محمد السياجى
محمد السياجى


شخصيات و حكايات

محمد السياجى زعيم الفلاحين.. وإمام المدافعين

آخر ساعة

السبت، 13 نوفمبر 2021 - 12:25 م

شوقى‭ ‬حامد

مشوارى‭ ‬فــى‭ ‬بلاط‭ ‬صاحبة‭ ‬الجـلالـة‭ ‬زاخر‭ ‬بالمواقف‭ ‬حاشد‭ ‬بالأحـــــــداث‭ ‬ملــــــىء‭ ‬بالعلاقات‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭.. ‬لأنه‭ ‬طـــال‭ ‬لأكــثر‭ ‬مــن‭ ‬أربع‭ ‬حقـب‭ ‬زمنيــة‭.. ‬فقد‭ ‬اسـتحق‭ ‬التســــــجيل‭ ‬واســــــتوجب‭ ‬التــــــــدوين‭.. ‬وعــــــــلى‭ ‬صفحــــات‭ ‬آخرساعة‭ ‬أروى‭ ‬بعضا‭ ‬مـــن‭ ‬مشاهده‭.‬

 

منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظفاره‭.. ‬خطف‭ ‬الأبصار‭.. ‬وأبهر‭ ‬الأنظار‭.. ‬وتفرد‭ ‬على‭ ‬أقرانه‭ ‬من‭ ‬الصغار‭.. ‬واستحق‭ ‬الإشادة‭ ‬والإكبار‭.. ‬كان‭ ‬موهوبا‭ ‬بالفطرة‭.. ‬مهاريا‭ ‬بالوراثة‭.. ‬طموحا‭ ‬بالسليقة‭.. ‬استغل‭ ‬تواجده‭ ‬بين‭ ‬زمرة‭ ‬من‭ ‬الرفاق‭ ‬وتولى‭ ‬قيادتهم‭ ‬وتفنّن‭ ‬فى‭ ‬إدارتهم‭ ‬ليجوبوا‭ ‬شوارع‭ ‬وطرقات‭ ‬مدينة‭ ‬العمال‭ ‬الملحقة‭ ‬بشركة‭ ‬المحلة‭ ‬للغزل‭ ‬والنسيج‭ ‬كبرى‭ ‬القلاع‭ ‬الصناعية‭ ‬بالدلتا،‭ ‬وشكل‭ ‬بهم‭ ‬ومعهم‭ ‬فريقا‭ ‬مكتمل‭ ‬المعالم‭ ‬ومنسق‭ ‬الأركان‭.. ‬وزاد‭ ‬من‭ ‬نضجه‭ ‬الفنى‭ ‬خضوعه‭ ‬لرعاية‭ ‬وعناية‭ ‬مدرسى‭ ‬الرياضة‭ ‬البدنية‭ ‬بمدرسة‭ ‬المدينة‭ ‬ذاتها‭ ‬ونصحوه‭ ‬بالتقدم‭ ‬لاختبارات‭ ‬الناشئين‭ ‬التى‭ ‬سمحت‭ ‬شركة‭ ‬المحلة‭ ‬بقبولها‭ ‬أولاد‭ ‬العمال‭ ‬بعدما‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬إلا‭ ‬للعمال‭ ‬فقط‭ ‬وزكاه‭ ‬المدرس‭ ‬الأول‭ ‬شوقى‭ ‬سعد‭ ‬وتنبأ‭ ‬له‭ ‬بمستقبل‭ ‬مشرق‭ ‬وزاهر‭.‬

وُلد‭ ‬محمد‭ ‬السياجى‭ ‬أفضل‭ ‬موهوبى‭ ‬زمانه‭ ‬وفارس‭ ‬عصره‭ ‬وأوانه‭ ‬فى‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬عام‭ ‬١٩٤٩‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬مكافحة‭ ‬كان‭ ‬ربها‭ ‬عاملا‭ ‬بشركة‭ ‬المحلة‭ ‬وله‭ ‬من‭ ‬الأشقاء‭ ‬عشرة‭ ‬نصفهم‭ ‬من‭ ‬الذكور‭.. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬الـ‭ ‬١٥‭ ‬ربيعا‭ ‬وقعت‭ ‬عينا‭ ‬الكابتن‭ ‬عزت‭ ‬المالكى‭ ‬خبير‭ ‬التدريب‭ ‬بالنادى‭ ‬فوجد‭ ‬فيه‭ ‬ضالته‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬واجتهد‭ ‬لصقل‭ ‬موهبته‭ ‬واكتشاف‭ ‬كوامنه‭ ‬وإشراكه‭ ‬فى‭ ‬المراكز‭ ‬التى‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬قدراته‭ ‬وأصبح‭ ‬أساسيا‭ ‬فى‭ ‬فرق‭ ‬الناشئين‭ ‬بمختلف‭ ‬الدرجات‭ ‬والأعمار،‭ ‬وكان‭ ‬يدفعه‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المباريات‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يغيب‭ ‬عنها‭ ‬الأساسيون‭ ‬حتى‭ ‬فى‭ ‬حراسة‭ ‬المرمي‭.. ‬وخدمته‭ ‬الصدفة‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬المبكرة‭ ‬عندما‭ ‬غاب‭ ‬كل‭ ‬لاعبى‭ ‬خط‭ ‬الوسط‭ ‬وكانوا‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬الأفذاذ‭ ‬أمثال‭ ‬القفاص‭ ‬ومطاوع‭ ‬وحجر‭ ‬وسيف،‭ ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬الجهاز‭ ‬الفنى‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬الخواجه‭ ‬إيفان‭ ‬ومساعده‭ ‬عزت‭ ‬المالكى‭ ‬سوى‭ ‬الدفع‭ ‬بالسياجى‭ ‬فى‭ ‬المباراة‭ ‬الرسمية‭ ‬أمام‭ ‬السواحل‭ ‬ونجح‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقى‭ ‬له‭ ‬وتعادل‭ ‬الفريقان‭ ‬سلبيا‭.. ‬وأصبح‭ ‬الصبى‭ ‬الموهوب‭ ‬أساسيا‭ ‬وسط‭ ‬العمالقة‭ ‬أمثال‭ ‬خورشيد‭ ‬وعماشة‭ ‬وعمر‭ ‬عبدالله‭ ‬وإبراهيم‭ ‬حسين‭ ‬وعبدالرحيم‭ ‬خليل،‭ ‬وحقق‭ ‬معهم‭ ‬بعض‭ ‬المفاجآت‭ ‬المذهلة‭ ‬التى‭ ‬هزت‭ ‬الساحة‭ ‬الرياضية‭ ‬أيامها‭ ‬عندما‭ ‬فازوا‭ ‬على‭ ‬الأهلى‭ ‬موسم‭ ‬٧٢‭/‬٧٣،‭ ‬ثم‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬درع‭ ‬الدورى‭ ‬والمشاركة‭ ‬فى‭ ‬بطولة‭ ‬أفريقيا‭ ‬والخروج‭ ‬فى‭ ‬النهائى‭ ‬أمام‭ ‬كارا‭ ‬الكونغولي‭.. ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬السياجى‭ ‬مشقة‭ ‬فى‭ ‬فرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬القائمة‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إحدى‭ ‬المباريات‭ ‬التى‭ ‬جرت‭ ‬بين‭ ‬منتخبى‭ ‬بحرى‭ ‬ومنتخب‭ ‬ألمانيا‭ ‬عام‭ ‬٦٦‭ ‬وتحقق‭ ‬فوز‭ ‬الفلاحين‭ ‬على‭ ‬الأوروبيين‭ ‬2/1،‭ ‬وكان‭ ‬الفراعنة‭ ‬يضمون‭ ‬بينهم‭ ‬الأفذاذ‭ ‬أمثال‭ ‬رفعت‭ ‬الفناجيلى‭ ‬والأخوان‭ ‬يعقوب،‭ ‬ويومها‭ ‬قام‭ ‬المهندس‭ ‬عبدالقادر‭ ‬أبوفريخة‭ ‬بتوزيع‭ ‬مكافأة‭ ‬قدرها‭ ‬٢٠‭ ‬جنيها‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬لاعب‭.. ‬قام‭ ‬الجهاز‭ ‬الفنى‭ ‬للمنتخب‭ ‬الأول‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يضم‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬كرامر‭ ‬ومحمد‭ ‬الجندى‭ ‬ود‭.‬طه‭ ‬الطوخى‭ ‬والكابتن‭ ‬حلمى‭ ‬حسين‭ ‬بضم‭ ‬السياجى،‭ ‬وكان‭ ‬عند‭ ‬حسن‭ ‬الظن‭ ‬به‭ ‬وثبّت‭ ‬أقدامه‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الأجهزة‭ ‬التالية‭ ‬التى‭ ‬قادها‭ ‬مشاهير‭ ‬أمثال‭ ‬بابى‭ ‬ود‭.‬طه‭ ‬إسماعيل‭ ‬والكابتن‭ ‬عبده‭ ‬صالح،‭ ‬وشارك‭ ‬معهم‭ ‬فى‭ ‬ثلاث‭ ‬دورات‭ ‬أفريقية‭ ‬بالسودان‭ ‬وأثيوبيا‭ ‬والمحروسة‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬وسام‭ ‬الرياضة‭ ‬من‭ ‬الطبقتين‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭.‬

توقف‭ ‬المشوار‭ ‬الفنى‭ ‬للفتى‭ ‬الموهوب‭ ‬الذى‭ ‬تفرد‭ ‬بين‭ ‬أقرانه‭ ‬بالقيام‭ ‬بدور‭ ‬المدير‭ ‬الفنى‭ ‬وسط‭ ‬الملعب،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يقرأ‭ ‬مقومات‭ ‬ومعطيات‭ ‬المنافس‭ ‬ويتولى‭ ‬إصدار‭ ‬تعليماته‭ ‬للزملاء‭ ‬لمواجهة‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والضعف‭ ‬المقابلة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصيب‭ ‬فى‭ ‬حادث‭ ‬سيارة‭ ‬وأعلن‭ ‬اعتزاله‭ ‬رسميا‭ ‬عام‭ ‬٧٩،‭ ‬وأهلته‭ ‬إمكاناته‭ ‬للعمل‭ ‬بالساحة‭ ‬الرياضية‭ ‬كمدير‭ ‬فنى‭ ‬لناديه‭ ‬الأصلى‭ ‬غزل‭ ‬المحلة‭ ‬ثم‭ ‬سكرتير‭ ‬عام‭ ‬ورئيس‭ ‬للمنطقة‭ ‬وعضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬بالاتحاد‭ ‬ثم‭ ‬وكيل‭ ‬ورئيس‭ ‬لمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الجبلاية‭ ‬بالتعيين‭ ‬عام‭ ‬٩٦،‭ ‬وكان‭ ‬ينعم‭ ‬بحياة‭ ‬أسرية‭ ‬مستقرة‭ ‬بين‭ ‬كريمتيه‭ ‬مى‭ ‬ومرام،‭ ‬الأولى‭ ‬بـ‭ ‬تجارة‭ ‬والثانية‭ ‬طبيبة‭ ‬أسنان‭.. ‬عرفت‭ ‬الكابتن‭ ‬السياجى‭ ‬وهو‭ ‬مايزال‭ ‬لاعبا‭ ‬ثم‭ ‬إداريا‭ ‬فرئيسا‭ ‬للجبلاية،‭ ‬وأشهد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬دمث‭ ‬الخلق‭ ‬حصيفا‭ ‬فى‭ ‬البيان‭ ‬واضحا‭ ‬فى‭ ‬المواجهة‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬النزال،‭ ‬لديه‭ ‬أسلوبه‭ ‬الواعى‭ ‬فى‭ ‬الإقناع،‭ ‬لا‭ ‬يخشى‭ ‬فى‭ ‬الحق‭ ‬أحداً،‭ ‬ويتعامل‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬باحترام‭ ‬بل‭ ‬ويفرض‭ ‬عليهم‭ ‬احترامه‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة