‭ ‬مسلسل‭ ‬“إلا‭ ‬أنا”
‭ ‬مسلسل‭ ‬“إلا‭ ‬أنا”


من البهاق لـ«الوحمة».. الدراما حائط الصد الأول لردع المتنمرين

أخبار النجوم

الأحد، 21 نوفمبر 2021 - 01:39 م

هبة‭ ‬الخولى

بدأت‭ ‬الدراما‭ ‬التلفزيونية‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬في‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ظاهرة‭ ‬التنمر،‭ ‬ونشر‭ ‬طاقة‭ ‬إيجابية‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬له،‭ ‬فكانت‭ ‬البداية‭ ‬مع‭ ‬الفنانة‭ ‬جميلة‭ ‬عوض‭ ‬فى‭ ‬حكاية‭ ‬“لازم‭ ‬أعيش”‭ ‬من‭ ‬مسلسل‭ ‬“إلا‭ ‬أنا”‭ ‬وناقشت‭ ‬تلك‭ ‬الحكاية‭ ‬موضوعا‭ ‬مهما‭ ‬جدًا،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬“مرض‭ ‬البهاق”،‭ ‬إذ‭ ‬ظهرت‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬المسلسل‭ ‬خائفة‭ ‬بسبب‭ ‬تعرضها‭ ‬للتنمر‭ ‬على‭ ‬شكلها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬وحينما‭ ‬كبرت‭ ‬بدأت‭ ‬بإخفاء‭ ‬العلامات‭ ‬المتواجدة‭ ‬فى‭ ‬وجهها‭ ‬بمستحضرات‭ ‬التجميل‭ ‬وأصبحت‭ ‬تخدع‭ ‬الناس‭ ‬بسبب‭ ‬خوفها‭ ‬من‭ ‬التنمر‭. ‬

وخلال‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬جددت‭ ‬حكاية‭ ‬“حتة‭ ‬من‭ ‬القمر”‭ ‬من‭ ‬مسلسل‭ ‬“إلا‭ ‬أنا”‭ ‬الظاهرة،‭ ‬لتُعد‭ ‬حديث‭ ‬المجتمع‭ ‬حاليًا،‭ ‬حيث‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬شخصية‭ ‬فتاة‭  ‬تسمى‭ ‬“قمر”‭ ‬وتعاني‭ ‬من‭ ‬“وحمة”‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬نصف‭ ‬وجهها‭ ‬وتتعرض‭ ‬للتنمر‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وأيضًا‭ ‬من‭ ‬والدتها‭ ‬لأنها‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬اختلاف‭ ‬شكل‭ ‬ابنتها‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬البنات‭ ‬بعمرها‭.‬

ودعمت‭ ‬الفنانة‭ ‬لقاء،‭ ‬الفتيات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المسلسل‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬ضرورة‭ ‬تقبلهم‭ ‬لذاتهم‭ ‬وقدرتهم‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬والمواجهة‭ ‬والاستمتاع‭ ‬بشكلهم‭ ‬المميز‭ ‬وعدم‭ ‬الالتفات‭ ‬لحديث‭ ‬الأشخاص‭ ‬السلبي‭.‬

 

وتقول‭ ‬لقاء‭ ‬الخميسي‭: ‬“قصة‭ ‬المسلسل‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬خيال‭ ‬المؤلفة‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬علاقة‭ ‬بقصص‭ ‬لشخصيات‭ ‬حقيقية‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬تعالج‭ ‬فكرة‭ ‬قبول‭ ‬اختلافات‭ ‬البشر‭ ‬ومحاربة‭ ‬التنمر‭ ‬ووجوب‭ ‬حب‭ ‬الذات‭ ‬والإنسان‭ ‬لنفسه‭ ‬كما‭ ‬خلقه‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل”‭.‬

وتضيف‭ ‬أن‭ ‬مؤلفة‭ ‬المسلسل‭ ‬استوقفها‭ ‬صورة‭ ‬لإحدى‭ ‬عارضات‭ ‬الأزياء‭ ‬التي‭ ‬ميزها‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬المخلوقات‭ ‬بـ”وحمة”‭ ‬تغطي‭ ‬نصف‭ ‬وجهها،‭ ‬فقررت‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الموضوع‭ ‬ودراسته‭ ‬واكتشفت‭ ‬عددا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬والأطفال‭ ‬يمتلكون‭ ‬أنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الوحمات‭ ‬ووقع‭ ‬اختياري‭ ‬بعد‭ ‬بحث‭ ‬شهور‭ ‬ودراسة‭ ‬الحالات‭ ‬على‭ ‬طفلة‭ ‬أمريكية‭ ‬تغطي‭ ‬الوحمة‭ ‬نصف‭ ‬وجهها،‭ ‬ابتسامتها‭ ‬كانت‭ ‬تغطي‭ ‬وجهها‭ ‬وتأسر‭ ‬القلوب،‭ ‬ورأيتها‭ ‬كالقمر‭ ‬الساطع‭ ‬مكتمل‭ ‬الجمال‭ ‬برغم‭ ‬ما‭ ‬يعتريه‭ ‬من‭ ‬ظُلمة‭ ‬تزيده‭ ‬جمالًا‭ ‬وغموضا”‭.‬

ويقول‭ ‬المؤلف‭ ‬أيمن‭ ‬سلامة،‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المسلسلات‭ ‬جيدة‭ ‬لأنها‭ ‬تعالج‭ ‬قضية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وتسعى‭ ‬لرفع‭ ‬الوعي‭ ‬عند‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مشاهدة‭ ‬العمل،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬نتأكد‭ ‬أن‭ ‬الدراما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تقدم‭ ‬بكل‭ ‬عام‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬سبقه”‭.‬

“وتُقدم‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬قصص‭ ‬حقيقية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تؤخذ‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬فالمسلسل‭ ‬يُعبر‭ ‬عن‭ ‬موضوع‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع،‭ ‬مع‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬خياله،‭ ‬ليُعد‭ ‬نسيج‭ ‬بين‭ ‬الخيال‭ ‬والواقع”‭.‬

أما‭ ‬الدكتور‭ ‬هاشم‭ ‬بحري‭ ‬أستاذ‭ ‬ورئيس‭ ‬قسم‭ ‬الطب‭ ‬النفسي‭ ‬بجامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬يوضح‭: ‬“يتعرض‭ ‬من‭ ‬يعاني‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬اختلاف‭ ‬بشكله‭ ‬للتنمر‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُعد‭ ‬إيذاء‭ ‬واضحا‭ ‬للإنسان‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬عليه‭ ‬التنمر،‭ ‬وعندما‭ ‬نواجه‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬في‭ ‬عيادتنا‭ ‬نسعى‭ ‬دائمًا‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬زيادة‭ ‬ثقتهم‭ ‬بأنفسهم”‭.‬

ويتابع‭: ‬“المتنمر‭ ‬عليه‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الكسرة‭ ‬والضغط‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يشعره‭ ‬بالضعف‭ ‬ليصبح‭ ‬متوترًا‭ ‬دائمًا‭ ‬بسبب‭ ‬رؤية‭ ‬الناس‭ ‬لعيوبه،‭ ‬ومن‭ ‬غير‭ ‬المنطقي‭ ‬أن‭ (‬نصلح‭ ‬الكون‭ ‬كله‭)‬،‭ ‬ولكن‭ ‬المنطق‭ ‬الذي‭ ‬نسعى‭ ‬لتحقيقه‭ ‬هو‭ ‬مساعدة‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها”‭.‬

ويوضح‭: ‬“نحاول‭ ‬تقوية‭ ‬قدرة‭ ‬من‭ ‬يتعرض‭ ‬للتنمر‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس‭ ‬وعدم‭ ‬الالتفات‭ ‬لمن‭ ‬يسخر‭ ‬منه،‭ ‬والإيمان‭ ‬بأن‭ ‬طريقة‭ ‬كلام‭ ‬الشخص‭ ‬المتنمر‭ (‬مش‭ ‬هتوجعني‭)‬،‭ ‬لأنني‭ ‬بالتأكيد‭ ‬أمتلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تميزني‭ ‬مقابل‭ ‬شيئًا‭ ‬واحدًا‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬شكلي‭ ‬سيئًا”‭.‬

ويستكمل‭: ‬“بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬برامج‭ ‬لتوعية‭ ‬المجتمع‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يسخر‭ ‬شخصًا‭ ‬من‭ ‬الآخر‭ ‬بسبب‭ ‬الشكل،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يوجد‭ ‬“شارل‭ ‬ديغول”‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬رئيسًا‭ ‬لفرنسا‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وكان‭ ‬يمتلك‭ ‬“انف‭ ‬طويلة”‭ ‬للغاية‭ ‬وبدأت‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬السخرية‭ ‬منه‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يلتفت‭ ‬لكلامهم‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يرد‭ ‬على‭ ‬حديثهم‭ ‬بالدعابة”‭.‬

ويتابع‭: ‬“يجب‭ ‬وجود‭ ‬مؤسسات‭ ‬مثل‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬لتوعية‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬المسلسلات‭ ‬داعمًا‭ ‬لمن‭ ‬يتعرض‭ ‬للتنمر،‭ ‬ولكن‭ ‬عند‭ ‬وجود‭ ‬النهاية‭ ‬الإيجابية،‭ ‬فمن‭ ‬الضروري‭ ‬عدم‭ ‬تقديم‭ ‬عملًا‭ ‬من‭ ‬بدايته‭ ‬حتى‭ ‬نهايته‭ ‬سلبيًا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬من‭ ‬يتعرض‭ ‬للتنمر‭ ‬بالإحباط”‭.‬

ويقول‭ ‬وليد‭ ‬هندي‭ ‬استشاري‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭: ‬“في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬يتعرض‭ ‬الإنسان‭ ‬لأزمات‭ ‬نفسية‭ ‬دون‭ ‬تدخل‭ ‬منه،‭ ‬فعندما‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ (‬الوحمة‭) ‬أو‭ ‬مرض‭ ‬البهاق،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬علامة‭ ‬ظاهرة‭ ‬فيه،‭ ‬تتسبب‭ ‬له‭ ‬بالضيق‭ ‬والحرج‭ ‬والقلق‭ ‬المفرط،‭ ‬ويشعر‭ ‬دائمًا‭ ‬بالخوف‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬الناس”‭.‬

ويضيف‭: ‬“انتحر‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬بسبب‭ ‬التنمر،‭ ‬لأنه‭ ‬يُصيب‭ ‬الشخص‭ ‬بالحزن‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬وتتأثر‭ ‬الإناث‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الرجال،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التنمر‭ ‬بسبب‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ظاهري‭ ‬مثل‭ ‬الوجه”‭.‬

ويشدد‭: ‬“يجب‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬تبالغ‭ ‬عندما‭ ‬ترى‭ ‬شخصًا‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القبيل،‭ ‬بل‭ ‬رفع‭ ‬روحه‭ ‬المعنوية‭ ‬بالتشبيه‭ ‬بنجوم‭ ‬كبار،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬الفنان‭ ‬العالمي‭ ‬عمر‭ ‬الشريف،‭ ‬كان‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬وحمة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬أذنه،‭ ‬وأيضًا‭ ‬الفنان‭ ‬حسن‭ ‬الأسمر،‭ ‬فهم‭ (‬أبطال‭) ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يستسلموا‭ ‬للناس”‭. ‬ويختتم‭: ‬“الجمال‭ ‬داخل‭ ‬الإنسان‭ ‬ولا‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬شكله‭ ‬الخارجي‭ ‬فقط”‭.‬

ويقول‭ ‬الدكتور‭ ‬يحيى‭ ‬الرخاوي‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬النفس‭: ‬“لا‭ ‬أستطيع‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬المسلسلات‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬مشاهدتي‭ ‬لها،‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬تناولت‭ ‬تلك‭ ‬العلامات‭ ‬والتي‭ ‬تصل‭ ‬عادًة‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬التشوهات”‭.‬

وعن‭ ‬إصابة‭ ‬الإنسان‭ ‬بعلامات‭ ‬واضحة‭ ‬والتنمر‭ ‬عليه‭ ‬بسببها،‭ ‬يوضح‭: ‬“تُعد‭ ‬إصابة‭ ‬الإنسان‭ ‬بتلك‭ ‬الأمور‭ (‬محنة‭) ‬حقيقة‭ ‬وينبغي‭ ‬مراعاتها‭ ‬بكل‭ ‬شجاعة‭ ‬ومسئولية‭ ‬وليس‭ ‬بالإفراط‭ ‬في‭ ‬الشفقة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬قدرًا‭ ‬من‭ ‬التكبر‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تبدو‭ ‬كذلك”‭.‬

ويكمل‭: ‬“إن‭ ‬تلك‭ ‬العلامات‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يختلف‭ ‬أثرها‭ ‬حسب‭ ‬توقيت‭ ‬العمر‭ ‬عند‭ ‬ظهورها،‭ ‬أو‭ ‬اكتشافها‭ ‬أو‭ ‬التنبيه‭ ‬إليها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬ظهورها،‭ ‬فإذا‭ ‬رُصدت‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬فإن‭ ‬الموقف‭ ‬يختلف‭ ‬تجاهها‭ ‬عن‭ ‬اكتشافها‭ ‬بمرحلة‭ ‬عمرية‭ ‬متأخرة،‭ ‬وكذلك‭ ‬يختلف‭ ‬التفاعل‭ ‬معها‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬حجمها‭ ‬ووصفها‭ ‬والمساحة‭ ‬التي‭ ‬تشغلها‭ ‬في‭ ‬الوجه”‭.‬

ويتابع‭: ‬“أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬يعتاد‭ ‬وجودها‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬فى‭ ‬جو‭ ‬أسري‭ ‬دافئ‭ ‬مسئول،‭ ‬ويهتم‭ ‬بالجوهر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المظهر‭ ‬ويعطي‭ ‬للطفل‭ ‬حقوقه‭ ‬دون‭ ‬تركيز‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العلامات،‭ ‬وأيضًا‭ ‬دون‭ ‬إنكارها‭ ‬ولا‭ ‬مبالغة‭ ‬فى‭ ‬التهوين‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬وجودها،‭ ‬فإنها‭ ‬قد‭ ‬تمر‭ ‬مرورًا‭ ‬طبيعيًا،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دافعًا‭ ‬للتميز‭ ‬فى‭ ‬مجالات‭ ‬أخرى”‭.‬

وعن‭ ‬المسلسلات‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬يقول‭: ‬“الأمر‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬نوع‭ ‬المسلسل‭ ‬وتفاصيل‭ ‬السيناريو‭ ‬ومجمل‭ ‬الحكاية‭ ‬وفكرة‭ ‬العرض،‭ ‬لتصبح‭ ‬مسئولية‭ ‬مشتركة‭ ‬ومتزايدة‭ ‬يحملها‭ ‬كل‭ ‬الفريق‭ ‬المسئول‭ ‬عن‭ ‬المسلسل‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬كاتب‭ ‬النص‭ ‬حتى‭ ‬الإخراج‭ ‬وتوصيل‭ ‬الرسالة‭ ‬والموقف‭ ‬من‭ ‬جرعة‭ ‬التنمر”‭.‬

ويشدد‭: ‬“يجب‭ ‬توصية‭ ‬الكبار‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬على‭ ‬إقناع‭ ‬أولادهم‭ ‬بالتسليم‭ ‬لقضاء‭ ‬الله،‭ ‬والتي‭ ‬تُعد‭ ‬شيئًا‭ ‬لا‭ ‬نتذكره‭ ‬كثيرًا‭ ‬ونستهين‭ ‬بآراء‭ ‬الأطفال‭ ‬ومشاعرهم‭ ‬وعمق‭ ‬رفضهم‭ ‬للشفقة‭ ‬المُذلة،‭ ‬والصعوبات‭ ‬التي‭ ‬تواجههم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجاوز‭ ‬النظرة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬أحدًا‭ ‬لهم”‭.‬

ويتابع‭: ‬“أعتقد‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬الإنجازات‭ ‬السلوكية‭ ‬وإتقان‭ ‬المهارات‭ ‬العقلية‭ ‬والبدنية‭ ‬والفنية‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬تعويضًا‭ ‬لأي‭ ‬تنمر،‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬مبالغة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬الأطراف”‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة