تنظيم» الأربعين» اغتال الوزير وخليفته مات مسموما!
تنظيم» الأربعين» اغتال الوزير وخليفته مات مسموما!


حكاوي الحضري.. يوم مقتل الوزير.. عيد قومى!!

أبو على يستعين بالإمام المُنتظر.. وتنظيم «الأربعين» يغتاله

إيهاب الحضري

السبت، 30 أكتوبر 2021 - 10:18 م

فى الحلقة الماضية، فقد المملوك جوامرد حياته نتيجة صفقة كاد يربحها، لولا مكيدة صديقه برْغش التى جعلت شالوزارة بعد نصف يوم، ثم طار رأسه عقب ساعات قليلة.

ووجد الحافظ لدين الله الوصى على الخلافة نفسه أمام مسار وحيد، فاستدعى الأمير أبو على بن الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش بدر الجمالي، وكلّفه بالوزارة رغم أنه لم يكن يحلم بها، وبمجرد انتهاء مراسم التنصيب انطلق الوزير الجديد إلى مقر الوزارة وأكرم برْغش لأنه سبب انقلاب الأمور لصالحه. 

حمل أبو على لقب الأفضل مثل أبيه، ولم ينس أن نهاية والده كانت على يد الخليفة الراحل الآمر بأحكام الله وأعوانه، ومن بينهم الخليفة المؤقت الحافظ لدين الله، لهذا أراد خلعه وقتله لكنه لم يستطع، فاعتقله فى مكان بالقصر الفاطمى الكبير، وتجاهل وجوده فى الخُطب.

سبق أن أشرنا إلى استعانة المملوكين جوامرد وبرغش فى خطتهما برؤيا زعما أن الخليفة الراحل رآها، وهى أن إحدى زوجاته ستُنجب ولدا، لكنها بعد شهور من الأحداث السابقة وضعت أنثى، فاستتبت الأمور للوزير واستقل بالحكم، ولأن منصب الخليفة شاغر، فقد بدأ يدعو فى المنابر باسم الإمام المنتظر فى آخر الزمان، حسب مذهب الأئمة الاثنى عشر، وهو ما كان قد بدأه منذ بداية وزارته، حيث تجاهل وجود الحافظ وأصدر دراهم ونقش عليها:» الله الصمد- الإمام محمد»، وكان الأمر غريبا لأنه لم يكن بين الخلفاء الفاطميين من حمل اسم محمد، غير أنه بدأ يدعو باسمه علانية بعد خلو منصب الخلافة رسميا.

كان الأفضل عادلا، رد للناس ما سبق أن صادره الخليفة السابق، لكنه كان متشددا، مما زاد غضب البعض منه، واتفق أربعون رجلا من أتباع الحافظ لدين الله أن يقتلوه، وبالفعل تمكنوا من تنفيذ مخططهم، ثم أخرجوا الحافظ من المعتقل، فجعل من يوم مقتل وزيره عيدا قوميا! وأكرم الأربعين، ليظهر بعدها اسم جديد على الساحة.

خلال التكريم كشف منفذو المؤامرة أن من خطط لهم أميراسمه السعيد يانس، والغريب أنه كان من أتباع والد الوزير القتيل، لكنه لم يكن على وفاق مع ابنه الأفضل أبو على. على الفور قرّر الحافظ تنصيب يانس وزيرا. وظل الحافظ وليا لعهد المسلمين لعدة أسابيع، ثم بويع بالخلافة.

فى الأسابيع الفاصلة بين الحدثين جرى البحث عن صيغة لتجاوز عقبة أساسية تعوق تنصيب الحافظ، هى أن والده لم يكن إماما، وتم تمرير ذلك فى النهاية بادعاء أن الخليفة السابق الآمر بأحكام الله أوصى بالإمامة لابن عمه، مثلما عقد الرسول عليه الصلاة والسلام الولاية لابن عمه على!

كان الوزير يانس عاقلا ذا هيبة، لكن النهايات السعيدة لا تدوم، ولا أمان عادة فى قصور الخلافة، فقد نسى الوزير نفسه. ذات يوم وصله أمر أغضبه من أحد المقربين من الحافظ، فقبض عليه وسجنه وقتله فى الليلة نفسها دون أن يضع الخليفة فى اعتباره. مما جعل الأخير يستشعر الخطر، خاصة مع ما سجله التاريخ عن وزراء فاطميين يتلاعبون بالخلفاء. ويُقال إن الخليفة قتل يانس بالسم، ثم أحاط ابنيه بأفضل رعاية وأحسن إليهما!

لكي يتخلص الخليفة من مكائد الوزراء جعل أكبر أبنائه سليمان وزيرا، وكان مُنتظرا أن يكون خليفته غير انه مات بعد ولاية العهد بشهرين، وطمع ابنه الآخر الأمير حسن فى ولاية العهد، لكنه كان عاقا لأبيه فلم يستجب الخليفة، مما أدى إلى مؤامرة عجيبة تسبّبت فى أزمة كبرى. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة