محطة الفضاء الدولية
محطة الفضاء الدولية


كابوس «متلازمة كيسلر» يرعب علماء الفلك

سامح فواز

الإثنين، 15 نوفمبر 2021 - 01:30 ص

 يعد الفضاء ساحة جديدة لتنافس البشر، وسيشهد خلال السنوات القادمة العديد من السجالات العالمية للسيطرة عليه، ومن أبرز ملامح هذا التنافس هو الكم الهائل من الأقمار الصناعية التي ترسلها البلدان لأغراض مختلفة.

كانت الأقمار الصناعية من صنع الإنسان نادرة في السابق في المدار الأرضي المنخفض، حيث كان يدور عدد قليل منها حول الكوكب في فجر عصر الفضاء في الخمسينيات من القرن الماضي.

ولكن الآن، هناك الآلاف من الأقمار الصناعية تحلق حول الأرض، وهناك المزيد في انتظار الانضمام إليها.

وأطلق الاتحاد السوفيتي القمر الصناعي "سبوتنيك"، الذي يعد بمثابة أول قمر صناعي في العالم من صنع الإنسان، في عام 1957، بدء بشكل بطيء ولكن ثابت إطلاق الأقمار الصناعية إلى المدار الأرضي المنخفض (LEO)، مع إطلاق ما بين 10 و60 قمرا سنويا حتى عام 2010 .
تقول أستاذة الفيزياء في جامعة ماساتشوستس، لويل سوبريا تشاكرابارتي ، في مقال نُشر على موقع Space.com، إن هذا المعدل ارتفع منذ ذلك الحين، حيث تم إطلاق أكثر من 1300 قمر صناعي جديد في المدار الأرضي المنخفض في عام 2020، وإطلاق أكثر من 1400 قمر صناعي في عام 2021.
مما يشير الي انه في المطلق، هناك نحو 7500 قمر صناعي نشط في المدار الأرضي المنخفض اعتبارًا من سبتمبر 2021، وفقًا للأمم المتحدة.

تشير الاحصائيات الي استمرار زيادة اعداد الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض خلال العقود القادمة، بسبب قيام الشركات الخاصة تقوم بإنشاء مجموعات ضخمة خاصة بها، كل منها يحتوي على آلاف الأقمار الصناعية الفردية، والتي سيتم استخدامها لتطوير شبكات أسرع عبر الإنترنت وتقديم مجموعة من الخدمات الأخرى، مثل مراقبة تغير المناخ.

أشار عالم الفلك بجامعة كولومبيا البريطانية، آرون بولي، إن هذا النشاط المتزايد يحدث الآن إلى حد كبير بسبب انخفاض التكاليف: "نحن نعلم أن SpaceX وOneWeb وAmazon وStarNet / GW [شبكة الأقمار الصناعية الصينية] قد اقترحت إجمالي 65000 قمر صناعي عند تضمين جميع مراحل" برامج الأقمار الصناعية الخاصة بهم. وأضاف أنه "تم اقتراح أكثر من 100 ألف قمر صناعي" في المجموع.


غير أن رواندا قد أعلنت في أكتوبر 2021، عن مجموعتها الضخمة، المسماة Cinnamon، التي يمكن أن تحتوي على أكثر من 320 ألف قمر صناعي. ليس من الواضح متى يمكن أن يصبح هذا المشروع حقيقة، لكن الدولة طلبت الإذن لبدء المشروع، وفقًا لتغريدة نشرتها وكالة الفضاء الرواندية.

مع إطلاق المزيد من الأقمار الصناعية في المدار خلال العقود القادمة، من المرجح أن يرتفع عدد الاصطدامات وما يتبعها من حطام فضائي، الا انه يوجد بالفعل ما لا يقل عن 128 مليون قطعة من الحطام في المدار الأرضي المنخفض، من بينها هناك نحو 34000 يزيد طولها عن 10 سم، وفقا لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، وسيكون هناك المزيد في المستقبل.
وقال بولي "التشغيل الآمن للعديد من الأقمار الصناعية سيكون تحديا كبيرا، غير أن وقوع حادث في مدار معين ينتج عنه حطام فضائي كبير يمكن أن يؤثر على نطاق واسع من المدارات."
وأضاف بولي، إن الأقمار الصناعية يمكن أن تتعطل أيضا نتيجة التعرض الطويل للأشعة فوق البنفسجية الشديدة في المدار الأرضي المنخفض، مما يزيد من الحطام في الفضاء.


كما أن هذا الحطام لديه القدرة على التسبب في أضرار جسيمة للأقمار الصناعية الأخرى، وكذلك للمركبات الفضائية الأخرى.
في يونيو 2021، أصيبت محطة الفضاء الدولية بقطعة من الحطام أحدثت ثقبا في ذراع آلية، لكن لحسن الحظ، فإن المحطة الفضائية ورواد الفضاء في الداخل تجنبوا أي ضرر كبير، حسبما ذكرت Live Science سابقًا.
في النهاية، يمكن أن يؤدي عدد الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض إلى سلسلة من الاصطدامات التي من شأنها أن تنثر الحطام الفضائي حول المدار الأرضي المنخفض، لدرجة أننا لن نكون قادرين على إطلاق صواريخ جديدة.
 يُعرف هذا الاحتمال باسم "متلازمة كيسلر"، ويخشى العديد من علماء الفلك من أنه قد يمنع البشرية من أن تصبح نوعًا متعدد الكواكب إذا لم نتمكن من إبقاء الحطام الفضائي تحت السيطرة.
 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة