الألعاب الإلكترونية خطر على الأطفال والشباب
الألعاب الإلكترونية خطر على الأطفال والشباب


الألعاب الإلكترونية «العنيفة» تدس السم في العسل| تقرير

إسلام زهير- سنية عباس

الخميس، 25 نوفمبر 2021 - 05:27 م

المتغيرات التى تهدد الأخلاق والدين تختلف من زمن إلى زمن، ومن المهددات الكبرى لأطفالنا فى هذا العصر ما يعرف بالألعاب الإلكترونية العنيفة التى لا ينكر أحد تأثيرها على النشء، وقديماً كان الآباء يتركون الأبناء مع الألعاب دون قلق لإمكانياتها المحدودة الآمنة ولكن مع التطور التقنى أصبحت بعض الألعاب مصدر ازعاج وقلق بل وكابوساً يهدد الأسرة والمجتمع لتنوعها الذى يبهر الأبناء لدرجة الإدمان تاركة آثاراً مدمرة بسبب محاكاة الأطفال للسلوكيات التى تبثها وهم لا يدركون الصواب من الخطأ ، والإسلام لم يحرم اللعب ولا المرح للترويح عن النفس ولكن حدد للعب والألعاب بصفة عامة ضوابط شرعية حتى لا يتحول الترويح المباح إلى سلوكيات محرمة، وبالرضا الأسرى والمجتمعى عن تواجد العنف الإلكترونى فى بيوتنا نسهم فى مشروع إعداد مجرم أو مضطرب نفسى صغير، وهذه كارثة تربوية إلكترونية تنتج أطفالاً بلا براءة لتحل محلها العدوانية، وللتصدى لهذه الظاهرة يقدم الدكتور أبواليزيد سلامة الباحث الشرعى بهيئة كبار العلماء رؤية دينية ونصائح نبوية.


يقول د.أبو اليزيد سلامة: اللعب وسيط تربوى ناجح له إسهام مباشر فى بناء وصياغة شخصية الطفل وتنمية خياله وانتباهه وتخفيف بعض الأزمات النفسية التى قد يعانى منها فى هذه المرحلة، وبملاحظة الآباء للعب الطفل يتم توجيه مهاراته الوجهة السليمة، والإسلام لم يمنع الأطفال من اللعب المفيد بل يشجع عليه ولنا فى الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة فلم يمنع أطفال المسلمين ولا أحفاده صلى الله عليه وسلم من ممارسة الألعاب الهادفة، وهذا أنس بن مالك رضى الله عنه خادم النبى صلى الله عليه وسلم يقول: (كنت ألعب مع الغلمان فأتانا رسول الله وسلم علينا وأخذ بيدى فبعثنى فى حاجة)، كما كان يشجع أطفال الصحابة على ألعاب المسابقات ، ويقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه: (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل)، لكن الواقع الافتراضى الجديد الذى دخل بيوتنا من خلال الإنترنت وألعابه الإلكترونية التى يغلب عليها العنف والتخريب سيطرت على قلوب وعقول الأطفال بلا استئذان حتى صارت إدماناً، ورغم أن لها جوانب إيجابية إلا أن ضررها أكثر فلا تفيد فى بناء البدن ولا تنمية القدرات الذهنية بل تزرع مضامين خطيرة ظاهرها التسلية وباطنها احتكار الأفكار والمعتقدات، تسهم بشكل غير مباشر فى صناعة نشء غير سوى أكدته دراسات كثيرة أفادت أن هذه الألعاب العنيفة تنشر صفات غير حميدة لممارسيها منها الانطوائية والتنمر وحب الذات فضلاً عن التباعد الاجتماعى مع الأهل وإضاعة الوقت حتى صارت كابوساً يهدد الأسرة والمجتمع.

 

 د . أبو اليزيد سلامة


ويتابع: كثير من هذه الألعاب الإلكترونية اقترن بمحاذير تخرج الترفيه عن مقصده المباح البرىء ليدخل إلى دائرة المحرمات الدينية فيسرق حياة مدمنيها من الأطفال على مبدأ دس السم فى العسل لتصبح ألعاباً مؤذية مع سبق الإصرار، مثيرة للقلق والمخاوف على أخلاق الصغار وتصرفاتهم الخارجة عن سياق الآداب العامة، دافعة بهم لأعمال عنف وانحراف، غارسة فيهم العدوانية والكراهية والتنافس على من يقتل أكثر أو يعد خطة لتدمير منشأة أو سرقتها وغيرها مما يسهم فى هدم القيم المجتمعية والتعرض للعقيدة الإسلامية والترويج لأفكار محظورة، ولنا أن نتخيل طفلاً يلعب ألعاباً هذا مضمونها من خلال مجسمات لدور عبادة أو رموز دينية يتم الاعتداء عليها، أو قتل أبرياء أو تعذيب وحشى لهم وإظهار من يفعل ذلك أنه بطل يستحق جائزة دون انتباه الأسر ومؤسسات المجتمع فتظل هذه الصور ماثلة أمام عين الطفل طوال العمر ثم نتساءل بشكل ساذج لماذا تغير الأبناء؟ وما أسباب ظهور مجرم أو مضطرب نفسى صغير؟ والإجابة أن هذه الألعاب أصبحت واقعاً فى حياة الصغار مقارنة بإقبالهم على الألعاب الرياضية أو الحركية أو رغبتهم فى الجلوس مع أسرهم أو الاهتمام بأوقات المذاكرة، والأكثر خطورة إمكانية مشاركة أكثر من طفل فى اللعبة فى آن واحد يتواصلون من بلدان مختلفة لا مجال لاختيار الصالح منهم.


ويضيف: الأمر جد خطير يحتاج إلى تضافر جهود الأسرة مع المؤسسات التعليمية والتربوية والدينية والإعلامية لإعادة توجيه البوصلة التربوية إلى ما فيه خير الأمة بترشيد استخدام الأطفال للألعاب الإلكترونية بصفة عامة وتقليص وقت انشغال الوالدين بمواقع التواصل الاجتماعى أمام الأبناء، والرقابة على اختيار هذه الألعاب ومعرفة مصادرها، وتشجيع الأبناء على البدائل للتصدى لهذا الإدمان بممارسة الألعاب الواقعية المفيدة للبدن والعقل وغرس القيم النبيلة من باب التعاون على البر والتقوى، إلى جانب دور الأجهزة المعنية للحيلولة دون انتشار تلك الألعاب الضارة.


ويؤكد: المواجهة الحقيقية لهذا الخطر العودة إلى الدين بعدم التقصير فى وقت الصلاة وغرس المعاملات السوية فى نفوس النشء والتوعية للكبار قبل الصغار بما تحويه هذه الألعاب من خطر عقائدى وطقوس شيطانية ومحاولات لطمس هويتنا الإسلامية والاجتماعية، وعلاج ذلك يعتمد على فتح جسور للحوار بين الآباء والأبناء لسد الطريق أمام هذه المنافذ الشريرة ورصد الخلل القيمى والأخلاقى فى مجتمعنا أولاً بأول.

 اقرأ أيضا | رمضان عبد المعز يكشف إساءة الفسقة للنبي في كل زمان

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة