أحمد عبدالهادي
أحمد عبدالهادي


شهريار

المكالمة التعيسة

أحمد عبدالهادي

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021 - 05:14 م

قبل أيام، مع دقات الواحدة منتصف ليلة الأحد، إذا بهاتفى يتراقص على أنغام «يا حتة من قلبى»، بعد انتهاء عملى داخل صالة «التحرير» بمُكالمة من رقم غير معروف، عَرفتُ المُتصلة من صوتها العذب الرقيق وهى تتفوه بكلمة: «أزيك يا أحمد.. أخيرًا لقيت رقمك».

التزمت الصمت بضعة ثوانٍ، وأنا أتردد فى استكمال المكالمة معها تنفيذًا لوعد زوجتى «صاحبة الحُسن»، ودار فى عقلى أبشع حوادث القتل والمجنى عليه «الزوج المسكين»، ورأيت طيفها أمامى وهى تمسك فى يديها بالسكين تقطع اللحمة وتقول لى «تانى يا أحمد مش قولتلك بلاش».

وبدأ الحديث بكلمة هى قالتها: «أنت مش فاكرنى يا ولا إيه»، وسرعان ما قُلت لها: «حضرتك عاوزة يا افندم» وكان ردها: «أحمد الصحفى بجريدة الأخبار»، وقُلت لها: «النمرة غلطة يا افندم» وأنا أتذكر أول مشكلة تعرضت لها بسبب صاحبة المكالمة «التعيسة» فى الأيام الأولى لزواجى.

ولم أعرف أكان ردى عليها لـ«الهروب من سكينة المدام ولا عشان وعدى لأم العيال» وبعد انتهاء المُكالمة شرد عقلى بالأحداث السابقة «الحب من طرف واحد» -منها هي-، الذى توقف بظهور «صاحبة الحُسن»، وأثناء شرودى فوجئت أن هاتفى تلقى مكالمة من صاحبة الحُسن أثناء المكالمة التعيسة، وهاتفتها سريعًا، وهى تقول: «بتكلم مين فى نص الليل يا أستاذ.. شكلك بتحب جديد»

وبمناسبة أن صاحبة الحُسن لم تعلم سر هذه المكالمة التعيسة حتى الآن، إلا أننى أقولها بصدق: «مش عيب أنك تحترم مراتك فى غيابها، علشان تحافظ على بيتك وولادك، تكريمًا لها على ما تبذله من مجهود فى رعاية المنزل والأطفال».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة