عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

حماية ناقصة !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 18 نوفمبر 2021 - 06:40 م

هل تكفى الانتخابات ، سواء البرلمانية او الرئاسيةَ، فى استعادة الدول تماسكها الذى انفرط عقده بفعل فاعل؟!  

هذا سؤال تفرضه علينا الآن الانتخابات التى شهدها العراق مؤخرا ، والتى لم تعترف بها بعض الكيانات السياسية فيه ملوحة باستخدام القوة، وكذلك الانتخابات الليبية  التى  تقاوم جماعات وشخصيات بعضها مسلح إجراءها فى موعدها المقرر قرب نهاية الشهر القادم ، بالإضافة إلى الانتخابات اللبنانية التى يستعد الفرقاء اللبنانيون لها الآن  ؟! 


لقد اخترعت البشرية نظام الانتخابات لاختيار حكام البلاد    بعد أن  تعذر جمع كل المواطنين فى ميدان عام لتفويض من يدير شئون البلاد او لمحاسبته  كما كان يحدث فى أثينا القديمة ..

ومن يومها صارت الانتخابات هى  السبيل الأساسى لتحقيق التداول السلمى للسلطة ، وبها يتم التمييز ببن الدول الديمقراطية والأخرى غير الديمقراطية ..

غير أن الانتخابات لم توفر للشعوب  دوما أفضل من يمثلها وينوب عنها سواء فى السلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية.  


والتجربة العملية تكشف أن الانتخابات وحدها لا تكفى لحماية كيانات الدولة الوطنية من التآكل  ولا توفر استقرارا للمجتمعات يصون وحدتها ويسهم فى تقدمها ..

وإنما يجب مع الانتخابات أو بالأصح قبلها أن تتوافر أمور أخرى مهمة أيضا ابرزها توافر المقومات الاساسية للدولة الوطنية المتعارف عليها ، والتى تتمثل فى وجود سلطة واحدة فى الدولة من خلال وجود جيش واحد وشرطة واحدة ومركز واحد لاتخاذ القرار السياسى  ، مع وجود مناخ يمنح المواطنين القدرة على الاختيار الحر  أمام صناديق الانتخابات حتى لا تسلب أصواتهم رغما عنهم أو نتيجة الغش والتضليل السياسى ..

أما إذا افتقدت هذه المقومات فإن الانتخابات وحدها لا تكفى لاستعادة الدول كياناتها الموحدة التى انفرط عقدها بفعل فاعل وبشكل ممنهج ونتيجة لاستباحة التدخل الأجنبى فى شئونها الداخلية واستلاب أو رهن قراراتها بإرادة خارجية.


واذا كانت الانتخابات لم توفر للعراق الحماية التى ينشدها لدولته الوطنية بسبب الاحتكام بين بعض جماعاته للسلاح  فكيف ستتحقق هذه الحماية لليبيا بانتخابات تجرى فى وجود ميليشيات مسلحة ومرتزقة وقوات أجنبية تقاوم مجرد إجرائها وأعلنت سلفا أنها لن تقبل بفوز بعض المرشحين فيها ؟!

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة