل إعادة الزوجات إلى أزواجهن «كعمل خيري لوجه الله»، حيث قال المحلل؛ «هناك الكثير من البيوت تتعرض للخراب نظرًا لاستنفاد مرات الطلاق، ولذلك قرر أن يكون محللاً للشخصيات القريبة منه، أو من خلال الأشخاص الذين يعرفهم معرفة جيدة، مؤكدًا أنه لا يتقاضى أموالا نظير هذا العمل.

  هذه الإعلانات وغيرها، دفعت «دار الإفتاء» إلى نشر بيان أفتت فيه ببطلان زواج المحلل، ودللت على ذلك بحديث شريف، أنه روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:»لعن المُحلل والمُحلل له»، واللعن إنما يكون على ذنب كبير، وأكدت دار الافتاء؛ أن زواج المرأة المطلقة ثلاث مرات لتحل للزوج الأول- وهو ما يعرف بالزواج بشرط التحليل- حرام شرعًا باتفاق جميع الفقهاء.

 وفي السياق ذاته؛ تقدم بعض المحامين ببلاغات للنائب العام، ضد ذلك المحلل الشرعي الذي أشار على موقعه الإلكتروني عن هذه الوظيفة التي تخالف جميع القواعد الشرعية والقانونية.

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة