اثنتان من ضحايا ديفيد فولر
اثنتان من ضحايا ديفيد فولر


حكايات| مغتصب الموتى.. ديفيد فولر يعتدي على 100 جثة داخل مشرحة

هناء حمدي

الجمعة، 12 نوفمبر 2021 - 11:44 ص

ما الجريمة الأكثر تطرفا من القتل؟.. بطريقة أخرى هل هناك جريمة أقوى من قتل نفس؟.. فكر جيدا قبل الإجابة على السؤال لأن مهما كانت الجريمة التي ستذكرها هذا في حالة ما وجدت جريمة أبشع من القتل فهي ستكون بالتأكيد أقل بكثير من «اغتصاب الموتى» فلا يوجد ما هو أبعد من دخول مشرحة والاعتداء على الجثث واغتصابها.

 

وقبل أن تحكم على الأمر بأنه قد يكون قصة خيالية بسبب شدة بشاعته ويصور لك جانبك الإنساني أن تلك الجريمة لا تحدث في الواقع لأنه لا يمكن أن تصل بشاعة إنسان ما لهذه الدرجة فيجب أن تعرف قصة «ديفيد فولر» ذلك القاتل في شبابه ومغتصب الموتى في كبره  وصل به الأمر إلى تصوير نفسه أثناء ارتكابه هذه الوقائع والاحتفاظ بها للذكرى حتى تم كشف أمره بعد 33 عاما من ارتكابه لجريمته الأولى وهي قتل واغتصاب ويندي كنيل وكارولين بيرس. 

 

وقبل أن تتعرف على كيفية اكتشاف الشرطة للغز القضية بعد 33 عاما من ارتكابها عليك أن تبدأ من لحظة ارتكاب الجريمة في 22 يونيو من عام 1987 حينما جمع القدر بين ويندي كنيل وكارولين بيرس ولقي نفس المصير.. القتل والاغتصاب وهما في بداية مشوار حياتهما وعنفوان شبابهما والبداية كانت مع ويندي كنيل صاحبة الـ 25 عاما والموظفة في محل الصور الفوتوغرافية سويا سنابس والتي قررت الانتقال إلى سكن مشترك في بلدة تونبريدج ويلز في مقاطعة كينت الإنجليزية بعد فشل زواجها.

 

اقرأ أيضًا| جلوريا راميريز.. السيدة السامة تسببت في موت 45 ممرضاً

 

بحسب موقع بي بي سي فإنه في 22 يونيو 1987 وبعد انتهاء عملها قام صديق لها بتوصيله إلى منزلها وفي اليوم التالي اكتشفت الشرطة جثة «ويندي» وهي عارية ومغطاه بالدماء على سريرها في مسكنها وبالتحقيق مع الجيران أكدوا أنهم لم يسمعوا أي أصوات استغاثة على الرغم أنها تعرضت للضرب والاعتداء الجنسي والخنق ليأتي بعدها الدور على «كارولين بيرس» تلك الفتاة التي تعمل في أحد مطاعم تونبريدج ويلز الشهيرة ولم يتعد عمرها الـ 20 عاما.

وفي أحد الأيام من نفس العام تم إبلاغ الشرطة بسماع صراخ عند منزل كارولين لتبحث الشرطة عنها لمدة 3 أسابيع حتى تم الإبلاغ عن العثور على جثتها منتفخة بالصدفة وهي ملقاه على بعد 40 ميلا من منزلها في ساقية تصريف في أرض زراعية على طريق «رومني مارش» وهي عارية وعلى جسدها إصابات تشبه إصابات ويندي ليشير إلى أن القاتل واحد.

 

وعلى الرغم من أن جهات التحقيق كانت تمتلك بعض الأدلة الجنائية كبصمة دموية على حقيبة تسوق وبصمة قدم على بلوزة بيضاء في شقة ويندي مع عينة من الحمض النووي للقاتل على ملابس كارولين إلا أنه خلال تلك الفترة الزمنية كانت إمكانيات الطب الشرعي ضئيلة فلم تتمكن جهات التحقيق من اكتشاف القاتل.

 

وفي عام 1999 عندما تم إنشاء قاعدة البيانات الوطنية للملفات الشخصية للجناة فشلت عينة الحمض النووي في مطابقة أي شخص في قاعدة البيانات الجديدة وبهذا تملكت خيبة الأمل من المحققين وشعروا أن هذا الملف وصل إلى طريق مسدود ولكن عاد الأمل من جديد بعدما تمكن خبراء الطب الشرعي عام 2019 من تطبيق تقنية جديدة وهي «الحمض النووي العائلي» والتي تسمح بتحديد ما إذا كان شخص ما له صلة قرابة بشخص آخر تم اكتشاف الحمض النووي الخاص به في مسرح الجريمة من خلال مقارنة الحمض النووي للعائلة.

 

وبعد استخدام عينة الحمض النووي التي تم العثور عليها على ملابس كارولين تمكن المحققين من تحديد أقرب تطابق والذي يعود إلى أحد أشقاء «فولر» وبعد دراسة الشرطة لشجرة العائلة تمكنت من تحديد المشتبه به «ديفيد فولر» الذي ولد في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي ويعمل كهربائيا فهو الأقرب لارتكاب الواقعة بسبب امتلاكه سجل إجرامي سابق خلال فترة دراسته حيث تم اتهامه في سبعينيات القرن الماضي بارتكابه سلسلة من عمليات سرقة السيارات.

 

 

وبحسب موقع «kentlive» في 3 ديسمبر من عام 2020 توصلت الشرطة البريطانية للقاتل ديفيد فولر، وتم إلقاء القبض عليه من منزله حيث يعيش مع زوجته الثالثة وابنه وعلى الرغم من نفيه لكل الاتهامات التي تم توجيهها له إلا أن ما عثرت عليه الشرطة داخل منزله أكد كذبه وزيف إدعائه فدائما ما يترك المجرم دليل إدانته.

 

ورغم أن ديفيد كان حريصا على تسجيل كل لحظات حياته ويحتفظ بكل ورقة وفاتورة وصورة استخدمها على مدار حياته كانت السبب في كشف أمره؛ حيث عثرت الشرطة على فواتير كان قد أصدرها تثبت قيامه بأعمال كهرباء في مدينة تونبريدج ويلز.

 

 

كما أظهرت مذكراته أنه كان يزور مطعم باستر براونز الذي كانت تعمل فيه كارولين بانتظام كما كشفت أيضا أنه كان يقيم في منزل بجوار شقة ويندي وتطابقت بصمات أصابعه مع البصمة الدموية التي تم العثور عليها على حقيبة تسوق تعود لـ«ويندي»، وبعد تطابق عينة الحمض النووي على ملابس كارولين بحمضه النووي تم حل لغز القضية وأعلنت الشرطة عن القاتل بعد 33 عاما من ارتكابه للجريمة.

 

ولكن هل تظن أن الأمر انتهى هنا؟.. على العكس تماما فقد اكتشف المحققون قضية جديدة أكثر بشاعة فأثناء البحث في القضية الأولى عثر المحققون على 4 أقراص تخزين تعود لديفيد تم وضعها في مكان ما بالمنزل بهدف إخفائها وبعد فحصهم وجدوا فيديوهات تعود له قام بتصويرها بنفسه داخل مشرحة مستشفى وهو يقوم بالاعتداء الجنسي على جثث الموتى هناك في واقعة هي الأغرب والأبشع فلا يوجد ما هو أبعد من انتهاك كرامة متوفى.

 

 

كان ديفيد يعمل في مجال الصيانة والكهرباء في عدد من المستشفيات لذلك كان يمتلك بطاقة تسمح له بدخول كافة الأقسام بما فيها المشرحة والتي كان يزورها بانتظام لاغتصاب الموتى وتصوير مقاطع فيديو بواسطة كاميرا صغيرة أثناء ارتكابه للواقعة وبعد تحليل الفيديو تم التوصل إلى أسماء الضحايا من خلال الأساور التي كانت في معاصمهم كإثبات هوياتهم ولم يكتف بالتصوير فقد احتفظ بأسماء ضحاياه من الموتى في كتاب أسود صغير.

 

وأثبتت التحقيقات أن عدد ضحاياه وصل إلى 100 متوفى تتراوح أعمارهم ما بين أقل من 18 عاما إلى أكثر من 85 عاما، وذلك خلال الفترة من 2008 وحتى عام 2020 وبالبحث أيضا تمكنت شرطة كينت في بريطانيا من العثور على أحد أكبر مخازن صور الاعتداء الجنسي على الأطفال في منزله.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة