روبرت دورست اثناء محاكمته
روبرت دورست اثناء محاكمته


جرائم الماضى تطارد العواجيز فى المحاكم

أخبار الحوادث

الأحد، 07 نوفمبر 2021 - 03:50 م

تقدمها: دينا جلال

 عام بعد الآخر.. يزداد المجرم اطمئنانًا معتقدًا أن جرائمه مرت بهدوء دون أن يتعرض لمحاكمة أو عقاب.. يقضي سنوات شبابه حرًا طليقًا إلى أن يفاجأ بشبح الماضي يطارده بإثارة الشبهات ضده لتحيل حياته إلى جحيم وحينها تنكشف جرائمه ليجد نفسه متهمًا أمام المحاكم في سنوات كبره أو شيخوخته.

تحمل قضية ملياردير أو وريث العقارات الأمريكي الشهير روبرت دورست البالغ من العمر 78 عامًا الكثير من الجدل حيث ارتكب ثلاث جرائم قتل، مر على أولى جرائمه حوالي 40 عامًا لتنكشف تفاصيلها بالصدفة أو سوء الحظ الذي يندر حدوثه، واثناء المحاكمة أثار روبرت الجدل نحو قضيته بسبب سوء حالته الصحية التي ازدادت تدهورًا بعد إصابته بفيروس كورونا منذ أيام قليلة ليتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي، إلا أن هيئة المحلفين لم تتردد في استمرار محاكمته بل قررت المحكمة الاستعانة بالمزيد من الشهود واستمرار التحقيقات للكشف عن خبايا جرائم روبرت بالرغم من ضغوط محاميه ديك ديجرين الذي اشار إلى سوء حالة موكله الصحية حين ظهر جالسًا على كرسي متحرك خلال جلسات النطق بالحكم وانتقل بعدها للاحتجاز في المركز الطبي التابع للوس انجلوس.

اختفاء الزوجة

لا تخلو قصة الملياردير الأمريكي روبرت دورست من الإثارة والدراما؛ فهو وريث امبراطورية عقارية شهيرة في نيويورك، التفتت الأنظار نحوه منذ عام 1982 حين اختفت زوجته كاثلين ماكورماك في نيويورك وعمرها وقتها 29 عامًا، وادعى روبرت وقتها أنه قام بتوصيلها إلى محطة القطار بسبب رغبتها في الاستقرار في شقتهما في مانهاتن بعد شجارهما سويًا، ثم تغيرت أقواله بعدها ليشير إلى حديثه إلى زوجته هاتفيًا بعد وصولها إلى الشقة وفي وقت آخر اعترف بإدلائه بشهادة كاذبة ونفى اتصاله بزوجته.

لا يعلم أحد كيف تخطى المحققون الشبهات نحو روبرت لتحمل القضية شبهات فساد نجح من خلالها الجاني الثري فى التغطية على أولى جرائمه وساعده في ذلك نجاحه فى إخفاء جثة زوجته، ومرت السنون الى أن فوجئ روبرت بإعادة فتح التحقيق في حادث اختفاء زوجته في عام 2000 بناءً على رغبة أهل الزوجة  وضغوطهم على المسئولين، قررت الشرطة الاعتماد على الشهود المقربين من روبرت وطلبت مثول صديقته المقربة سوزان برمان ابنة زعيم مافيا في لاس فيجاس للشهادة، خشي روبرت من انكشاف جريمته أو كشف صديقته المقربة عن أزماته وخلافاته مع زوجته التي تقدمت بطلب الطلاق قبل اختفائها ليقرر قتل أهم شاهدة في القضية؛ فأطلق رصاصته التي اخترقت رأسها في بيفرلي هيلز لإنهاء مخاوفه وهرب من الولاية.

لم تتوقف جرائم روبرت عند حد قتل زوجته وصديقته وبعد عام واجه اتهامات بقتل جاره موريس بلاك وعمره 71 عامًا أثناء اختبائه في ولاية تكساس ولم يتطرق أحد إلى جريمة قتل سوزان، والغريب في الأمر ايضًا أن روبرت نجح في الإفلات من جريمة قتل جاره مدعيًا أنه دفاعًا عن النفسوأطلق الرصاص على رأسه بالخطأ ثم اعترف بتقطيع جسده بفأس ومنشار وتقسيمه في أكياس بلاستيكية وإلقائها في البحر خوفا من عدم تصديقه، وبالفعل برأت المحكمة القاتل الثري من تلك القضية وسط دهشة وصدمة الجميع.

اعتراف بالميكروفون

قضى الملياردير الشهير أغلب سنوات حياته كشخص مشتبه به، يحاول إبعاد الشبهات عنه بالنفي أحيانا أو القتل أحيانا أوالتخطيط للإقامة خارج أمريكا ببطاقة هوية مزيفة تبعًا كما جاء ضمن تحقيقات المكتب الفيدرالي، إلا أن تلك المجهودات باءت بالفشل خلال لحظات حين اعترف بجريمته أمام الميكروفون دون أن يدري.

بدأ الاعتراف الغريب لروبرت دورست اثناء تصويره أحد الافلام الوثائقية حول قصة نجاحه كرجل عقارات شهير، وتعاون مع مخرج الفيلم الوثائقي أندرو جاريكي لصالح شبكة «اى بى سى» الأمريكية، ومر الأمر بهدوء دون أن يلحظ أحد، وأثناء مراجعة المخرج وفريق التصوير التسجيلات فوجئوا جميعًا بكلمات أطلقها روبرت معتقدًا أنه أغلق الميكروفون ليتحدث إلى نفسه بصوت سمعه الجميع قائلاً؛ «لقد كانوا رائعين جميعًا وقمت بقتلهم»، تحولت تلك الجملة الى شهادة كاملة تسببت في إلقاء القبض على روبرت في عام 2015، واستعانت المحكمة باعتراف روبرت غير المقصود لإدانته حيث كشف المخرج أنه كان على اتصال بالمحققين قبل التصوير في محاولة لإيقاع روبرت أثناء التصوير وهو ما حدث بالفعل ولم يتردد المخرج في إبلاغهم بتلك الاعترافات التي أصبحت دليلاً لإدانته.

عدالة بطيئة

مثل روبرت دورست أمام محكمة لوس أنجلوس العليا مدانًا بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى لصديقته سوزان منذ أيام قليلة، وتلقى حكمًا بالسجن مدى الحياة ليؤكد محاميه؛ سعيه إلى استئناف الحكم ضده إلا أنه فوجئ بتقديم شكوى جنائية جديدة ضده تقدم بها محققو الشرطة  بنيويورك تتضمن اتهامه رسميًا بجريمة قتل زوجته من الدرجة الثانية؛حيث أعلنت السلطات الأمريكية وفاتها رسميًا في عام 2017 دون العثور على جثتها، وقررت المحكمة تشكيل هيئة محلفين كبرى للبدء في جلسات الاستماع للشهود واللقاءات المسجلة لدورست حيث تصر النيابة العامة على مواجهة المتهم بتهم قتل ثلاثة أشخاص هم زوجته وصديقته وجاره وهو ما علق عليه روبرت ابرامز محامي عائلة الزوجة الضحية قائلاً؛»أحيانًا يستغرق الأمر 40 عامًا لتحقيق العدالة».

السفاح الذهبي

شهدت ولاية كاليفورنيا واحدة من أشهر القضايا التي حوكم فيها قاتل تعدى السبعين من عمره بسبب جرائم الماضي وهو سفاح كاليفورنيا أو قاتل الولاية الذهبي، جوزيف جيمس دي أنجيلو - 74 عاما- ضابط الشرطة السابق الذي طارد الأبرياء وتعقبهم للاعتداء عليهم وقتلهم.

لم تلتفت المحكمة لمرور عشرات السنين على جرائم جوزيف ليتلقى حكمًا بالسجن مدى الحياة دون إمكانية العفو عنه أو تخفيف عقوبته حيث خاض العام الماضي سلسلة من الجلسات العلنية المثيرة لمواجهات بين المتهم وأهالي الضحايا ضمن ارتكاب عشرات جرائم القتل والاعتداءات ضد ضحاياه في فترة السبعينيات والثمانينات، واضطر جوزيف للاعتراف بارتكاب 13 جريمة قتل وعشرات الاعتداءات مقابل تخفيف عقوبة إعدامه للسجن مدى الحياة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة