البهنساوي
البهنساوي


محمد البهنساوي يكتب: السياحة بين إلغاء الطوارئ وعودة التفويج

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 31 أكتوبر 2021 - 07:05 م

 

وتتوالى الأخبار السارة والمبشرة لصناعة السياحة .. والأيام الماضية حملت الكثير من الأخبار المبهجة التي تصب مباشرة في صالح السياحة صناعة الأمل بمصر سواء بعودة الحركة تباعا من الأسواق المهمة والرئيسية , أو إطلاق خطوط طيران سياحية مثل خط شرم الشيخ والأقصر , ناهيك عن الافتتاحات الأثرية التي يتم التجهيز لها خاصة إفتتاح طريق الكباش بالأقصر وغيرها من الأخبار المهمة مثل الإنتهاء من إعادة تقييم وتصنيف جميع فنادق ومنتجعات البحر الأحمر وجنوب سيناء طبقا للمعايير الفندقية العالمية تحت إشراف منظمة السياحة العالمية

اخبار مهمة تساعد في زيادة القدرة التنافسية السياحية لمصر دوليا , وهنا أتوقف أمام خبرين أعتبرهما الأهم لصناعة السياحة , أولهما قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدم تجديد حالة الطوارئ بالبلاد بما يعني اختصارا انتصار مصر على الإرهاب وأنها اصبحت واحة للأمن والأمان والاستقرار بالمنطقة والعالم , وهل اهم واقوى من تلك المعاني دعاية سياحية لمصر . والخبر الثاني ما جاء باجتماع الرئيس السيسي بالدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار أمس وما شهده الاجتماع من أخبار مهمة منها متابعة الرئيس لكل ما يخص صناعة السياحة والأثار بمصر وكالعادة يصدر توجيهاته بتقديم كافة التسهيلات أمام نمو وتطور صناعة السياحة . وأتوقف أمام جملة تضمنها البيان الصحفي الرئاسي عن الإجتماع تقول " وقد وجه السيد الرئيس بمواصلة التنسيق والتكامل بين كافة الأجهزة المعنية على مستوى الدولة لضمان سلاسة الحركة السياحية وراحة السائحين وتقديم أفضل الخدمات لهم بالتعاون مع قطاع المستثمرين السياحيين " توجيه رئاسي لا لبس فيه بتعاون الجميع لضمان سلاسة الحركة السياحية و راحة السائحين

وبما ان الاعلام الوطني المخلص أحد أهم مهامه نقل صورة حية لما يدور من مناقشات داخل الفئات والأوساط المختلفة بمصر . فهناك حديث ساخن داخل قطاع السياحة حول نقطة مهمة تتعلق بإجراءات متابعة تنقل السائحين اعتقد انها تتعارض مع كشفه ويؤكده قرار إلغاء حالة الطوارئ , إنه نظام تفويج السائحين . هذا النظام لمن لا يعرفه كان يتم منذ سنوات كثيرة فقط على الرحلات الداخلية البرية خاصة بين الغردقة والأقصر وبعض الرحلات للقاهرة من شرم والغردقة بما كان يعرف برحلات اليوم الواحد بتقسيم السائحين لأفواج ومجموعات يرافق كل فوج أو كما كان يطلق عليه " كول امني " عربة شرطة أو أكثر لتأمينه حسب الحالة . وقد تم إلغاء هذا النظام أيضا منذ سنوات , لكن فوجئ الجميع بعودة التفويج قبل أسابيع قليلة لكن بمفهوم أوسع واغرب

وحتى نتفهم بصورة أكبر ما يتم حاليا والمعاناة التي تتسبب فيها خاصة مع زيادة الحركة السياحية ووصلها الي شبه الذروة السياحية , والأمانة تحتم علينا بداية نقل آراء الجميع بالقطاع السياحي وما يحملونه ونحن معهم من إجلال لدور القوات المسلحة في الحرب على الإرهاب وما تبذله الشرطة المصرية من جهد خارق وما تحملته أجهزتها من شقاء ومعاناة في التأمين الداخلي منذ أحداث يناير حتى الآن . بل انهم يدينون بكل الفضل لما هم فيه الآن لتلك الجهود الأمنية الجبارة ويرون أنه لولا تلك الجهود وما تقدمه لهم وزارة الداخلية بكافة اجهزتها ما كانوا ليصل بهم الحال أن يناقشوا اليوم مشاكل الوفرة السياحية والحمد لله , لكن فقط يطلبون بعض الترشيد والتغيير في التعامل الأمني حتى تكتمل الصورة الوردية وتجني بلادنا ثمار الأمن والأمان بكافة المجالات وخاصة صناعة السياحة

ما حدث قبل أسابيع أن تحول التفويج بدلا من متابعة الحركة بين المدن السياحية قديما إلى تفويج من المطار إلى أماكن إقامة السائح بالمدن السياحية خاصة شرم والغردقة , وطرق زيارتهم للأماكن الأثرية خاصة بالقاهرة والأقصر وأسوان .

 

فالتفويج الذي كان متواجدا بعد أحداث يناير والوقفات الاحتجاجية وقتها كان يرافق كل أتوبيس سياحى سيارة نجدة لفتح الطريق أذا لزم الأمر وكان عدد الأتوبيسات لا يتعدى أصابع اليد الواحدة , اليوم ومع مئات السيارات السياحية أصبح مستحيلا تخصيص سيارة نجدة لكل أتوبيس , فتم تخصيص سيارة لكل طائرة , لكن كل طائرة بها مجموعات متنوعة ومتعددة الاتجاهات ويستحيل تخصيص سيارة لكل إتجاه هذا يصعب على الشرطة في اي مكان بالعالم , وما يحدث أن سيارة النجدة تنتظر نزول كل الركاب من الطائرة سواء بمطار القاهرة والغردقة وشرم وحتى الأقصر وأسوان ثم يستقلوا اتوبيساتهم ومن يخرج مبكرا عليه الإنتظار ربما لساعة وأكثر بالاتوبيس لتجميع باقي الرحلات ثم ترافقهم سيارة نجدة , وتتفاقم المشكلة وقت ذروة الرحلات بالمطارات.

 

ومع خروجهم من المطار وتقاطع اتجاهاتهم فقد ينتهي دور سيارة النجدة عند باب المطار أو ترافق مجموعة واحدة والباقي يواصل خط سيره بدونها ويتبقى بذاكرة السائح وقتها ساعات الإنتظار وهي ذكرى سلبية ناهيك ربما عن ضياع و" لخبطة " برنامجه السياحي وضياع بعض   المزارات علي السائحين . وكلها أمور تترك انطباعا سلبيا لدى السائحين

هناك أفكار عديدة يطرحها البعض لعلاج تلك المشكلة التي بدأت بالفعل تؤرق رجال السياحة ,. بعضها استنسخوه من بلاد سياحية منافسة , والبعض الآخر من بنات واولاد أفكارهم . ولأنهم ليسوا أهل إختصاص . ولأنه كما يقال أهل مكة ادري بشعابها , و لثقتنا الكبرى في أن أجهزتنا الأمنية أولا لا تتوان لحظة فيما يحقق صالح مصر واقتصادها , وثانيا ثقتنا اللامحدودة في القدرات الأمنية لكافة اجهزة الشرطة والتي لا تستعصي عليهم مشكلة مثل التفويج الأمني وثالثا وهو الأهم لتجربة سابقة في مواسم ذروة سياحية حدثت فيه مشكلة مماثلة وتعاملت أجهزتنا الأمنية على الفور معها وتم إستبدال الأساليب الأمنية , فإننا نرى عقد اجتماع عاجل للقيادات الأمنية مع مسئولين بوزارة السياحة والأثار وممثلين للغرف السياحية والمستثمرين وفتح حوارا هادئا واثق انه سيكون مثمرا ربما يصل لطريقة معالجة امنية مختلفة عن التفويج الحالي , وإن لم يكن بد مما يتم فبالتأكيد سيكون هناك تعاون لإزالة أية آثار سلبية له على صناعة الأمل لملايين المصريين , فشرطتنا قادرة وقوية ومتعاونة عندما تصل لمسامعها أحاديث أية سلبيات او مشاكل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة