الحيوانات السامة
الحيوانات السامة


سر «الإسفنج».. لماذا لا تصاب الحيوانات السامة بالتسمم؟

هناء حمدي

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021 - 10:40 م

الحيوانات السامة هي تلك الحيوانات التي تنتج السم وتستخدمه للقضاء على فريستها أو حماية نفسها من أي هجوم محتمل مثل طائر "بيتوهوي المقنع" صاحب الريش برتقالي اللون السام، والذي يعيش في غابات غينيا والذي يستخدم سمه في حماية نفسه، فبمجرد لمسك لهذا الريش ستشعر وكأن نارًا تمسك يديك، وهنا يثار سؤال قد يبدو طفوليًا ولكنه علميًا.. كيف لا يؤثر هذا السم على حياة الطائر أو بشكل عام لماذا لا تتعرض الحيوانات للتسمم بسمها الذي تنتجه؟

 

وبحسب موقع "National Geographic"، فإن سم "الباتراشوتوكسين- BTX" والذي تنتجه عدد من الحيوانات السامة مثل طائر "بيتوهوي" وضفادع السهام السامة الأمريكية في حالة وصوله إلى الإنسان فإنه يتسبب في توقف قنوات الصوديوم المسؤولة عن عمل الأعصاب وخلايا الدماغ والعضلات بشكل سليم داخل جسم الإنسان، حيث يؤدي توقفها عن العمل إلى الشلل ثم الموت وعلى العكس من ذلك ففي حالة وصل هذا السم إلى أجسام تلك الحيوانات السامة فإنها لا تتأثر.

 

وبالتالي بدأ العلم في البحث لاكتشاف لغز هذه الحيوانات والطريقة التي تحافظ بها على عدم تسميم نفسها وتمكنت دراسة حديثة تم نشرها في مجلة "علم وظائف الأعضاء العامة" من كشف طلاسم هذا اللغز، وتوصلت إلى أن هذه الحيوانات السامة تحتوي على ما يسمى بـ"الإسفنج السام" أو البروتينات التي تعمل على امتصاص والتخلص من السموم القاتلة قبل أن تسبب للحيوانات الأذى كما تمكنها من تقوية مناعتها ضد أنواع أخرى من السموم والتي لا تقوم بإنتاجها مثل سم "الساكسيتوكسين" القوي.

 

ولوجود اعتقاد قديم ومعترف به بأن السر في عدم التسمم يعود إلى قنوات الصوديوم الخاصة بهذه الحيوانات السامة قامت الدراسة بإنتاج الجينات المسؤولة عن تكوين هذه القنوات وتم وضعها في خلايا حية من أنواع مختلفة أخرى لا تقاوم السموم وللتأكد من أن السر ليس في قنوات الصوديوم قام الباحثون بحقن السم في هذه الخلايا والتي استسلمت للسم مما يشير إلى أن قنوات الصوديوم للحيوانات السامة ليست مقاومة للسموم وأن هناك سبب آخر يحمي القنوات بشكل أساسي من رؤية هذا السم

 

وبالتالي قضت فكرة "الإسفنج السام" والتي توصلت لها الدراسة على الاعتقاد الذي ظل لعقود أن السر في عدم تسميم الحيوانات السامة نفسها هي قدرة هذه الحيوانات على تطوير قنوات الصوديوم الخاصة بها والمحصنة ضد السموم وخاصة سم " BTX"، كما زادت من تدعيم فكرة "الإسفنج السام" أو البروتينات التي تعمل على امتصاص السموم، واعتقد الباحثون أن اكتشاف وظيفة هذه البروتينات وكيفية عملها سيؤدي إلى استخدامها كأساس لتركيب العقاقير الطبية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة