عادل حلمى
عادل حلمى


يوميات الأخبار

من الذى لا يحب «يس»

الأخبار

الخميس، 28 أكتوبر 2021 - 06:47 م

بشر تجمل بهيئة ملائكية .. آدمى طاهر السريرة، نقى القلب، بشوش الوجه، عفيف اللسان، أحبه الله ففتح له القلوب على مصراعيها لتحبه

قصة جميلة لشاب يافع هبط علينا من كوكب آخر» ليترك للجمال الآدمى رواية كتبت سطورها بأحرف من ذهب ونور فى صالة تحرير الأخبار.. أمير من قصص زمن الخلق الرفيع تجسد بيننا بهيئته يحاكينا ويمازحنا وينشر السعادة بيننا.. كنا جميعا نظن أن تلك الهبة الربانية سترافقنا إلى نهاية مشوارنا فى بلاط صاحبة الجلالة.. لم ندرك أنها آية من آيات الله تسير بيننا لتكشف لنا جمال الله فى خلقه .. لم يسعفنا الوقت ولم يمنحنا القدر فرصة لنرافق هذا  «الفتى الذهبي» لأخبار اليوم، لمدة أطول.. كنا جميعا نظن أن هذه النعمة الربانية دائمة بيننا، ولكنها سنة الله فى خلقه، فالدوام لله وحده.. كل منا يحمل عشرات القصص المؤثرة مع هذا الفتى الجميل.. كل منا تعلم حكمة وخصلة من خصال الخير من هذا الصغير الكبير النبيل، كل منا بكى من قلبه قبل عينيه على هذه الطيبة البشرية التى رحلت تاركة جروحاً عميقة فى قلوبنا جميعاً.. سيأتى اليوم الذى نحكى فيه لأحبتنا أن نسمة ربيعية ياسينية مزهرة بهية الجمال هلت علينا،  وكنا جميعاً لنا الشرف أن نشاهدها ونعايشها.. كان الزميل الراحل الغالى «ياسين محمد عباس» حلماً جميلاً مر على مخيلتتا جميعاً، ولكنه سيظل واقعاً حقيقياً محفوراً فى قلوب كل أبناء أخبار اليوم، فمن منا الذى لا يحبه.. اللهم ارحم «يس» كما أدخل الحب والسعادة لقلوبنا جميعا، وكما آرانا أية فى بديع صنع الله.


هالة السعيد


د. هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، نموذج مشرف للمرأة المصرية على مدار تاريخها.. سيدة تعمل فى صمت وباقتدار وكفاءة، تسخر كل جهودها لإدارة دفة حقيبتها الوزارية دون ضجيج أو صخب، ابتعدت عن «الشو الإعلامي»، وواصلت عملها فى صمت لخدمة بلدها، فشقت طريقها إلى قلوب المصريين الذين استشعروا إخلاصها فى عملها، وهى وجه حضارى مشرف للحكومة المصرية.. والحق يقال أن المرأة اثبتت وجودها فى التشكيلة الحكومية الحالية، وقدمت لنا نماذج نسائية نفتخر بهن جميعاً، وفِى مقدمتهن د. غادة والي، وزيرة التضامن السابقة، والتى تتبوأ الآن منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والمدير التنفيذى لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة فى فيينا، إصافة إلى رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ونبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة، وياسمين فؤاد وزيرة البيئة، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، ونيفين القباج، وزيرة التضامن، كلهن أثبتن أن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي، وأنها إذا ما وضعت فى موضع المسئولية فإنها قادرة على الإبداع والعمل الناجح.. نساء مصر على مر التاريخ كن دائماً على قدر المسئولية، فى الوزارة والمصنع والشركة والحقل والبيت، لم تكن النساء أبداً ذوات أيدٍ ناعمة بل كن  نداً قوياً للرجال فى العمل والكفاح والنضال الوطني، وكن دائماً محل تقدير وشرف وافتخار لكل المصريين، فلكل نساء مصر نرفع القبعة عرفاناً بجميلهن.


فنان الشعب


لم يكن ملحنا أومغنياً عادياً، فقد أحدث ثورة حقيقية فى عالم الموسيقى والغناء، وألهمت إبداعاته الشعب فى كفاحه ضد الإنجليز للحصول على استقلاله.. كان طفلاً صغيراً يلهو مع أطفال ضاحية «كوم الدكة» بوسط الإسكندرية، اضطرته ظروفه المعيشية الصعبة إلى العمل فى قطاع البناء، وشاء حظه السعيد أن يسمعه أمين وسليم عطالله، أشهر المنتجين الفنيين فى ذلك الوقت، فأخذاه معهما فى رحلة إلى الشام، وهناك تعلم أصول العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، وبدأ فى تلحين أول أدواره الموسيقية: « يافؤادى ليه بتعشق»، وأصبح فى سنوات معدودة الملحن الأول فى مصر، وحرصت كل الفرق الفنية المسرحية العاملة، فى ذلك الوقت، على التعامل معه، ومنهم فرق نجيب الريحانى وعلى الكسار وجورج أبيض ..

أبدع عبقرى زمانه فى الموشح والدور والطقطوقة والمنولوج الشعبى والأناشيد الوطنية، وهو أول من أدخل فى الموسيقى الغناء البوليفونى فى أوبريتات العشرة الطيبة وشهرزاد والباروكة، وقدم للفن ٤٠ موشحاً وعشرات الأدوار الموسيقية و١٠٠ طقطوقة و٣٠ رواية مسرحية وأوبريتاً، حتى لقبه الناس بفنان الشعب وخالد الذكر، وهو الذى لحن: «أنا المصرى كريم العنصرين بنيت المجد بين الأهرمين»، وفى عمره القصير الذى لم يتجاوز ٣١ عاماً ترك تراثاً لا يقدر بثمن، ووقفت أعماله صامدة فى وجه الزمن تغنيها الأجيال كافة، ويكفيه شرفاً أنه اقتبس من أقوال الزعيم مصطفى كامل بعض عباراته وجعل منها مطلعاً للنشيد الوطنى المصري: «بلادى بلادى بلادى لك حبى وفؤادي».


والمؤسف أن كل، عبقريات الفنان خالد الذكر سيد درويش ، لم تشفع له ومازال بيته فى كوم الدكة خرابة تحوم حولها الغربان فى نهاية الشارع، الذى يحمل اسمه ولم يتبق منه إلا أطلال تبقيه على الحياة ومقهى شعبى فى واجهه المنزل يتزين بصور فنان الشعب، وكلى أمل فى محافظ الإسكندرية، اللوء محمد الشريف، فى أن يعيد ترميم وتاهيل واحياء المنزل وتحويله إلى متخف يضم بين جنباته تاريخ هذا الرمز الفنى الكبير، خاصة أن احفاد الفنان الكبير، وفِى مقدمتهم الفنان الرائع إيمان البحر درويش مازلوا متواجدين، وسيساعدون فى إنجاز هذا المشروع بما يملكونه من مقتنيات وأسرار عن جدهم الراحل.


سيلفى الموت


للموت قداسة خاصة فى الحضارة الفرعونية القديمة، وكانت له مواكبه الجنازئية المهيبة، وهو ما توضحه النقوش على جدران المعابد وكتابات البردي، وفِى الديانات كافة للموت قداسة خاصة يحترمها الجميع.. وفِى زمان «التيك توك» واليوتيوب، انتهكت حرمة الموت، وصارت جثامين الموتى مادة خصبة للحصول على اللايك والشير دون وازع من ضمير.. أصبح من  المعتاد فى جنازة فنان أو أحد المشاهير أن ترى مئات البشر ليسوا من أقارب الراحل، يتزاحمون داخل المقابر وينتهكون حرمتها مستغلين الحدث لالتقاط الصور مع الفنانين الحاضرين لتشييع زميلهم، ثم يمطرون مواقع التواصل الاجتماعى بتلك الصور مع عناوين صفراء من شكالة «الوصية الأخيرة للفنان قبل موته» أو «سر انهيار الفنانة فلانة فى لحظات العزاء» أو «لماذا غاب الفنان الفلانى عن وداع صديقه»، وغير ذلك من النميمة والشائعات، والكارثة الأكبر هى سيلفى الكوارث والحوادث، وهى التى يتجرد فيها شاب أو فتاة من كل معانى الإنسانية، ويلتقط لنفسه صورة إلى جوار حادث مرور أو انهيار عقار أو انقلاب قطار، وعلى وجهه ابتسامة عريضة إلى جوار الجثث الملقاة حولة، معلقاً عليها «لحظة وقوع الحادث الفلاني»، ولا أدرى ما سبب هذه الظاهرة وليس لدى  تفسير  لها ولا أعلم كيف تخلى هؤلاء البشر عن إنسانيتهم ونسوا الألم الذى يتسببون به لأسر الضحايا، ولا اتخيل أن لهؤلاء قلوب بين ضلوعهم، خاصة إذا وضعوا فى إذهانهم أنهم كانوا من الممكن أن يكونوا مكان تلك الجثث الملقاة على الأرض، والتى لو أذن الله لها ان تنطق، لقالت لهم: « للموت حرمة عظيمة وأصله الستر لا الفضيحة».


رسائل البحر


إلى كل الذين منحونى الحب دون مقابل، وتغافلوا طواعية عن كل عيوبي، ووقفوا دائما إلى جوارى فى السراء والضراء.. لم يتركونى أبدا فى منتصف الطريق .. أشعلوا لى مصابيح الأمل يوم أسودت الدنيا فى وجهي، ودافعوا دائماً عنى بقوة.. دموعهم سبقت دموعى يوم بكيت ، وابتساماتهم شاركتنى كل أفراحى .. شطارونى دروب الخير، وقاسمونى طريق الحياة برحابة صدر وطيب نفس.. لا أستطيع أن أوفيكم جميل صنيعكم، ولكنى أدعوا الله أن يكافئكم على قلوبكم الجميلة.


حديث قيس


لو كانَ لي قلبان لعشت بواحدٍ .. وأفردتُ قلباً في هواكَ يُعذَّبُ .. لكنَّ لي قلباً تّمَلكَهُ الهَوى .. لا العَيشُ يحلُو لَهُ ولا الموتُ يَقْرَبُ .. كَعُصفُورةٍ في كفِّ طفلٍ يُهِينُها.. تُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ .. فلا الطفل ذو عقلٍ يرِقُّ لِحالِها .. ولا الطّيرُ مَطلُوقُ الجنَاحَينِ فيذهبُ.


رحيق الكلام

المحنة تكشف لك بجلاء كم أنت وحيداً فى هذه الحياة.

السعادة أن تجد شخصاً يشبه روحك كثيراً.

مؤلم  جداً، أن تدعو ربك ينسيك أشياء، كنت فى يوم تدعو الله أن يديمها لك.

من لا يشعر بصمتك لن يفهم حديثك.


المرأة لغز مفتاحه كلمة واحدة هى الحب.


المرأة كالدنيا.. فيها تقلبات الفصول الأربعة.


ليس عيباً أن تقع فى حب إنسان لايصلح للحب.. ولكن الغباء أن تستمر فى حبه.


إذا كان النجاح يجعلك متكبراً فأنت لم تنجح حقاً.. وإذا كان الفشل يجعلك أكثر تصميماً.. فأنت لم تفشل حقاً.


الأشخاص ليسوا مخلصين لك، هم مخلصين لاحتياجهم لك.. بمجرد أن تتغير احتياجاتهم يتغير إخلاصهم لك.


 خاطرة 


رق قلب النبى صلى الله عليه وسلم، عندما شاهد سيدنا أبوذر الغفارى وحيداً، فقال: «رحم الله أبوذر يعيش وحيداً ويموت وحيداً ويبعث يوم القيامة وحيداً».
مناجاة


ليتك ترضى والأنام غضاب.. ياليت الذى بينى وينك عامر وبينى وبين العالمين خراب


 إذا صح الود منك فالكل هين.. وكل الذى فوق التراب تراب

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة