رعاية المسنين
رعاية المسنين


«قانون حماية المسنين» يعكس جهود الدولة لتوفير الرعاية لهم

رحاب أسامة

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021 - 09:01 ص

يناقش البرلمان مشروع قانون لحماية المسنين، وتوفير حماية اجتماعية لهم وإيجاد الحلول العاجلة للمشكلات التي يتعرضون لها، خاصة وأن هناك الكثير من الحالات انتزعت من قلوب أبنائهم الرحمة، فتركوهم في العراء، عرضة للأمراض الصحية والاجتماعية، في هذه المرحلة العمرية التي يحتاجون فيها إلى من يرعاهم بعد أن قدم الرعاية لأبنائه.

كما وفرت الدولة ممثلة في وزارة التضامن الاجتماعي الرعاية للكثير من كبار السن والمعوقين، عن طريق العديد من المبادرات، حيث تنفذ وزارة التضامن الاجتماعي البرنامج القومي لحماية الأطفال والكبار بلا مأوى للحد من ظاهرة وجود هذه الفئات في الشوارع بالتعاون مع صندوق تحيا مصر في 13 محافظة هي الأكثر كثافة لهذه الظاهرة، وهي: القاهرة، الجيزة، القليوبية، الإسكندرية ، المنوفية، الشرقية، السويس، بني سويف، المنيا، وأسيوط، بورسعيد، الغربية، الفيوم.

وترصد بوابة أخبار اليوم عددا من الحالات التي لم تستطع أن تجد من يحميها ولا تستطيع أن تعمل بنفسها.. تروى رحلة عذابها بعد ما لجات، للشارع علها تجد به الرحمة بعد أن اختفت من قلوب أبنائهم.

  .

 

مسنون ناموا وسط أكوام القمامة  لشهور لدرجة أن تحللت أجزاء من جسدهم وانتشر بها الدود، قصص عاشت معها بوابة أخبار اليوم وأسئلة تدور بأذهاننا كيف يهون الأبوين على أبنائهما لهذه الدرجة.

ويروى محمد مصطفى قصته موضحا أن أولاده تخلو عنه بعد إصابته بالشلل وألقوا به في الشارع، رغم قيامه بكل شيء لينفق عليهم ويربيهم أحسن تربيه حتى أصيب في حادث، وأصبح يتحرك بكرسي متحرك، واستمر بحديثه وهو يبكى: "كنت بشحت منهم المياه والأكل، حسيت إني تقيل أوي عليهم بعدها اترميت في الشارع بالمنظر ده، بس أنا تعبت من النوم في الشارع ونفسي أرجع أمشي تاني على رجلي مش عايز احتاج لحد نهائي.. “

 

و علمنا أن عم محمد يعاني من كسر مضاعف بعظمة الفخذ وكسر بالحوض نتج عنه عدم الحركة، بالإضافة إلى جروح متفرقة بالجسد وقرح فراش وضعف عام وارتفاع بالضغط والسكر.

اما الحاجة عائشة فبالإيماءات القليلة قالت: أنها ربت ابنائها الثلاث بعد وفاة زوجها وتزوج ابنها في شقتها وأودعها بعد ذلك بدار لرعاية المسنين عندما طلبت زوجته منه ذلك

وتكمل السيدة المسنة قصتها قائلة:  أنا لا أعلم شيئا إلا أنه في يوم من الأيام قال لها  ابنها "أمي احضري حقيبتك فأنا أريد أن أذهب معكي في نزهه، ولقد فرحت فرحا شديدا فأنا من زمن لم أتنزه، فقد كان يأخذ زوجته وأولاده إلي المصيف ويتركني وحيدة أتحدث مع جدران المنزل.

فقلت له: إلي أين يا بني؟

قال: إلى البحر

وبالفعل وضعت كل ما هو جميل من ملابسي وأشيائي في حقيبتي، وفي الصباح قال ابنها: هيا أسرعي يا أمي.

فقالت له: «هنروح أنا وانت بس، يا بني خلي زوجتك وأولادك يجوا معانا:

قال لي لا فالنزهة لكي أنتي وحدك

وبالفعل استقلوا السيارة، وبعد نصف ساعة توقف ابنها، وقال بحده انزلي يا أمي لتجد نفسها أمام دار للعجزة والمسنين، وخلال العشرين عاما لم يأت أحد من أبنائها لزيارتها بالدار.

اما الحالة الثالثة فكانت قصة عم سعيد الذى عاش سنوات من التشرد بالشوارع ، وانهار من البكاء وهو يحكى  ..انا ربيت وكبرت وعلمت ثلاثة رجال و بعد وفاه زوجتي  طردني  أبنائي في الشارع ورفضوا وجودي معهم بسبب زوجاتهم  .. فكان مصيره الإقامة على الأرصفة  يعيش على  عطف الناس ولكنه تعب وشعر أنه  يموت بالشارع .يوميا

وأوضح عم سعيد أنه يبلغ من العمر ٧٠ عاما، ووضعه الصحي سيء جداً لأنه عاجز عن الحركة تماماً حثي يعاني من آثار جروح قطعية ومتفرقة بالجسد ،، ورم  بالرقبة ،، ارتفاع بضغط الدم والسكر ،، بتر في إصبع اليد )

انقطاع صلة الرحم

أما عم رزق فحالته صعبة وتخلى عنه اخوته تماماً فهو يحتاج يومياً لكيس دم بالإضافة للأدوية وتم توفير مرافق وتمريض من مؤسسة معا لإنقاذ إنسان وحاول المسئولون بالمؤسسة "التواصل مع إخواته حتى يتبرعوا له بالدم و يكون لديهم فرصه أخرى "بعد ما ألقوا به في الزبالة بين الحياه والموت" لكن للأسف رفضوا وقالوا «حتى لو مات قالوا مش عايزينه »

 

 

برنامج الكبار بلا مأوى:

وردا على البلاغ الوارد من منظومة الشكاوى مجلس الوزراء لإدارة البرنامج اطفال وكبار بلا ومأوي لفريق وحده غرب القاهرة 2 والذي يفيد بوجود سيدة مسنة تجلس بالشارع أمام مبني الإذاعة والتلفزيون ماسبيرو

وتوجه الفريق وعمل بحث للحالة وتبين أن سنها 60 وتعاني من فقد البصر وقطع في أحد أوتار الركبة اليمني وكسل في الكبد مما يجعلها تعيش مع أبنائها، ولكنها تركت المنزل أكثر من مرة لسوء معاملة الأبناء وعدم تقديم الرعاية لها وعلى حد قول الحالة أنها تتقاضى معاش وأنها تقوم بشراء الأدوية من خلال المعاش الذي تتقاضاه وانها لا تملك أي مصدر دخل آخر وأنها تريد الذهاب إلى إحدى دور الرعاية لكى تعيش حياة آمنة

وقام فريق كبار بلا مأوى التابع لوزارة التضامن بالتواصل مع أبنائها الذين أفادو ا، على حد قول الابنة أنها تقوم بالمشاجرة مع الجيران المحيطين بهم وتتسبب لهم المشاكل مع الجيران، كما أن الابنة أفادت أنها غير قادرة على الإنفاق على الأم ورعايتها، وبناء على كلام أبنائها تم علي الفور توفير دار رعاية اجتماعية وإيداعها بها لكي تعيش حياة آمنة وكريمة بعيدا عن الأبناء الذين تركو ها  تجلس بالشارع ولا يريدونها، ولذا ترفض الذهاب إليهم مرة أخرى وانها حاليا تجلس بإحدى دور الرعاية.

و بدأت الحكومة في تنفيذ مبادرة أُطلق عليها اسم "إحنا معاك" عام 2019 للبحث عن المفقودين والمشردين ومن هم بلا مأوى من الجنسين ومن كافة الأعمار..

 

وقالت نيفين القباج  وزيرة التضامن الاجتماعي، أن الوزارة لديها 420 ألف مسن تحصل على دعم نقدي بإجمالي 2 مليار جنيه سنويا، بالإضافة لدور المسنين التي يستفيد منها 960 ألف مسن سنويا، كما أصدرت الوزارة قرارا بإعفاء المسنين فوق سن السبعين عاما من تكلفة وسائل النقل العام وإعفاء بقيمة 50% لما فوق 60 عامًا.

وأشارت القباج إلى أن الوزارة تستعد لإطلاق منصة المفقودين، تتضمن تأسيس قاعدة بيانات لكل الأطفال والكبار المفقودين والمتواجدين في المؤسسات ويتم التعامل معهم عبر التقنيات الحديثة المتمثلة في التعرف على الوجه والأماكن المتواجدين بها، موضحة ان الوزارة لديها 17 سيارة خاصة ببرامج التدخل السريع وأطفال وكبار بلا مأوى للوصول إلى الأطفال والكبار وتقديم خدمات الوزارة لهم.

وعن قضية الكبار بلا مأوى، قالت القباج أن هناك 3 فئات في الشارع تتمثل في أطفال وكبار بلا مأوى أما الفئة الثالثة تتمثل في المصابين بأمراض نفسية، مشيرة إلى أن الوزارة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية تعاملت مع 93 مسن مصابين بأمراض نفسية.

وأشارت إلى أن الوزارة ستطلق حملة" الشارع ليس مأوى" لجمع الأطفال والكبار بلا مأوى في الشوارع وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية.

ومن داخل مؤسسة " معانا لإنقاذ إنسان" التقينا بالمهندس محمود وحيد رئيس مجلس ادارة  المؤسسة والذي قال: إن المؤسسة أول مؤسسة مشهرة لإنقاذ المشردين وبدأوا عملهم عندما قابل رجل مسن على قيد الحياة كان يعيش وسط القمامة وأكل جسده الدود.

وتابع المهندس محمود قائلا: إنه عندما اقترب من هذا المسن المتحلل كان يظن أنه متوفى ولكنه فوجئ بأن هذا المسن عيناه تتحرك فاصطحبه معه لأقرب مستشفى إلا أن المستشفيات كانت ترفض استقباله لعدم وجود أوراق تثبت شخصيته لذا دخل هذا المسن على مسئولية صاحب الدار الشخصية وظل المسن المجهول البالغ من العمر الثالثة والسبعين بالمستشفى لمدة شهور وكان مصاب بالزهايمر .

وبعد شفاء المسن المجهول وخروجه من المستشفى توجه به إلى دار مسنين إلا أن دور المسنين رفضت استقباله لأنه لا توجد دار للمشردين في مصر ! والمشردون يختلفون عن المسنين.

وأكد رئيس مجلس إدارة معانا لإنقاذ إنسان: أن تلك الفئة موجودة بأعداد كبيرة بالشوارع وأن إهمال الأبناء لذويهم بهذه الصورة أو معاملتهم بهذه الطريقة هو جحود لأنه لا يوجد مبرر يجعل الابن يتخلى عن أهله.

وأوضح المهندس وحيد أن 50%  من هؤلاء المسنين المشردين أبنائهم كانوا السبب في تشريدهم بحجة أنهم اصبحوا عالة عليهم أو لأن الابن يريد شقة والده فيطرده أولأن أبويه ذوي إعاقة " قعيد أو كفيف أو مريض زهايمر" والمسنين المشردين نوعان مرضى زهايمر أو مرضى نفسيين وكلا الفئتين تخرج للشارع بملابس البيت لذا لا يكون لديهم أي أوراق رسمية لذا يصنفوا كفاقدي أهلية 

 

اقرأ أيضا : التضامن: انقاذ طفل بلا مأوى ببني سويف ونقله لدار رعاية

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة