الخميس، 11 نوفمبر 2021 - 05:28 م

ثلاث أسباب تدفعك لمتابعة حكاية "أم العيال"احدي حكايات مسلسل"زي القمر"، أولها أنه يحمل توقيع"شيرين عادل" وهي مخرجة شابة تمتلك القدرة علي تقديم الدراما الإجتماعية الجادة بداية من"حكايات زوج معاصر" ومرورا بـ"سارة" و"سلطان الغرام "ودلع البنات"و"بعد الفراق "و"الريان" و"عائلة زيزو"و"هوجان" و"بخط الايد" و"النمر"وفي نفس الوقت تمتلك موهبة وابداع حقيقي وتسير علي نهج مخرجينا الكبار الذين أسسوا وارتقوا بالدراما المصرية وجعلوها في صدارة المشهد الدرامي العربي، كما تتميز كمخرجة بالعناية بادق التفاصيل في كل مشهد  في اعمالها، فمثلا في حكاية "ام العيال" اختيارها لقرية وبيت حقيقي ولم تلجأ للديكورات الثابتة لتصويرمشاهد الحكاية وحرصها علي ظهور ممثليها بصورة طبيعية من ناحية المكياج والازياء مع تقديمها رؤية بصرية واضحة ومميزة لمشاهد المسلسل.
 أما السبب الثاني وجود سيناريو قوي ومتماسك يحمل فكرة جيدة تتناسب مع طبيعة المجتمع وتقاليده كما تميز السيناريو بالدقة الشديدة في رسم الشخصيات الدرامية من خلال حبكة درامية قوية وعدم وجود فجوة في الاحداث وهو السيناريو الذي كتبه السيناريست عمرو الدالي ويعالج من خلاله قضايا اجتماعية هامة مثل الجهل والتخلف وعدم الوعي بخطورة كثرة الانجاب وهي الأزمة التي تعاني منها الدولة حاليا وتلتهم أي تنمية جقيقية تقوم بها، كما ناقش السيناريو المرسوم بحرفية شديدة قضية الهجرة غير الشرعية والخادمات والمرأة المعيلة وغيرها من القضايا الاجتماعية الملحة، أما السبب الثالث والذي يمكن إعتباره عصب  نجاح الحدوته وقربها من الجمهور الاختيار الموفق للممثلين الذين قاموا ببطولتها، فلولا الاداء المتميز لهم ، ما كان يظهر ابداع مخرجة العمل ولا حرفية كاتب السيناريو .
 قدمت الفنانة رانيا فريد شوقي أجمل أدوارها في الفترة الاخيرة، فتقمصت شخصية"صباح" المرأة الفلاحة التي تعاني من كثرة الانجاب وزوجها العاطل واضطرارها للقيام بدورالأم والأب في وقت واحد فحولت الدورإلي شخصية حقيقية من لحم ودم،واهتمت"رانيا"بالتفاصيل الصغيرة من ملابس ومكياج قبل الملامح العامة للدور،فوجدت الكثيرات من النساء في ريفنا المصري نفسها في"صباح" خاصة اذا كانت المعاناة واحدة .
أما أحمد وفيق فحدث ولا حرج فقد وصل الي قمة الأداء في شخصية الأب العاطل والمتنطع الذي يعيش كما يقولون علي"قفا"زوجته واولاده الذين حرم بعضهم من التعليم من أجل ان ينفقوا عليه،"وفيق"كان يفهم جيدا ابعاد الشخصية التي يقدمها فقدم أداءا ناضجا وفي نفس الوقت هاديء مهتما بالتفاصيل الصغيرة لملامح الدور من ملابس وطريقة اداء ونطق الحوار .
 ولا يمكن أن نفصل اداء بطلي الحدوتة"رانيا - وفيق" عن باقي الممثلين المشاركين في الحدوتة الذين كانوا بمثابة فريق يلعبون مباراة فنية رائعة ، فقدم "محمود ياسين الصغير" دوره باسلوب سهل وبسيط يؤكد من خلاله تطوره مع كل دور يقدمه، ويفصح عن جينات الموهبة التي ورثها عن جده الفنان الكبيرالراحل"محمود ياسين"، أما "رضوي جودة" التي تمتلك وجها محبوبا علي الشاشة تستطيع من خلاله اقناعك بالدورالذي تلعبه بسهولة ويسرا، وقد لفتت انتباهي شخصيا  سابقا في مسلسل"بخط الإيد"الذي قدمته مع المخرجة شيرين عادل ايضا، فقد اجادت "رضوي" في تقديم دورها باداء متطور عن ادوارها السابقة أكدت من خلاله انها تمتلك موهبة وقدرة علي الاداء العالي وامتلاكها ثقة كبيرة في نفسها وهذا من عوامل نجاحها كممثلة، كما ضمت الحكاية ممثلين مبدعين،رغم مشاهدهم القليلة، وهم"ضياء الميرغني، يوسف اسماعيل، عزة لبيب ومصطفي منصور"، ويقف وراء نجاح حدوتة"أم العيال"منتجة ناجحة"مها سليم" حرصت علي توفير كل الامكانيات لظهور الحدوتة بشكل لائق وتستكمل من خلالها سلسلة الحواديت الناجحة التي قدمتها كمنتجة.
حكاية"أم العيال" حكاية واقعية تعاني منها الكثيرات من السيدات سواء في الريف أو المدينة.