د. عبد المنعم سعيد خلال حواره مع «الأخبار»
د. عبد المنعم سعيد خلال حواره مع «الأخبار»


عبدالمنعم سعيد: نخوض حرب «البناء».. وجيشنا منع تفتيت مصر في 2011 | حوار

الأخبار

السبت، 06 نوفمبر 2021 - 08:29 م

هانى قطب سليم

كنا على وشك الانهيار.. وتحولنا لدولة تبنى بذراع وتؤمن حدودها بذراع أخرى
نشهد أكبر حركة تعمير منذ وحد مينا القطرين.. ودور المواطن لا يمكن إنكاره
جيشنا منع تفتيت مصر فى 2011 ومنع امتلاك الإخوان لها فى 2013 
نملك كل أدوات الحل فى قضية سد النهضة.. ولن نضار فى حصتنا من المياه

عدوى ما يسمى بـ«الربيع العربى» بدأت فى تونس.. وجهود تصحيح المسار قادتها مصر

 

من الانتقادات التى يحلو للبعض أن يوجهها لذوى الاهتمامات البحثية بأنهم يجلسون فى أبراج عاجية، وأن تحليلاتهم وآراءهم قد تفتقد إلى الإحساس والشعور بآمال وتطلعات المواطن العادى والبسيط، ولكن عندما يأتى ذكر المفكر السياسى الكبير الدكتور عبد المنعم سعيد، قد يجد هؤلاء صعوبة فى أن يطلقوا مثل هذا الانتقاد.

فالرجل صاحب الـ72 ربيعا، والذى بدأ حياته العملية باحثا مساعدا فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يمتلك رصيدا كبيرا من الخبرة الحياتية التى جعلته يقترب كثيرا من هموم وآمال وتطلعات المواطن البسيط، بداية من النشأة فى محافظة المنوفية، ومرورا بمشاركته فى حرب أكتوبر، وانتهاء بجلوسه على رأس عدد من الصحف سواء القومية أو الخاصة، والتى تضع نصب أعينها جذب اهتمام هذا المواطن.

وأكسبت هذه التجارب الحياتية الثرية تحليلات د. سعيد السياسية بمزيد من العمق والمصداقية، فهو عندما يتحدث عن الحروب، لا تغب عن ذاكرته مهمته فى حرب أكتوبر كرقيب فى الاستطلاع، وعندما يقيم الأوضاع السياسية والاجتماعية الحالية فى مصر، يقيمها بعقلية الباحث الصحفي، الذى عايش الماضى وكتب عنه، فأصبح قادرا على التقاط الفارق بينه وبين الحاضر، لذلك حاولنا استغلال فرصة الحوار التى أتيحت لنا معه لنتحدث معه فى قضايا كثيرة، بداية من ذكرياته مع حرب أكتوبر، باعتباره أحد المشاركين بها، وتقييمه لتجربة الربيع العربى التى سادت عددا من الدول العربية، ووصول الإخوان إلى مقعد الحكم بمصر، ولماذا خرج عليهم الشعب سريعا، والانسحاب الامريكى الأخير من العراق وأفغانستان، وحتى الطلاق وازدياد معدلاته حاولنا معرفة رأيه، وكانت له رؤية مختلفة.. وإلى نص الحوار.
 

بداية نريد أن نتعرف على ذكرياتك خلال مشاركتك فى حرب أكتوبر العظيمة؟


كان لى شرف المشاركة فى حرب أكتوبر، وكنت وقتها برتبة رقيب فى الاستطلاع، وكانت مهمتى تحديد الأهداف وإرسالها إلى قادة العربات المدرعة لاصطياد مدرعات العدو، وكانت الكتيبة (645) التى التحقت بها، ويقودها المقدم جميل حفيظ، ورئيس عملياتها الرائد محمد عبد الوارث، مسئولة عن المقذوفات الصاروخية المضادة للدبابات، والمعروفة باسم (م.م.م.د)، وكما علمنا فيما بعد، فإن هذه الصواريخ كانت انقلابا فى العلم العسكرى والاستراتيجى، واستطعنا تدمير 54 مدرعة منها 40 دبابة، وحصل الرقيب محمد صادق على نجمة سيناء، وآخر على وسام الجمهورية، وكان من واجباتى أيضا كتابة يوميات الحرب. 


ويجب أن نعترف بأن إلحاق المؤهلات العليا وتجنيدهم كان له دور كبير فى تطوير قدرات الجندى المصرى الذى أصبح لديه القدرة على استعمال السلاح بمهارة خلاف مقدرته على التفكير فى بدائل كثيرة، فأكتوبر كانت نقطة فارقة فى تاريخ جيلنا، وقد قال نجيب سرور عنها، إنه كان بمقدورنا أن نخدش وجه السماء ونضرب بالكف وجه الأسد، فأكتوبر بالنسبة لى باتت تجربة شخصية فيها الكثير من الاختبار لمدى القدرة على تحمل أعوام من التجنيد التى استمرت لأربع سنوات، وكان الاختبار للتحمل البدنى والعقلى، والحصول على فرقة للحرب الكيماوية، وأخرى للتوجيه المعنوى، والثالثة فى المساحة العسكرية.

ما  رسالتك للشباب الذى ربما يشعر بنوع من الإحباط وينادى بأنه لم يأخذ حقه حتى الآن؟


فى الماضي، كانت الدعوة إلى الحرب وغسل العار وتجاوز هزيمة، لحظة فارقة ليس فيها مساومة ولا خلافات، فبداية من العدون الثلاثى 56، ثم النكسة 67، حتى جاء نصر أكتوبر، كان المواطن همه خلال تلك الفترة هو الدفاع عن وطنه والثأر من مغتصبيه دون النظر الى العائد، وكانت هديتهم للأجيال الحالية وطنا محررا عزيزا، وبالتالى فالفرص الآن متاحة بشكل لم يكن موجودا بالنسبة للآباء والأجداد، فنظرة «إحنا هناخد إيه»، نظرة فيها نوع من الخيانة، فمصر الآن تسير بشكل للأسف لا يعرفه الكثير، وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعى هى التى تقيم إنجازاتنا ما بين معجب وآخر يدين، فنحن الآن أمام تحدٍ تاريخى من نوع جديد يتمثل فى البناء والتعمير شأنه شأن تحدى معركة التحرير، والتى كان فيها الجندى والمواطن على السواء له القدرة على الفداء، وهو تحد يظهر فيه التناقض بين البطولة والجبن، فالمستقبل نصنعه الآن بمن يسقطون ضحايا الإرهاب، ومن يقدمون العرق فى أكبرعملية للبناء لتغيير وجه مصر، تعد هى الأكبر فى تاريخها المعاصر، وإن كنت أرى أن وسائل التواصل الاجتماعى ليست فى مجملها سيئة، وهى متنقس للشباب.
معركة البناء والتعمير

من ملحمة أكتوبر الى ملحمة البناء والتعمير، كيف ترى الوضع الآن فى مصر بعد ثورتين وإسقاط نظامين؟


تحولت من دولة كانت على وشك الانهيار إلى راية خفاقة عاليا، تتمثل فى يد تبنى شبكة من الطرق، وإنشاء أنفاق، وصوب زراعية، واستصلاح أراض، وإسكان اجتماعى، وكل ذلك جعل هناك مصر جديدة فى كل المجالات، والدليل أن 15% من مساحة مصر أصبحت مأهولة بالسكان بعد أن كانت 7% على أحسن تقدير، ويجب أن يعى المواطن بأن هذه الإنجازات عبارة عن حلقات لا تكتمل سلسلة التطور إلا بها، فلم يعد للعشوائية مكان. . ويجب أن نتذكر أن هذا البناء حدث خلال سعى الدولة بيد أخرى لتأمين حدود وجبهات مفتوحة على مصراعيها، وأمام تهديدات تركيا من ناحية وفوضى ليبيا وخطر داعش وإرهاب سيناء، والانطلاق إلى أبعد من ذلك خطوات مدروسة حتى لا نقع فريسة لأحد. 

كل هذه المشروعات أليست عبئا على المواطن الذى يتحمل دفع جزء كبير من فاتورة الإصلاح؟


لا أقلل من دور المواطن والذى تحمل رفع الدعم عن كثير من الخدمات، ولكن يجب أن نفرق بين عبء وبين تضحية، ولا ننسى أن مصر تبنى من جديد فى كل جوانبها، فالعبء الذى ندفعه سنجنى أضعافه، ومهما تحملنا فلن يكون مثل دول قضى عليها تماما مثل فيتنام وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، كيف كانوا وكيف أصبحوا الآن، وخلال مسيرة البناء هذه كيف تحمل المواطن فى سبيل بناء بلاده فقط لكى يعيش تحت مظلة وطن، فمصر فى أصعب الظروف وهى فترة النكسة عام 1967 لم يكن بها مجاعات أو حتى ما يفوق قدرة المواطن، فما يحدث فى مصر الآن لم يحدث منذ مينا موحد القطرين، ويظل المواطن هو بطل كل بناء. 

وما تقييمكم لدور الجيش المصرى فى الحفاظ على كيان الدولة، ومن ثم توفير الأجواء لمعركة البناء؟ 


الجيش هو عماد الدول وكانت محاولة إحداث وقيعة بين الجيش والشعب هو هدف لجماعات تريد إسقاط مصر وهو ما لم يحدث، لذلك نظرة بسيطة لمن حولنا سنرى عظمة الدولة المصرية، فالجيش المصرى كان أساس الحفاظ على وحدة الدولة مرتين، مرة فى ٢٠١١ حينما أمسك بلجام الثورة  تفاديا لتفتيت الأمة، والأخرى فى ٢٠١٣ عندما منع الإخوان المسلمين أن يمتلكوا الدولة، وفى المرتين كان الهدف الحفاظ على  الدولة المصرية  لبنائها على أسس جديدة، ولا ننسى أن الجيش صاحب الاستقلال الحقيقى فى يوليو، وإنهاء ليس فقط الملكية، وإنما عصر الاستعمار دون طلقة نار واحدة، وما كان ليحدث لولا تدبير قيادات أمسكت الأمور بحزم.


سد النهضة وأفريقيا

سد النهضة معركة جديدة تحولت من أزمة الى صراع، فما تقييمكم للوضع الآن فى ظل توصيات مجلس الأمن بالاحتكام للاتحاد الإفريقى؟


قضيه سد النهضة صارت صراعا، ثم تحولت لأزمة، والتعامل معها يجب أن يأخذ شكلا من التريث وعدم التسرع، وأؤكد بأن سياسية الصبر والتحمل وعدم الانصياع لأصوات عالية بالتدخل غير السلمى هى نوع من البصيرة الحادة التى قام بها الرئيس السيسى، فكل ممتلكات الحل تكمن فى أيدينا ولنا أن نرى أين وصلت مصر وجيشها وأين تتجه إثيوبيا التى على وشك انفصال بعض أقاليمها بعد اندلاع حرب أهلية تستنزف منها قدرتها يوما بعد الآخر، مما يوهن قوتها، وأنا على يقين بأن مصر لن تضار بحصتها من مياه النيل.


وهل معظم الدول الافريقية التى دعمنا استقلالها فى الماضى يمكن أن تدعم موقفنا فى قضية سد النهضة؟


نحن دعمنا استقلال إفريقيا فى الوقت الذى كنا نحن فيه خارجين من احتلال، ولكن يجب ألا نجعل هناك دائما صوتا عاليا ينادى بأننا لنا الفضل فى تحرير أفريقيا، لأن هذا يجعلهم يشعرون بأنهم يجب أن يكونوا مدينين لنا، والحقيقة أنهم من قاموا بتحرير أنفسهم، حتى ولو كان لنا دور فى مساندتهم.


وقد شهد أكتوبر ردا لهذا الجميل فى مساعدة دول كثيرة لنا، فالعلاقة بين الدول لا تعرف سوى المصالح، وللأسف لم نستطع أن نكون حراسا لأفريقيا من كل غازٍ جديد لإقامة استثمارات بها بعد أن تركناها لغيرنا، وإن كان ذلك بسبب ضعف مواردنا لما تحتاجه هذه الدول، وبالتالى كان هناك من هو أكثر استعدادية وتقديم ما ينقص هذه الدول بعد أن اقتصر دورنا على رفع الشعارات.  

وما الوضع الآن فى ظل حكم الرئيس السيسى وعلاقاته مع إفريقيا؟ 


اختلف الوضع الآن بشكل كبير، ولنا أن نلاحظ كم المشروعات غير المسبوقة والزيارات التى قام بها الرئيس السيسى حتى لدول كان هو الرئيس المصرى الأول الذى يقوم بزيارة لها، وعلاقتنا القوية والتى توطدت  بشمال إفريقيا ودعمنا لبلادها ليبدأ إيقاظ الحنين لدور مصر مرة أخرى، وقريبا سيكون لنا السيادة فى الاستثمارات بها.

وكيف ترى مصر الآن تجاه قضايا أمتها العربية؟  


تسير مصر فى كل الاتجاهات لتحقيق وحدة عربية حقيقية على أسس سليمة وعلى أوضاع متينة، فقضية ليبيا على وشك الانتهاء بعد نجاح إجراء الانتخابات، ودورنا فى القضية الفلسطينية أصبح واضحا للغاية، متمثلا فى غزة وإعادة الإعمار بها وقيادتنا لعملية تبادل الأسرى مع إسرائيل والسماح بالصيد فى البحر الأبيض وتصدير الكهرباء، وكلها أمور شاهدة على أن القضية الفلسطينية يتوارثها القادة المصريون جيلا بعد جيل، ونسير أيضا بالعراق لبر الأمان بعد الانتهاء من الانتخابات، وأؤكد أن رئيس الوزراء العراقى رجل سيجعل بلاده أكثر تقدما، وفى الطريق سوريا ولبنان، فمصر تتعامل مع قضايا شائكة وتعمل على الوصول بها لبر الأمان بعيدا عن التهور، ويدعمنا فى ذلك امتلاكنا جيشا قويا بكل المقاييس على رأسه رجل حكيم، فنحن نسير بخطى لمساندة العرب فى أزماتها وأخذ الإقليم كله بعيدا عن الهاوية التى ذهب إليها بعدما سمى بـ «الربيع العربى»، فالتجربة المصرية يجب ألا تكون أسيرة للتشكيك من جانب أحد.  
الربيع العربى 


 تونس كانت بداية ثورات الربيع العربى، فما تقييمكم لما يحدث فيها الآن؟


ما يحدث فى تونس هو تطهير، قبل أن يكون تصحيحا لمسار الثورة التى قاموا بها ، فالإخوان وضعوا تونس فى وضع غاية فى السوء بسبب فشلهم الاقتصادى، وعدم مقدرتهم على التعامل مع أزمة كورونا بشكل ناجح عرض البلاد لأزمة صحية، كادت أن تشكل حالة كبيرة من التهديد، وكذلك الوضع فى المغرب كان أيضا غير جيد.


وكيف ترى الربيع العربى الآن بعد أن تولى الإخوان حكم البلاد العربية؟


تسبب فى ضرب بلدان عربية بالصواريخ والقنابل، والقضاء على وحدته واستقلاله، وقادنا إلى صراعات وحروب أهلية وإرهاب وهيمنة تيارات فكرية تنتمى إلى العصور الوسطي، فقد تعرض إقليمنا العربى لخلل كبير عقب ماعرف زورا بالربيع العربي، وجعل العرب لقمة سائغة لبلدان لها مطامع، ولكن نجحت مصر فى أن تصحح المسار بسرعة خلال عام.

وماذا عن مصر فى هذه التجربة من وجهة نظركم؟


الربيع العربى أفرز عنفا واضطرابات جعلت الإخوان يقفزون على السلطة، بحجة أنهم الأقدر فى ظل فوضى عارمة، فتونس كانت بداية شعلة ما سمى بـ «الربيع العربى»، لتصبح عدوى تنتشر فى معظم البلاد العربية لتكون مثالا حيا على أنه لم يجلب للعرب سوى الدمار، ولكن الآن مصر تتصدر إعادة تصحيح المسار، وأعتقد أن مصر كانت هى النواة الحقيقية فى إعادة تصحيح المسار، والذى انتهجته بعدها بلدان أخرى بعد شعورها بالخطر.


الإخوان والحكم

المعركة الفاصلة مع الإخوان كيف تقيمونها بعد حدة الخلاف بين قياداتهم.. هل تعتبر المحطة الأخيرة لهم؟


الإخوان، وداعش والقاعدة وطالبان وأنصار السنة وغيرهم من الجماعات تنبثق من أصل واحد، ولكل جماعة منهجها واستراتيجيتها التى تقوم على أساسها وجميعهم على قدر من التطرف، وبالتالى فإن الجماعة الأكثر تطرفا ومقدرة على احتواء الآخرين هى التى يكون لها الغلبة ويدين لها أكبر عدد بالطاعة، والوضع الراهن الآن لهذه الجماعات هو النزاع على السلطة، وجماعة الإخوان فى طبيعتها دائما فى حالة من الصراع، ولكن أؤكد أنه رغم إسقاط نظامهم فلا يعنى أنه قد قضى عليهم، لأنهم ببساطة لديهم البدائل للعودة مرة أخرى.


ما السبيل للقضاء عليهم إذن؟


هو أن تكون الدولة مدنية لأنهم يعتمدون طول تاريخهم على الدين باعتباره أداتهم فى كسب تأييد الناس، وبالتالى فالتقدم فى كل مناحى الحياة يخلق بيئة غير مواتية لنموهم وبالتالى تصبح الأجيال القادمة على وعى بعد إثقالهم بفهم دينى صحيح ولا يكونون أهدافا سهلة لهم.


ماذا عن خروج أمريكا من العراق وأفغانستان وكيف تفسرونه فى الوقت الحالى؟


تعرضت أمريكا لخسارة ما يقارب الـ 3 تريليونات دولار خلال فترة الحرب فى العراق وأفغانستان، وعلى عكس ما يتوقعه الكثيرون فإن أفغانستان ليس بها أى ثروات حقيقية، هذا إلى جانب أن ارتكاز الجماعات المتطرفة فيها كبير، وتسبب احتلال العراق فى خفض سعر البترول فى الوقت الذى لم تكن أمريكا فى حاجة له، وبالتالى فبايدن يريد أن ينتهج نهجا جديدا يكمن فى وقف نزيف الخسائر، علاوة على تحسين صورة أمريكا للعالم الخارجى وكسب شعبية جديدة وإعادة لترتيب أوراقه فى ظل صراع جديد على الهيمنة يفرض نفسه الآن.


كورونا ومعدلات الطلاق

أظهرت كورونا المعدن الحقيقى للطبيب المصرى، فهل نعيد حساباتنا تجاههم فى ظل هجرة عدد كبير منهم للخارج؟


خروج الأطباء يساهم فى إكسابهم خبرة ورجوعهم رهن بوضعهم فى الخارج، وبالتالى فإن إكساب الطلاب خبرة مبكرة عن طريق بعثات لهم منذ الدراسة، يجعلهم قادرين على العطاء بشكل أكبر ويعطيهم الشعور بإلزامية البقاء لخدمة وطنهم بشكل أكبر، فالصين تقوم بإرسال ما يقرب من 350 ألف طالب لتعليمهم فى أمريكا سنويا، فالمستوى العلمى للطب فى مصر على أعلى مستوى وبشهادة العالم ولكن الإلمام بالمدارس الطبية يثقل الطبيب، ورواتب الأطباء بالمستشفيات الحكومية باعتبارهم حائط الصد الحقيقى للمواطن المصرى تحتاج الى نظرة تغنى الطبيب عن البحث عن عمل بأماكن أخرى.   

وأخيرا .. ما تفسيركم لتفاقم ظاهرة الطلاق، وهل من سبيل للسيطرة على تلك المشكلة؟


يجب أن نعى أن زمن «سى السيد» ذهب بلا عودة، وهذا شأن الدول التى تأخذ فى طياتها نوعا من التطور وعدم الاستسلام للجمود، فالخنوع الذى ساد فترة طويلة وخاصة فى الريف، وتمثل فى الطاعة التامة للزوجة، وعدم الاعتراف برأيها، وسيطرة كبير العائلة على مقاليد الأمور، كل ذلك خلق نوعا من الكبت والخنوع لفترات طويلة، وفى ظل نوع من الحرية والاستقلال المادى للمرأة، أصبح المجتمع الآن نسخة جديدة ويتخلص من كل أشكاله القديمة، وهنا يأتى البديل الحقيقى لمراكز استشارية ونفسية كبديل عن كبير العائلة.


وأرى رغم ذلك، أن هذه المعدلات المرتفعة فترة مؤقتة يشهدها المجتمع، وستأخذ معدلات الطلاق منحنى تنازليا بشكل سريع جدا فى الفترة المقبلة بعد أن صار الجميع يدرك مخاطره وألقى بظلاله على جيل جديد أصبح فى مفترق طرق.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة