عماشة
شخصيات و حكايات
عماشة ابن المحلة البار.. وفارسها المغوار
السبت، 20 نوفمبر 2021 - 11:19 ص
شوقى حامد
مشوارى فــى بلاط صاحبة الجـلالـة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقد اسـتحق التســــــجيل واســــــتوجب التــــــــدوين.. وعــــــــلى صفحــــات آخرساعة أروى بعضا مـــن مشاهده.
هو رمز التحدى وقوة الإرادة.. هو مثال للتصدى للمعوقات التى تعرقل التطور والترقى.. هو نموذج للموهبة والمهارة الفطرية.. هو أحد جيل العمالقة الريفى الذى قاد المسيرة الشهيرة لأحد أعرق أندية الشركات وأسهم فى فوز فريقه ببطولة الدورى وأزاح المحتكرين لها من الأندية القطبية القاهرية الكبرى.. هو صاحب الحظ السعيد الذى فرض نفسه على القوائم الدولية ولفترة ليست بالقصيرة ليحتل مكانة بارزة فى السجلات التاريخية الكروية كواحد من أمهر وأشطر الهدافين.. والكابتن محمد على عماشة من مواليد مدينة السنطة بمحافظة الغربية فى الرابع من مارس عام ١٩٤٨ وهو من الأشخاص دمثة الخلق مشرقة المعالم، حسنة الطباع وهو الابن الأصغر لأسرة متوسطة الحال مكونة من ستة أفراد.. مارس الكرة كمعظم أقرانه فى شوارع مدينته الريفية ثم قادته قدماه لمركز الشباب الذى كان يشرف على فريق الكرة به كابتن توتو نجم الأهلى الشهير وابن طنطا الخبير.. لم يمكث طويلا بمركز الشباب بعد أن ظهرت مهاراته وإمكاناته فاصطحبه مدربه إلى نادى طنطا عاصمة الغربية وقبع فى ناديه لأكثر من عامين لم يشارك فيهما فى أى مباراة رسمية.. قادته الصدفة وهو فى زيارة لأحد أقاربه بالمدينة العمالية بالمحلة ليشارك مع بعض الرفاق فى مباراة ودية ووقعت عليه عيون كابتن منصور على مدرب شباب المحلة فلم يتردد فى ضمه لغزل المحلة وليشارك مع فريقه الجديد فى دورى الشركات عام ٦٩.. وجاءت أولى مشاركاته الرسمية مع الغزل تحت ٢١ سنة أمام الزمالك وفاز الفلاحون بثلاثية نظيفة على القاهريين وكان عماشة بين لاعبى خط الوسط وليس كمهاجم.. ومن المفارقات الطريفة أن عماشة لعب أولى مبارياته الدولية مع المنتخب ولم يكن قد شارك فى الدورى الممتاز بالفريق الأول وكان ذلك فى بطولة أفريقيا بجوار الخليلى والحمـــــلاوى لاعبــــــى الترســـــــانـة الموهوبين ثم عاد للمشاركة مع المنتخب كمهاجم فى كأس فلسطين التى فازت فيها مصر بالكأس فأنعم عليهم الرئيس السادات وسام الرياضة من الطبقة الأولى، لم يكن عماشة محظوظا حيث واجه موهوبو هذا الجيل قرار تجميد النشاط الكروى بعد هزيمة ٦٧ القاسية واستمر التجميد لأكثر من خمس سنوات واكتفى لاعبو الغزل بالمشاركة فى دورى الشركات وكان المحلة يحتكر البطولة بفضل عماشة وأقرانه ومع استئناف الدورى تنسم الرفاق رحيق المشاركة وطمحوا فى حصد البطولة غير أن المسابقة ألغيت بعد حادث مروان كنفانى الشهير وضربة الجزاء التى احتسبها كابتن ديبة الحكم الدولى السكندرى وكان الموسم الثانى هو الأفضل للمهاجم الفذ عماشة وسجل اسمه بحروف من نور لتصدره قائمة هدافى الدورى وأحرز ١٣ هدفا فى المباريات التى فاز بها فريقه وليضمن المحلة تحقيق الدرع لأول مرة فى تاريخه.. وكانت المباراة الحاسمة للمحلة أمام البلاستيك بالقاهرة وكان الزمالك يطمح فى الفوز لو أن المحلة خسر مباراته الأخيرة .
فرض المسئولون بالزمالك مكافأة مجزية للاعبى البلاستيك لو أنهم تغلبوا على الضيوف الذين افتقدوا جهود اثنين من أبرز لاعبيهم هما عبدالرحيم خليل ومحسن النحريرى للإصابة لكن المحلة فاز بهدفين نظيفين وهبط البلاستيك للدرجة الأولى فى رحلة النسيان والتيه وكان للاعبى المحلة مكافأة مجزية تقدر بـ ٥50 جنيها لكل لاعب.. وأنعم الله على عماشة بالاستقرار العائلى بعد أن اقترن بشقيقة حارس مرمى المحلة محمد البشلاوى غير أن الله اختاره إلى جواره بعد حادث أليم وقع له وهو يقود سيارته فى رحلة العودة من سمنود للمحلة.. وكان لهذا الحادث أصداء كبيرة حيث خرج عماشة من السيارة سليما معافى بل وتولى تدريب فريق سمنود وممارسة نشاطه العادى لمدة ثلاثة أيام قبل أن يكتشف الأطباء إصابته بنزيف بالمخ ويفارق على إثره الدنيا بعدما عز العلاج والشفاء.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة