رشا سلامة
رشا سلامة


التربية والتعليم.. السير على قدم واحدة

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 31 أكتوبر 2021 - 04:41 م

رشا سلامة

تغييرات عديدة شهدتها منظومة التربية والتعليم في الجانب التعليمي خلال السنوات الماضية، من ادخال التقنيات الحديثة الي نظام التعليم مستغلين بذلك المعرفة الواسعة للطلبة بالتكنولوجيا والتطور المستمر فيها،  كذلك شهدت المناهج خططا لنقل التعليم من الاعتماد علي الحفظ الي الاعتماد علي الفهم والبحث، هذا بالاضافة الي تطوير الجانب المهني للمعلمين وتطوير بعض من الابنية التعليمية. هذا فيما يخص التعليم لكن ماذا عن التربية؟

أمس ومع بداية العام الدراسي شهدت كلية الحقوق جامعة الاسكندرية واقعة بلطجة بين بعض الطلبة تسببت في احداث اصابات شديدة بينهم، تذكرنا هذه الواقعة بفيديوهات عدة تسربت الي مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الماضية لطلبة في سن المراهقة يعتدون علي معلميهم او يسخرون منهم، اثارت حفيظتنا خاصة الأجيال التي تربت على ادراك قيمة المعلم وتكن له احتراما كبيرا وتتذكره حتى بعد أن اصبحوا امهات واباء. 

سيذهب البعض الى ان واقعة جامعة الاسكندرية لا  تمت بصلة الي وزارة التربية والتعليم وبالتالي لا تتحمل اي مسئولية ، لكن مع الاسف هذه المعلومة ليست حقيقية لان هذه الواقعة لطلبة امضوا طفولتهم ومراهقتهم تحت رعاية وزارة التربية والتعليم، ووصلوا لهذه المرحلة من الانفلات وعدم الانضباط في السلوك نظرا لاهمال الوزارة لدور اخر مهم لها بجانب التعليم وهي التربية. 

نعم فلم تشمل خطط تطوير المنظومة التعليمية الجانب التربوي، فلم تول الوزارة اهتماما لتعظيم دور المشرف الاجتماعي والنفسي في المدراس في كل مراحل التعليم الاساسي، رغم الاهمية الكبيرة والدور العظيم الذي يقوم به هؤلاء المتخصصين في متابعة الطلبة من الجانب السلوكي، والتواصل معهم لتعديل وضبط الانحرافات الموجودة فيه. 

هذا الدور تعاظمت اهميته من بعد التغييرات السياسية التي مرت علي مصر منذ ٢٠١١، صحيح ان الثورات عبرت عن تراكمات من داخل نفس المواطن المصري، لكنها تركت اثارا سلبية مثلما كان لها اثارا ايجابية على نفسية جيل شهد ثورة يناير ٢٠١١ طفلا واصبح الان شابا، هذا الطفل عاصر تغييرات جذرية في المجتمع عاشوا تحت مظلة اتجاهات مختلفة في الحكم، شاهدوا جرائم الارهاب والدم الذي كان يسيل كل لحظة وينقل بالصورة والصوت علي هواتفهم، فكانوا شهودا عليها في الوقت الذي كان يجب ان يمضوا طفولتهم في الحدائق وبين ألعابهم. 

من المعروف ان المراحل التالية للثورات في اي مجتمع تميل  فيها الشعوب لتفريغ الشحنات السلبية بداخلهم، ويفقدون السيطرة والتحكم في تصرفاتهم وحكمهم على الاشياء والتفريق بين الخطأ والصواب، تماما مثلما يفقد سائق القطار السيطرة على الفراَمل فتصبح النتيجة الخروج عن القضبان بالسرعة نفسها، ونحن نعيش مرحلة الخروج عن الاصدام بعد الخروج عن القضبان ونحتاج لغرفة عمليات لاسعاف المجتمع المصاب.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة