كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كما يقول الكتاب

كرم جبر

السبت، 06 نوفمبر 2021 - 06:48 م

مصر ملك لكل المصريين وليس لفئة واحدة، والخير الذى يعم على الجميع أفضل مليون مرة، ومضى عصر كانت فيه فئة قليلة تستحوذ على الأراضى بأسعار زهيدة، وتكسب من ورائها المليارات.
الدولة الآن تحسن إدارة مواردها لصالح المصريين جميعاً، والدولة العادلة هى التى ترعى جميع أبنائها، وإذا اختارت فليكن للمحتاج والفقير ومن ضاقت بهم سبل الحياة، وإذا جاملت فليكن للفقراء، وإذا منحت فليكن لمن يستحق وليس لصاحب سطوة أو نفوذ.
أعلى مراتب العدالة إتاحة فرص الحياة الكريمة للناس، وأهم مظاهرها أن توفر لهم سكناً كريماً بعيداً عن العشوائيات والأماكن الخطرة، وكلما افتتحت الدولة مشروعاً سكنياً جديداً، فهى تفتح أبواب الأمل والحياة، لفئات كانت تعيش أوضاعاً صعبة وقاسية.
وعندما تكسر الدولة "خنقة الأماكن" المفروضة على مواطنيها، فهى تعيد "ترسيم جودة الحياة"، فمن حق الفئات الأكثر احتياجاً أن يكون لهم نفس الحق فى الحياة، وهو المعنى السامى لحقوق الإنسان.
المشروعات الكبرى تحقق نتائج غير مباشرة أبرزها إعلاء شأن القيم الإنسانية، بجانب الهدف الأساسى من إنشائها وهو النمو الاقتصادى والتنمية المتسارعة.
كنا كمن نعيش جميعاً فى شقة صغيرة، بينما نترك مساحة البلاد طولاً وعرضاً دون إشغال، فأصابتنا كل أمراض الزحام، وأخطرها "التلوث الأخلاقي"، فالشاب الذى ينشأ فى مكان غير آدمى تصيبه الأمراض العضوية والنفسية، وتنكسر فى أعماقه متعة الحياة.
وهكذا أحياء كثيرة فى القاهرة يعيش الناس فيها وكأنهم فى الحشر، ومنازل متقاربة لا تدخلها شمس ولا هواء، وكأنه كتب عليهم العذاب.
الآن كل شيء يتغير، وامتد مشرط الجراح لإزالة الأورام التى أصابت المدن القديمة، وتوسعت المدن الجديدة فى كل محافظة، وتحدث إنجازات تشبه المعجزة، بعد اقتحام الصعاب بحلول جذرية "كما يقول الكتاب"، وليس بمسكنات وحلول وقتية.
كنا نسأل منذ سنوات: هل تستطيع الدولة أن توفر آلاف الشقق لسكان العشوائيات، الذين كانوا يعيشون فى أماكن أقرب لحظائر الماشية، وهو ما عجزت عنه أغنى دولة فى العالم؟
الدولة قررت إغلاق ملف العشوائيات الخطرة وهو إنجاز غير مسبوق فى تاريخ مصر، ونحتاج جرعة تفاؤل لأن الشعوب المحبطة لا تجيد صناعة الحاضر، والشعوب لا تذهب إلى المستقبل بالعودة إلى الوراء.
مصر لا تمتلك أنهاراً من البترول ولا جبالاً من الذهب، وثروتها الحقيقية فى عزيمة شعبها وإرادته وقدرته على الصبر وتحدى الصعاب، وصناع الإحباط هم أول من يعلم أن الأزمات فى طريقها إلى الانفراج، وبشيء من الصبر والأمل والتفاؤل، يمكن أن تواصل البلاد طريقها إلى المستقبل، الذى يحفظ فرص الحياة الكريمة.
إذا شعر شعب بالعدالة، فسوف يقبل على الحياة بمنتهى العزم والإصرار، وليس فى نفسه حقد يجعله يعيش فى بلد لا يحبه، ولم يكن المصريون فى أى يوم من الأيام من ذلك الصنف.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة