على مقهى سيدهم فرويد ٢
على مقهى سيدهم فرويد ٢


فرفش كده | على مقهى سيدهم فرويد ٢

الأخبار

الخميس، 18 نوفمبر 2021 - 06:15 م

محمد إسماعيل عمر

كنت أعد الأيام فى انتظار الخميس. لا أنكر أنى هذا الأسبوع أفضل كثيرًا بعد حوارى القصير مع المعلم فرويد، كلما نظرت لمديرى وشعرت به يكلكس بلا هدف صرت أشفق عليه بدلا من أن أتكهرب لرؤيته. أيضًا تذكرى لأنى متزوج عن حب جعلنى أرى الحقنة كدواء لا عقاب.


توجهت مباشرة للقهوة، اتخذت مقعدى الذى كان فارغًا. طلبت قهوة سادة وجلست أستمتع للست بينما أنتظر فرويد الذى لم يخلف موعده.

كنت عارف إنك جاى

وانا ماقدرتش اتأخر. مستنى أعرف اقتراحاتك، أعمل إيه؟


أتى الصبى لفرويد بشيشة تفوح منها رائحة المعسل الطازج، سحب نفسًا عميقًا قبل أن يجيبنى:

مفاتيح السعادة تلاتة والتلاتة فى إيدك، ركز معايا علشان اللى جاى مهم:


أول مفتاح، انت مش ضحية، بطل تفكر كده.

بس أنا فعلًا ضحية.

انت ضحية اختياراتك المهببة، يعنى بترمى نفسك فى التهلكة وترجع تتمسكن وتعيط، والنبى ده كلام؟

بس فى مصايب بتقع لوحدها على دماغى. أجبته متحديًا

انت اللى بتجيبها لنفسك بأفكارك الرخيصة وهمتك المخسعة.

انت قريت ذا سيكريت؟ سألته متذاكيًا.

ماباحبش روندا بايرن. أجابنى وهو ينفث الدخان فى اتجاهى. قبل أن يردف: الخلاصة، اللى يخاف من العفريت يطلعله. فهمت؟

فهمت. همهمت وأنا أحاول استيعاب هذا المفتاح وعقلى منشغل بماهية المعلم.

نخش عاللى بعده: كل حاجة فيها الحلو والوحش، ركز فى الحلو واحمد ربك عليه وانسى الوحش. انت بتعمل العكس بالظبط بتفضل تلطم عالوحش حتى لو الحلو أكتر بس انت اللى بتركز عاللى يضايقك لأنه أكثر اتساقًا مع نظرتك لنفسك كضحية. سحبة معسل ثم أضاف، وبعدين ربنا قال: ولإن شكرتم لأزيدنكم.
حاولت التركيز فى هذه النقطة وبدا على وجهى إمارات عدم الفهم فعاجلنى:

يعنى ماتبقاش بومة، فهمت؟

آه كده فهمت.

المفتاح الأخير: الفضفضة دى بتخليك تعرض مشكلتك على عقلك وودانك. وبما إنها مشكلة تافهة زى ماشرحتلك فى أول نقطة يعنى ماتستحقش التعاطف، فمخك بيحكيها بأسلوب كله صعبانيات فالمشكلة تكبر قدام عينيك. وكل ماتعيدها تكبرها لحد ماتحس انها أزمة جيل، والحكاية صغيرة لو سكت عنها تنساها وتنساك.


بس أنا الفضفضة بتريحنى. أجبت بيأس من يلقى سهمه الأخير.

ما انت نازل فضفضة مارتاحتش ليه؟ أبسطهالك؟ ماتقرفناش. مش كل ما حد يقولك إزيك تحكيله ما كل واحد فيه اللى مكفيه.

تمام... فهمت. وكده هاعيش سعيد؟

دى أول خطوة، امشى عليها ومستنيك الخميس الجاى. ثم قام من مقعده ورفع ثلاثة أصابع من يمناه مكررًا:
إللى يخاف من العفريت يطلعله
ماتبقاش بومة


ماتقرفناش.


ثم استدار عائدًا لمكتبه الصغير بجوار الراديو الذى تغنى فيه أم كلثوم: أراك عصى الدمع...

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة