أرشيفية
أرشيفية


في ختام زيارته إلى سوريا..

القطاع الزراعي في سوريا يكافح لإنتاج ما يكفي لتلبية احتياجات السكان

مروة العدوي

الجمعة، 12 نوفمبر 2021 - 11:24 م

"يجب أن أتخذ قرارات صعبة، مثل تحديد أي من أطفالي سيأكل على أساس من هو الأكثر ضعفا ومرضا أو من منهم سينزلق إلى سوء التغذية الحاد إذا لم يتم إطعامه اليوم "...هذا ما قالته "حنان" لمدير برنامج الأغذية العالمي خلال زيارته إلى سوريا.

الرئيس يلتقي مع رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس

وضع حنان ليس فريدا من نوعه في البلاد التي تعاني من "مزيج قاتل من الصراع وتغير المناخ، وجائحة كوفيد 19 وارتفاع تكاليف الغذاء والوقود".

حيث التقى ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فى ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام لسوريا، خلالها في حلب بالعائلات المستفيدة من مساعدات البرنامج الغذائية.

وقال بيزلي إن "الصراع والتغير المناخي وجائحة كوفيد 19 والآن تكلفة المعيشة تدفع الناس إلى ما وراء قدرتهم على التحمل".

ونقلا عن الأمهات اللواتي التقى بهن خلال زيارته إلى سوريا، يقول بيزلي إنهن، مع الشتاء القادم، "عالقات بين المطرقة والسندان فإما أن يطعمن أطفالهن، ويتركونهم يتجمدون من البرد، أو يبقونهم دافئين ولكن بلا طعام، إذ لا يمكنهن تحمل تكلفة الوقود والطعام معا, لافتاً إلى أنه يعاني الآن حوالي 12.4 مليون شخص - ما يقرب من 60 % من السكان - من انعدام الأمن الغذائي ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية, مؤكداً أن هذا أعلى رقم تم تسجيله في تاريخ سوريا بزيادة نسبتها 57 في المائة عن عام 2019, مؤكداً أن القطاع الزراعي في سوريا يكافح لإنتاج ما يكفي لتلبية احتياجات السكان، وقد وصلت أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد إلى مستويات قياسية في أيلول/ سبتمبر.

 

وقد وصفت حنان، وهي أم لأربعة أطفال التقى بها بيزلي في حلب، معاناتها اليومية قائلة: "لقد تعبنا، منهكون، والآن جائعون أيضا لأن الوضع الاقتصادي يلقي بظلاله علينا".

وأضافت: "لم أتمكن من الحصول على أي طعام طازج أو منتجات ألبان أو بيض لأولادي خلال الأشهر الأربعة الماضية."

 

وقال برنامج الأغذية العالمي إن سعر سلة الأغذية الأساسية ارتفع بأكثر من الضعف، مقارنة بالسنة الماضية فقط، وأصبح الآن بعيدا عن متناول ملايين العائلات.

كما تؤثر الانخفاضات القياسية في كل من مستويات هطول الأمطار ومستوى نهر الفرات على 3.4 مليون شخص حيث سجلت المحافظات المنتجة للقمح والشعير خسائر كبيرة.

كما حذر مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي من الانتظار أكثر لمساعدة من هم بحاجة، قائلا إن "التاريخ أظهر لنا أننا إذا لم نساعد الناس قبل أن يصبحوا معدمين، فسوف يتخذون تدابير قاسية وسنشهد هجرة جماعية, لافتاً إلى هذا ويوفر برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية لأكثر من خمسة ملايين شخص في جميع أنحاء سوريا كل شهر.

وأضاف أن تمويل برنامج الأغذية العالمي يتم بنسبة 31 % فقط ويحتاج بشكل عاجل إلى ما يقرب من 480 مليون دولار أمريكي للأشهر الستة المقبلة.

وفي هذا السياق شدد بيزلي على أن "مساعدة الناس أينما كانوا أقل كُلفة من القيام بذلك بعد أن فروا من منازلهم وأصبحوا لاجئين في أماكن أخرى. نحن بحاجة إلى الموارد لنكون قادرين على إنقاذ الأرواح وتحقيق الاستقرار."

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة