مدينة الخطيئة
مدينة الخطيئة


مدينة الخطيئة.. «بايا» عاصمة المتعة الرومانية

هناء حمدي

الأربعاء، 03 نوفمبر 2021 - 07:57 م

اختفت الكثير من المدن بفعل عوامل متعددة منها ما اختفى نتيجة تدمير وحروب ومنها ما اختفى بفعل عوامل الطبيعة فتجد من غمرها المياه أو من أخفى ثوران البركان معالمها لتندثر أسفل حممه وركامه ورغم عدم وجودها إلا أن تاريخها باقي يخبر قصتها للأجيال وخاصة إذا كانت كمدينة المتعة والخطيئة.. "بايا".

تعتبر تلك المدينة والتي يعود تاريخها إلى قبل 2000 عام وتقع على بعد حوالي 30 كيلومتر من مدينة نابولي الإيطالية مثال حي لكل ما يمكن أن يشتهيه الإنسان من متع واسترخاء فعلى أرضها كل شيء غير أخلاقي وغير قانوني مباح حتى جرائم القتل لذلك ورغم اختفائها من الأرض إلا أنها ظاهرة في التاريخ وبقوة.

وفي عودة إلى عصر الحضارة الرومانية تجد مدينة الخطيئة والبذخ متصدرة مكانها وبقوة كأحد أشهر مقار الأغنياء والتي اعتبروها منتجع علاجي يتوافر فيه كل عوامل الراحة والاستجمام من جلسات مريحة على الشواطئ الجميلة والدافئة لمياهها المعدنية المميزة والمعروفة بفوائدها العلاجية حتى مناخها المعتدل، بالإضافة إلى حياة الليل والسهر فكانت المدينة وكر لإقامة علاقات غير مشروعة لكل أصحاب النفوذ والسلطة في روما القديمة حتى تحولت من مجرد مكان للاسترخاء إلى مقر إقامة دائم لهم فبنى أغنياء روما على شواطئها قصور ومنتجعات للاستمتاع برغباتهم.

ولاستكمال كافة أركان الخطيئة لم تكن السهرات وليالي المتعة هي قصص المدينة فقط ولكنها ارتبطت أيضا بقصص الخيانة والقتل فعلى ارض هذه المدينة حاولت "جوليا اجريبينا" قتل زوجها "كلوديوس" بالفطر القاتل لكي يصبح ابنها "نيرو" امبراطور روما وعندما نجا اتفقت مع طبيبها على قتله عن طريق اعداد نصل مغطى بمادة من نبات القرع البري السام حتى نجحت في قتله في النهاية.

 وبحسب موقع " BBC" لم تكن هذه الحادثة الأولى أو الأخيرة فترددت شائعات بأن كليوباترا قد فرت في قاربها من مدينة بايا بعد مقتل يوليوس قيصر عام 44 قبل الميلاد كما عثر الاثريون على " الكأس المقدس" والذي يؤكد قصة محاولة اغتيال جايوس كالبورنيوس لصديقه المقرب الإمبراطور نيرو الذي اكتشف المؤامرة فأمر جايوس بالانتحار.

وإذا كنت تعتقد أن اختفاء المدينة بسبب عناصر الخطيئة المتكاملة التي كانت تتم على أرضها فأنت خاطىء فطبيعة أرض هذه المدينة هو السبب في اختفائها فاشتهرت المدينة بحقولها المشتعلة بسبب انتشار البحيرات البركانية بيها حتى أن الإغريق والرومان القدماء كانوا يقدسون هذه البحيرات باعتبارها مداخل للعالم السفلي.

فطبيعة الأرض التي حملت مدينة بايا لأعوام طويلة كانت تخفي أسفلها البراكين لدرجة أنك إذا ضربت الأرض بعصا سيخرج منها بخار وحمم لذلك اعتبرها الرومان أرض لبوابة العالم السفلي حتى تسبب هذا النشاط البركاني في النهاية باختفاءها وسقوط اجزاء منها حتى غرقت "مدينة الخطيئة" تحت الماء بأكملها.

ولم يتبق من المدينة سوى مياهها التي اشتهرت بقدرتها العلاجية مع بقاياها الموجودة تحت المياه لتكون وجهة سياحية لكل الغطاسين الباحثين عن المغامرة ومع عام 2002 تم إعلانها محمية طبيعية أسفل الماء ومع زيارتك لموقع المدينة تحت الماء تتمكن من رؤية الكثير من الطرق والجدران والتماثيل التي نجت من آلاف السنين في مغامرة غوص كتجربة الغوص في التاريخ.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة