الأستاذ الراحل مصطفى أمين
الأستاذ الراحل مصطفى أمين


أرخص صحفي في العالم.. مصطفى أمين يشكو همه

حسام الطباخ

الإثنين، 01 نوفمبر 2021 - 05:13 م

في جامعة شيفيلد البريطانية، كان الأستاذ الراحل علي أمين يدرس بين جدرانها، خلال ثلاثينيات القرن الماضي، ليتلقى خطابا مرسلًا من أخيه الأستاذ الراحل مصطفى أمين يحكي فيه عن مشواره الصحفي داخل مصر.

 

مجلة آخر ساعة على متن صفحاتها في  15 يوليو 1959، نشرت الخطاب المرسل من مصطفى إلى علي، وصف نفسه بين سطوره بأنه «أرخص محرر في العالم» وكيف وصل مرتبه الشهري إلى 180 قرشًا من خلال عمله في «روزاليوسف»، وكتابته 120 مقالا، وعشرة أبواب في 30 صفحة كلها في أسبوع واحد. 

 

اقرأ أيضًا| حافي القدمين وبالبيجاما.. عادات أنيس منصور في الكتابة

 

وفي خطابه كتب الأستاذ الراحل مصطفى أمين:

 

عزيزي علي: 

 

أقبلك قبلة طويلة .. أرجو أن تكون أديت امتحانك وأن يصلنا خبر نجاحك.. إنني مشغول لأني أعمل في مجلة روزاليوسف.. أنا الآن أكتب أسبوعياً باب "لا يا شيخ".. و"أخبار الجامعة والطالبات" في صفحتين.. وأكتب أسبوعيا باب "إسكندرية في الصيف" في صفحتين، كما أكتب أسبوعيا باب "مذكرات سفرجي" في صفحتين.. وباب "أخبار هايفة" في صفحتين.. وأكتب أسبوعيا باب "الطبقة الراقية" في صفحتين.

 

وأقرا صحف أوروبا لاختار صور كاريكاتورية لباب "السياسة الخارجية" في صفحة.. وأكتب أسبوعياً باب "أخبار الدوائر الأجنبية" في صفحة.. وأكتب أسبوعياً أغلب صفحات الأخبار السياسية.

 

كما أعطي فكرة الموال والزجل والصفحة العاشرة لـ«سعيد عبده» ثم زاد علي عمل جديد فقد ابتكرت بابين جديدين من 4 صفحات باب «من ده علي ده» وباب «أخبار الموظفين».. حسبت عدد الصفحات التي كتبتها في هذا الأسبوع فوجدتها 30 صفحة. 

ثم فوق هذا أعطي لصاروخان أفكار الصور الكاريكاتورية.. تكاد تكون جميع الصور الكاريكاتورية في المجلة من فكرتي أنا .. ‘نني أكاد أموت على مكتبي ولكني أجد لذة في هذا العمل المضني الشاق. 

أنت وحدك خارج مجلة روزاليوسف تعرف ماذا أكتب لا يتصور أحد أن هذا التلميذ الصغير الهلفوت يحمل على كتفيه أكبر مجلة في الشرق في أثناء غياب أستاذي «محمد التابعي».. لا يتصور أحد أن كل هذا العمل أتقاضي عليه 8 جنيهات.. وأني لا أقبضها كلها أدفع منها 4 جنيهات لسواق «عبدالفتاح باشا يحي رئيس الوزراء» ليجئ لي بالأخبار السرية التي هي المفاتيح التي أفتح بها قلب رئيس الوزراء.. تبقى بعد ذلك 4 جنيهات من المرتب أدعو زملائي للعشاء في البريزيانا في أول الشهر ويكلفني هذا مائة وعشرة قروش.. وأكرر الدعوة يوم 15 في الشهر.

تصور كل المحررين يشربون الويسكي ما عداني.. وهذا سبب ارتفاع تكاليف العزومة.. وبهذا يبقي من مرتبي الضخم مبلغ 180 قرشا شهريا .. ولعل التاريخ سيقول إنني كنت أرخص محرر في العالم.

إن المقالات التي أقدمها شهريا حوالي 120 مقالا.. فكان المقال الواحد بقرش صاغ وخمسة مليمات ومع ذلك فإنني سعيد بهذا المبلغ.. لو كنت أتقاضي مليما واحدة على المقال لكنت سعيدا أيضا .. إنني أشعر أنني في مدرسة التابعي.. وبدلا من أن أدفع مصروفات أتقاضى 180 قرشا في الشهر.. مضى علي شهر أتقاضي هذا المرتب الكبير أنني منذ اشتغالي سنة 1928 بالصحافة لم اتقاض مرتباً.. ومع ذلك أشعر كأنني كسبت عمارة المواساة.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة