صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحي القلم

الخطر المجتمعى !

صالح الصالحي

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021 - 05:59 م

شهدت محافظات الإسكندرية والإسماعيلية وسوهاج ثلاث جرائم غاية فى البشاعة.. جرائم قتل مروعة.. هو أقل ما توصف به هذه الجرائم.
ابن يقتل والديه.. ذبحهما داخل شقتهما بمنطقة الحضرة بالإسكندرية.. طالب والده بالتنازل له عن أملاكه فرفض.. فقتله بعدة طعنات بمختلف أنحاء جسمه.. ودخل الغرفة على والدته المريضة والملازمة للفراش وانهال عليها بالطعنات.. ولم يستجب لتوسلاتهما ولم يرحمهما.
والجريمة الثانية التى لا يعلم أحد سببها حتى الآن.. هى جريمة الإسماعيلية.. والتى قتل فيها مواطن أحد جيرانه بالشارع.. وأخذ يمثل بجثته ويفصل رأسه عن جسده ويحملها وسط المارة.

أما الجريمة الثالثة والتى يجب أن نتوقف أمامها كثيرا بالدراسة والتحليل.. ليس لأنها جريمة قتل فقط.. وإنما لأنها جريمة قتل مقترنة بمحاولة اغتصاب.. والقاتل والمجنى عليها أطفال.. هذه الجريمة التى شهدتها محافظة سوهاج بدأت بقيام طفلين 13 و8 سنوات بمحاولة اغتصاب طفلة "عامان".. وبعد فشلهما قتلاها وألقيا بجثتها فى فتحة ترعة مغطاة فى إحدى قرى المحافظة.. من الجائز أن يقوم شخص بقتل آخر.. فجريمة القتل من أولى الجرائم التى عرفتها البشرية.. لكن ما صاحب هذه الجرائم من بشاعة وترويع.. وغياب العقل وقلوب لا تعرف الرحمة يجعلنا نؤكد أنها لم تكن مجرد جرائم قتل.. فهى جرائم لا يتصورها عقل أو منطق.. جرائم غريبة على مجتمعنا.

ابن يقتل والديه ولا ترهبه توسلاتهما.. وآخر يقتل جاره ويحمل رأسه وسط المارة بالشارع دون رادع .. وطفلان يخطفان طفلة لاغتصابها ويقومان بقتلها والتخلص من الجثة.. فهذه  جريمة لابد من الوقوف أمامها طويلا لما تحمله من ظواهر بدأت تصيب أطفالنا.. فمن يتصور أطفالا يفكرون فى خطف طفلة لاغتصابها.. ثم قتلها.. ثم التخلص من جثتها.. كأنهم قتلة متمرسون على ذلك.

الجرائم الثلاث تحمل فى طياتها رسائل خطيرة للمجتمع بأكمله.. رسائل بأن السلوك الإجرامى تطور وفقا لتطورات الواقع من مواد مخدرة وألعاب خطيرة ومشاهد قتل وعنف تبثها وسائل التواصل الاجتماعى ليل نهار.. جعلت من القتل أمرا مألوفا مهما كانت بشاعته.. جريمة يقوم بها مرتكبها وكأنه متمرس عليها.. كل هذا يحدث مع غياب الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية.. فالأسرة غابت عن مراقبة أبنائها رغم حضورها.. الأطفال مشغولون بالموبايل وما يحمله.. والأسرة تتركهم ولا تعلم ماذا يشاهدون ومع أى أمر يتفاعلون..  والمدرسة انشغلت بتطوير المناهج التى لم تصل إلى نهاية حتى الآن.. وتركت التربية ولم تقدم فيها أى جديد أو تطوير. رغم أن دورها التربوى يسبق التعليمي.. فسُميت وزارة التربية والتعليم.. والمؤسسات الدينية غابت عن التربية الصحيحة للنشء بسبب وبدون سبب.

على المجتمع ومؤسساته أن يتوقف كثيرا أمام هذه الجرائم وأن يراجع الجميع نفسه بدراسة هذه الجرائم جيدا.. وأن تقوم الجهات المختصة بالتحليل النفسى والاجتماعى للوقوف على الباعث وراء هذه الجرائم.. وعلى الأسرة والمدرسة والمؤسسات الدينية أن تطور من دورها التربوى ليتواكب مع الظواهر الجديدة.. وذلك قبل فوات الأوان.. وقبل أن تتحول الجرائم إلى ظاهرة مجتمعية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة