محررة «الأخبار» أمام أحد المستشفيات
محررة «الأخبار» أمام أحد المستشفيات


التطوير يصل المستشفيات.. ولكن !

«النواب»: التأمين الصحى الشامل نقلة هائلة فى الخدمات الطبية

هويدا أحمد

الإثنين، 08 نوفمبر 2021 - 07:52 م

لا أحد  ينكر حجم التطوير الذى وصلت إليه المستشفيات فى مصر، إلا أن بعض السلبيات ما تزال موجودة، وفى حاجة إلى نظرة عطف من وزارة الصحة حتى يتم القضاء عليها. الأخبار تواجدت مع المواطنين أمام أبواب مستشفيات: أبو الريش للأطفال والمنيرة ومعهد الأورام لتحمل همومهم ومعاناتهم إلى المسئولين.
3.3 مليار جنيه هى حجم المخصصات التى انفقتها الدولة المصرية فى العام الماضى على تطوير المستشفيات والارتقاء بخدماتها وفقا لتقارير رسمية، وقد انعكس ذلك على الخدمة المقدمة للمواطن فى كل ربوع مصر مما تسبب فى حالة من الرضا النسبى لدى قطاع كبير من الشعب عن قطاع الصحة والخدمات التى يوفرها.

وفى جولة « الأخبار» على عدد من المسستشفيات وبسؤال عدد من المواطنين أكدوا ان الخدمة الطبية ممتازة لدى الكثير من المستشفيات، خاصة من حيث الاهتمام بالأجهزة والمستلزمات الطبية الحديثة وتوافرها بدرجة كبيرة فضلا عن حسن معاملة الأطباء للمرضى، فى حين تقتصر السلبيات -  وفق مواطنين -  على وجود طوابير الانتظار فى بعض المستشفيات بالإضافة الى عدم تنظيم الدخول الى المستشفيات واختفاء أدوية مهمة وسوء معاملة أفراد الأمن للأهالى وعدم وجود أماكن للنوم خلال انتظار الأهالى لأقاربهم المرضى.
عبد الرحمن ابراهيم ، من أبناء مدينة الشرقية دار بابنته على عدد من المستشفيات التى اتفقت على رفض حالة الطفل لتأخرها وخطورتها، ليفتح أبو الريش بابه أمامه وتعطيه أملا جديدا فى استقبال الطفلة وعلاجها وتقديم الرعاية اللازمة لها داخل مستشفى أبو الريش.
قال عبد الرحمن : على مدار شهور بدأت المعاناة ، جميع المستشفيات والأطباء عجزوا عن تشخيص حالة الطفل، وقالوا « علاجها مش عندنا « ، ولم يتبق لنا غير حل أخير ووحيد وهو مستشفى ابو الريش».
وتابع: بمجرد الذهاب إلى المستشفى استقبلنا الأطباء بالكشف المبدئي، ولم يمنعنا أى شخص من الدخول للمستشفى، إضافة إلى أن تعامل الأطباء مع الأطفال وذويهم غاية فى الاهتمام، وبالفعل تم تقديم الخدمات الطبية اللازمة للطفل وحجزه فى المستشفى وتشخيص مرضه على انه يعانى من مشكلة فى الكبد.
وأوضح أن المعاناة الوحيدة التى تقابله هى الانتظار على الرصيف والنوم فى الشارع ، قائلا: الوضع لا يتحمل الغياب عن ابنى قائلا ، « لازم ابقى جنبه علشان بشترى بامبرز ولبن وأتابع حالته من وقت لآخر.»
وتابع: لابد من الاهتمام بمستشفيات الأطفال فى المحافظات حتى لا نضطر للقدوم إلى القاهرة واختتم كلامه قائلا: « كل اللى بنتمناه هو حياة عادية وطبيعية مليانة فرح لكل أطفالنا، حتى يقدروا على ممارسة حياتهم بشكل طبيعى بس الخطوة دى مش هتكمل غير بالدعم الكامل من كل المواطنين والدولة».


المحافظات و المستشفيات
كوثر عبد الفتاح ، من ابناء الفيوم ، أحد المترددين بشكل أسبوعى على «أبو الريش»، بدأت علاقتها مع المستشفى بعد ولادة ابنها اسلام صابر الذى يعانى من انعكاس القلب ، وصفت ان الرعاية الطبية داخل مستشفى ابو الريش بأنه تقدم للأطفال أفضل خدمة طبية وتمريضية، ولكن المشكلة الوحيدة فى توفير بعض الأدوية و عدم القدرة على شرائها .
وقالت كوثر : إن ابنها يحتاج رعاية واهتمامًا معظم الوقت حيث تم حجزه فى المستشفى وغير مسموح الزيارة وأضافت» انا قلبى بيتقطع مش بيهون عليا ارجع البلد واسيب ابنى لوحده فى المستشفى وانا مش ضامنة هشوفة تانى ولا لا انا نفسى اشبع منه علشان كده بفرش على الرصيف وانام جنب ابنى وتتمنى كوثر تجهيز مستشفيات لعلاج الأطفال داخل محافظة الفيوم حتى لا تضطر للسفر كل أسبوع لمتابعة حالة ابنها .


تكلفة العلاج
ولاء سيد ، دائمة التردد على المستشفى ابو الريش للأطفال ، وهى تصطحب طفلها سعيد محمد الذى يبلغ من العمر عشرة أعوام ويعانى من مشاكل فى القلب والكبد وأكدت أن مستشفى ابو الريش الوحيد الذى اهتم بعلاج ابنها ومراعاة حالته الصحية .
وأضافت: انها تعانى من سعر الدواء المستورد حيث يصل ثمنه الى 3000 جنيه فى الشهر وغير متوفر داخل المستشفى فضلا عن معاملة الأمن غير الادمية ، قائلة «انا بنام فى الشارع علشان لو حصل حاجة لابنى الحقه ..ونفسى ابنى يرجع يلعب زى باقى الأطفال ويعيش سنه من غير تعب « متمنية توفير مراكز طبية داخل المحافظات لعلاج ابنها من غير اهانة .
وتصطحب امانى بلال طفلتها التى تعانى من «انيميا البحر المتوسط «، وقالت إنها من أصعب أنوع الأنيميا التى تصيب الأطفال نظرًا للضعف الحاد الذى تعانيه طفلتها ، ولا يوجد لها علاج للتخلص منها وإنما لوقف المضاعفات .
وأضافت: فى أحيان كثيرة تحتاج ابنتى إلى نقل دم فوري، لأن هذه الانيميا قادرة على تكسير كرات الدم الحمراء ونقص معدل الهيموجلوبين لدرجة قد تعرضها للموت.. طوال الوقت انا فى توتر وضغط عصبى لا يمكن لأحد أن يشعر به على وجه الأرض إلا لو عاش حالتى ، وبتمنى شفاء بنتى هى وكل اللى زيها»، وطالبت الحكومة فتح مستشفيات مثل ابو الريش لعلاج الأطفال فى المحافظات والانتهاء من طوابير الانتظار .


مستشفى المنيرة
عندما وصلنا إلى «المنيرة» رصدنا معاناة اخرى على الرصيف المقابل للمستشفى العام بالسيدة زينب ، افترش «مصطفى سعيد « الأرض، بعد ان تعرض لحادث سيارة توجه الى المستشفى لإجراء أشعة على ذراعه الذى تعرض للكسر ، وفوجئ بارتفاع أسعار الأشعة لينفق كل ما فى جيبه، وبات لا يملك ثمن المواصلة التى ستقله إلى منزله فى المقطم قائلا «خلصت فلوسى على الأشعة، ماكنتش عارف إن فى زيادة وجاى يادوب على القد نتمنى الرحمة بالمريض وحسن معاملة الأمن».


وأضاف المواطن محسن جابر بعد خروجه غاضبا من المستشفى: اجيب منين حق العلاج موضحا ان زوجته تعانى من مشاكل فى الكبد والعلاج غير متوفر، وثمنه 2000 جنيه وناشد القادرين بالتبرع لانقاذ الفقراء من الموت .


معاملة الأمن
أما أحمد رجب من محافظة البحيرة والذى وجدناه يحمل ابنه محمد (ثلاث سنوت) الذى يعانى من مرض بالكلى يقف أمام أبواب مستشفى المنيرة العام بعد ما تم تحويله من مستشفى ابو الريش حتى يتم اخذ عينة من ابنه الذى يعانى من مشاكل فى الكلى وعجز الأطباء عن تشخيص حالته.
وقال: معاملة الأطباء طيبة ومستواهم جيد جدا لكن الأمن متشدد ومتعسف فى تعامله معه وهناك نظام فى دخول وحدة الكلى ولا يسمح بدخول أى فرد ، ويمنع دخول حالات خطيرة جدًا تحتاج مساعدة وعلاجًا فوريًا.


معهد الأورام
حكايات المرضى الذين يترددون على معهد الأورام تفوق الخيال والمسلسلات الدرامية ، فاطمة سيد بنت من قليوب تعانى من ورم خبيث على الرحم ، أكدت أن معاملة الأطباء جيدة ولكن امن المستشفى يتعامل بأسلوب صعب فضلا عن عدم النظام.
قالت: أصل الفجر الى المستشفى لأحجز علشان احصل على جرعة الكيماوى واحصل عليها ظهرا فى حين انا ببقى تعبانة مش قادرة اقعد انتظر وبسبب الزحمة بقعد على الرصيف تحت الشمس انا فكرت ماكملش علاج واموت احسن من اللى بشوفه فى رحلة العلاج.
ولم تجد الحاجة فاطمة سيد من محافظة قليوب (60 عاما) بديلاً سوى الجلوس على رصيف المعهد القومى للأورام، فى انتظار توقيع الكشف الطبى الدورى فهى تعانى من مرض السرطان منذ أكثر من عامين .
رحلة الحاجة فاطمة مصطحبة ابنها تبدأ من الخامسة فجراً وفى كل سفرية علاج إلى القاهرة تتفق مسبقاً مع أحد أصحاب سيارات الأجرة لاصطحابهما من قليوب إلى المعهد القومى للأورام فى منطقة فم الخليج، وهى الرحلة التى تكلفهما حوالى 200 جنيه أجرة السيارة، التى تنتظرهما حتى بعد أذان العصر لحين مجىء دور فاطمة فى قائمة الكشف الطبى.
وعاشت والدة الطفل احمد محروس الذى يبلغ من العمر سنة ونصف ، من كفر الشيخ مع مرض السرطان أصعب لحظات عمرها، بدأتها باكتشاف إصابة ابنها بورم وماء على المخ.
قالت:» انا خلفت احمد بعد سبع سنين عن طريق الحقن المجهرى « ..والد احمد يعمل ارزقى باليومية واخويا ومراته قاعدين معايا فى الشارع ، ابنى فى غيبوبة من 5 ايام ومش عارفة اطمن عليه ، أفراد الأمن معاملتهم من اسوأ ما يمكن ، نفسى اعرف ابنى عايش ولا مات».


سرعان ما تدهورت حالة احمد و تم تحويل الرضيع من مستشفى ابو الريش الى معهد الأورام بعد عجز الأطباء عن علاجه ، وشكرت الأطباء داخل معهد الأورام على تقديم الرعاية الطبية على اكمل وجه ، واشتكت من سكن الشارع والنوم داخل الجراج .
أما سلامة عبد النبى من بنى سويف قال : احمد ابنى طالب فى كلية حقوق عنده سرطان فى العظام بيتعالج فى معهد الاورام نفسى ابنى يكمل علاجه ويخف ويكمل دراسته. العلاج موجود فى المستشفى الخدمة الطبية والرعاية جيدة جدا ولكن نعانى من سكن الرصيف.
وتابع: مرة بلاقى سكن فى جمعية ومرات لا مش قادر اسيب ابنى ولا قادر اجر مكان انا على المعاش 1200وعندى ثلاثة ابناء «
ويقول محمد عبد الموجود إنه جاء على سرير رعاية الى معهد الأورام حيث يعانى من ورم فى الدم موضحا أن عدم النظام والفوضى من أهم المشكلات التى تواجهه مشيرا إلى انه يلجأ الى شجرة للاحتماء بها من لهيب الشمس اثناء الانتظار.
البرلمان: قانون التأمين الصحى ينهى على قوائم الانتظار
قال الدكتور أيمن أبوالعلا وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إنه لا فائدة من انتظار الأهالى أمام أبواب معهد الأورام ومستشفى ابو الريش مؤكدا تقديم الرعاية الطبية للمرضى على اكمل وجه.
أشار ابو العلا إلى ان قانون التأمين الصحى ينهى قوائم الانتظار ، ويغطى جميع المواطنين، فهو إلزاميا على الجميع فضلًا عن الفصل التام بين التمويل وتقديم الخدمة من خلال تكوين 3 هيئات هيئة للرعاية الصحية وتقديم الخدمة ، وهيئة عامة للتأمين الصحى الشامل الاحتماعى، ، وهيئة الجودة.
وقال أبو العلا،إن أن القانون به مرونة كبيرة فى تقديم الخدمة من خلال اختيار المكان الذى يقدمها، بناءً على التعاقد مع التأمين الصحي، مطالبًا بأهمية تفعيل قوانين التأمين المتواجدة حاليا بجانب قانون التأمين الصحى الجديد.
وأضاف أن القانون الجديد يتضمن تغطية قطاعات كبيرة من المصريين، ويشمل جميع الأمراض حتى العلاج التأخيري، بالإضافة إلى علاج الطوارئ، لافتًا إلى أن هذا القانون خلاصة قوانين التأمين الصحى فى كل دول العالم.

اقرأ أيضا: الرئيس السيسي يزور جناح المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في معرض النقل الذكي| صور

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة