فاروق جعفر
شخصيات و حكايات
فاروق جعفر.. أوناسيس الملايين.. وإمام الماكرين
الأحد، 31 أكتوبر 2021 - 11:30 ص
شوقى حامد
مشوارى فــى بلاط صاحبة الجـلالـة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقد اسـتحق التســــــجيل واســــــتوجب التــــــــدوين.. وعــــــــلى صفحــــات آخرساعة أروى بعضا مـــن مشاهده.
هو أمير الدهاء.. حكيم الحكماء.. مستشار الأمراء.. أوناسيس صاحب الملايين.. وإمام المساكين.. القصير المكير الفنان الشهير.. الموهوب الخطير.. الغنى بفكره.. المتمكن بوعيه.. الواثق من نفسه.. المتحدث باسمه.. والكابتن فاروق جعفر كما عرفته منذ أن كان لاعبا وحتى بات معلقا.. وبينهما كان مدربا.. هادئ رزين.. حصيف وقور.. يعى تماما متى يتحدث.. ويفرض نفسه بجديته على جلسائه.. ويستقطب اهتمامهم.. ويستحوذ على إعجابهم وينتزع احترامهم.. وُلد فاروق فؤاد جعفر محمد يوم ٢٩ أكتوبر عام ٥٢ بحى المنيرة بالسيدة زينب من أسرة مكافحة يملك عائلها البسيط ١٣ من الأبناء.
وكان فاروق ثامنهم وآخر صبيانهم، وكمعظم أقرانه مارس الكرة الشراب فى شوارع الحى والأحياء المجاورة، وقادته أقداره لتقع أنظار السيد إبراهيم عبدالرحمن وهو يراوغ زملاءه ويتلاعب بهم ويصل إلى المرامى المقابلة ويُسكن الكرة فيها، فعرض عليه مرافقته للزمالك وليتسلمه أبوالأشبال فى المعقل الأبيض كابتن حمادة الشرقاوى الذى قام بتحويله إلى الكابتن هلال قدرى المسئول عن مدرسة الموهوبين.. ولم تمضِ سوى سويعات معدودة إلا والصبى جعفر قد انضم رسميا للصفوف وتدرج بين المراحل السنية المختلفة وفرض نفسه على التشكيلات الأساسية لفرقها إلى أن وصل تحت ١٧ سنة الذى كان يدربه شيخ المدربين كابتن زكى عثمان.. لعبت الصدفة دورا متعاطفا مع الصبى الموهوب عندما كان يشارك مع الناشئين فى مباراة رسمية قبل إقامة مباراة الكبار الودية مع الترسانة.. وكان مزمعا أن يشارك المعلم حسن شحاتة مع الأبيض فى هذه المباراة حيث كان يمضى إجازة بالقاهرة بإذن من المسئولين بالكويت، حيث كان يحترف هو والكابتن طه بصرى هناك.. غير أن شحاتة فضّل زيارة أسرته بكفر الدوار عن المشاركة أمام الترسانة، فلم يكن من الكابتن حلمى زامورا رئيس نادى الزمالك إلا أن أمر بمشاركة جعفر فى الشوط الثانى وشارك مع الفريق الأول وفاز 3/2، وكان جعفر يلعب مهاجما فى الناحية اليسرى غير أن مهاراته وإمكاناته العالية فى التصرف بالكرة تحت ضغط والتمرير والتصويب المتقن والدقيق دفع كل من قام بتدريبه لإعادته لوسط الملعب كصانع ألعاب وضابط إيقاع..
ولعبت الصدفة والتوفيق دورهما مرة ثالثة مع المحظوظ جعفر فيطلب منه مدرب منتخب مصر مستر كرامر الألمانى المشاركة لمجرد تكملة التقسيمة وهو لم يتعد الـ١٨ من عمره استعدادا لبطولة البحر الأبيض، فيبهر الأبصار ويخطف الأنظار.. ويقرر كرامر ضمه مع المنتخب للمشاركة فى دورة البحر الأبيض بمدينة أزمير التركية عام ٧١، ومنذ هذه الساعة وهو أساسى بالزمالك والمنتخب والمنتخب الأفريقى، ويشارك معه فى بطولتى القارات بكل من البرازيل والمكسيك عامى ٧١ و ٧٢، ويزامل جيل الموهوبين أمثال شحاتة وبصرى وخليل والخطيب وعبده ويونس والذى أحرز كأس فلسطين عام ٧٥ وأسهم فى فوز الزمالك عامى ٧٨ و ٨٤ بالدورى وكأس مصر أعوام ٧٥ و ٧٧ و ٧٩ وكأس أفريقيا عام ٨٤ وشارك فى ١٠٤ مباريات رسمية واختير كأفضل صانع لعب أكثر من موسم.. كانت له تجربة احترافية قصيرة فى نادى كوزموس الأمريكى، غير أن الحنين إلى مصريته أعاده من جديد ليتلقفه الزمالك وظل مشاركا فى المباريات إلى أن أقام مهرجان اعتزال عام ٨٤/٨٥، وكان المهرجان هو الثانى فى ترتيب الجماهيرية بعد مهرجان الخطيب، وكانت فقرته الأساسية لقاءً جمع منتخبى مصر والكويت بمشاركة نجم الأرجنتين ماريو كيمبس وبحضور زهاء ٩٠ ألف متفرج.. امتهن التدريب بعد الاعتزال وترأس الأجهزة الفنية بأندية الزمالك والبلدية والمصرى والترسانة، وعمل لفترة قصيرة مديرا فنيا للمنتخب مع محمود الخطيب، غير أن هزيمتهما من تونس بهدف نظيف عجّلت برحليهما وتولى الكابتن الجوهرى التدريب خلفا لهما.. ويعتز الكابتن جعفر بعمله كمستشار فنى للزمالك ومعلق رياضى بالتليفزيون، كما يشعر بالحنين دائما لأبنائه أحمد وسيف ومنة وأحفاده منهم
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة