أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

الحديد..الحكاية وما فيها(2)

أخبار اليوم

الجمعة، 19 نوفمبر 2021 - 08:15 م

إذا وجد أحدكم أية مصادفة، بين ما يحدث من وضع العراقيل أمام شركة الدلتا للصلب للتوسع فى الإنتاج ومنعها من تثبيت أقدامها، وبين البيان الذى خرج منذ أيام من اجتماع المجموعة الاقتصادية مع رئيس الوزراء، الذى يبشرنا بضرورة خروج المال العام تماماً من أحد القطاعات.

وفضَّل معدو البيان عدم تسمية القطاع، وتركوا لنا التخمينات.

إذا ربط أحدكم بين الأمرين، فهى محض مصادفة.

لأنه لا يعقل أن تخرج الدولة من قطاع بأهمية الحديد، والذى كثيرا مايسبب ارتباكا فى قطاع التشييد والبناء، وغيره من قطاعات أخرى كثيرة مثل قضبان وعربات السكك الحديدية.

وليس ببعيد الخروج الدرامى لشركة الحديد والصلب بحلوان من السوق، وتركه لاحتكار القطاع الخاص.

والأخطر أن الحديث عن الحديد وتقلباته لايرتبط فقط بالسوق المحلى، بل أيضًا بما يحدث فى الخارج، وهو ما يستوجب علينا ملاحقته. مثل تأثير القرارات الأخيرة التى اتخذتها عدد من الدول مؤخرا بتخفيض أسعار البليت. فى وقت قررت وزارة الصناعة إلغاء رسوم الوقاية على البيليت المستورد.

فماذا سيكون عليه الحال عندما يدخل البليت بأسعار تقضم ظهر شركة الدلتا التى نجحت فى ظل ظروف شديدة الصعوبة أن تتحول من خسارة 49 مليون جنيه فى 2019/2020 إلى ربح 24 مليون جنيه فى العام المالى الأخير.

وتحاول حاليا إستكمال المرحلة الثانية لتشغيل الأفران الجديدة لزيادة الطاقة الإنتاجية.

وبدلاً من أن يتم دعم جهود الشركة فى الوقوف أمام محاولات القطاع الخاص القفز بأسعار الحديد، نشهد محاولات لتحميلها أعباء تعيدها إلى خانة الخسارة، لكى تلحق بشقيقاتها بحلوان..

وبعيدا عن نظرية المؤامرة (أو قريبا منها قليلاً) هناك سيناريو آخر تزداد احتمالاته، بسبب توارد أخبار، فى ظل الضجيج الذى أحدثه طرح وزارة الصناعة لرخص جديدة لإنشاء مصانع حديد، أن أحد رجال الأعمال يشيع هنا وهناك، عن استعداده للدخول فى عش شركة الدلتا، بدلا من تقدمه لطلب رخصة.

والغريب ان وزير قطاع الاعمال بشخصه، يعلن عن ان شركة الدلتا ستتقدم بطلب ترخيص ضمن الإعلان عن رخص جديدة،.

بدلاً من أن يتمسك بحق الشركة، التى لديها رخصة دائمة، وبالطلبات التى قدمتها الشركة لزيادة الطاقة الإنتاجية فى تاريخ سابق لإعلان هيئة التنمية الصناعية، مما يجنب الإهدار للمال العام، وهو ما يعطى انطباعاً عن أنها رغبة الوزير، وليست الشركة. وأخيراً الخبثاء الذين يربطون الأمور، ولا يؤمنون بالمصادفات يمتنعون عن التعليق، أو حتى التفكير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة