حاتم نعام
حاتم نعام


حاتم نعام يكتب: أصوليات العصر الحديث 

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021 - 12:30 ص

 مفهوم الأصولية أو الفكر المتطرف ليس وليد الثقافة العربية الإسلامية إنما ظهر في الغرب وفي لغته كما أشارت بعض الدراسات، ونقل إلى اللغة العربية عبر وسائل الإعلام حاملا معه تجربة الغرب وهمومه وكان البروتستانت الأمريكيون هم أول من استعمل مصطلح الأصولية والذي وجهت إليه انتقادات كثيرة، إذ بدأ بعضهم في العقود الأولى من القرن العشرين يطلقون اسم " الأصوليون " على أنفسهم تمييزا لهم من البروتستانت " المتحررين " والذين كانوا في رأيهم يشوهون العقيدة المسيحية تشويها كاملا .

كان الأصوليون يريدون العودة إلى الأسس وإعادة تأكيد " أصول " التقاليد المسيحية والتي حددوها بالتفسير الحرفي للكتب المقدسة وقبول مبادئ أساسية معينة في العقيدة .

بدأت الأصولية في الظهور داخل الولايات المتحدة الأمريكية خلال مطلع القرن العشرين، ولكن الأصولية كمصطلح أصبح يطلق بعد ذلك على الحركات الإصلاحية في أديان العالم الأخرى، بأسلوب أبعد ما يكون عن الدقة فهو يوحي بأن الأصولية تتسم بالوحدة والجمود في جميع مظاهرها، وليس ذلك صحيحا، فكل نزعة أصولية لها قانونها الخاص بها ومبادئ ديناميتها الخاصة بها فهذا اللفظ في المصادر العربية يشير إلى شئ يختلف كل الاختلاف عن المدلول الذي يقصده الغربيون ، فالمدلول في الغرب مدلول سياسي، أما المدلول العربي للمصطلح فمدلول علمي  يشير إلى العلماء والفقهاء، والمهتمين بأصول الدين فلكل أمة مصطلحاتها التي تتفق مع أهدافها مناسبة هذا الكلام أن سيطرت على البعض ربط هذا المفهوم بحيز الدين وقصره على التيارات الدينية وخاصة الاسلامية وأصبح الإرهاب منسوب للإسلام والمسلمين وهو على غير الحقيقة  حيث أثبتت الدراسات إن بداية استخدام هذا المصطلح ظهرت في بلاد الغرب وأطلق على مجموعة من البروتستانت الأمريكية ، والتي كانت تعارض الليبرالية، وتعتقد التفسير الحرفي للنصوص المقدسة مع ضرورة الاحتكام إلى مصدر ديني للسلطة ، وان تلك التعريفات إنما استهدفت وصف حركة بروتستانت متشددة في الديانة المسيحية والتي تدعو إلى معارضة الليبرالية، اعتماد التفسير الحرفي للنصوص المقدسة ،ضرورة الاحتكام إلى مصدر ديني للسلطة . والواقع الإسلامي بوجه عام والمجتمع المصري بوجه خاص قد حل به في السنوات الأخيرة تلك الجرثومة  النابعة من الفهم الخاطئ لصحيح الدين .

وهو التحدي الذي نجحت فيه  الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مواجهته بانتهاج مسار لا يقف عند حدود المواجهات الأمنية .

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة