الجمعة، 26 نوفمبر 2021 - 11:23 ص

العالم كله دائرة صغيره جدا وفي حالة انعقاد بشكل دائم  ولحظي عن طريق وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي 
وبالتالي كل كلمه تخرج من اي شخص تؤثر في محيطه صغر الشخص او كبر كبرت الكلمه او صغرت 
فلو انك شخص عادي ولا يعرفك احد سوي دائرتك المقربة وكتبت علي مواقع التواصل ان خالتك توفت ( مثلا ) فسيقوم الاقارب والاصدقاء بالتوجه الي بيت خالتك لتقديم واجب العزاء 
وان كنت صاحب نصيب كبير في شركة وكتبت انك تنوي بيع اسهمك فيها فان هذا الخبر سيؤثر علي اسهم الشركة في البورصة
وادعوكم جميعا لمتابعة رجل الاعمال ايلون ماسك ( اغني كائن حي علي الأرض ) الذي ترتفع ثروته بالملايين لمجرد انه يكتب توبته واحده 
لذلك بعض الكلمات التي تصرح بها لوسائل الاعلام او  التي تكتبها علي مواقع التواصل الاجتماعي قد تربك مجتمعا باكمله ( كبر المجتمع او صغر ) وقد تودي بك الي السجن ان تسببت في اضرار لغيرك

ونحن امام واقعة شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية تتمثل في ان رجل الاعمال المشهور نجيب ساويرس صرح بان هناك مزاحمة من قبل الدولة للقطاع الخاص وكان حديثه لواحدة من وكالات الانباء العالمية

طيب اولا وقبل كل شئ اؤكد علي حق ساويرس تماما في ان يقول رأيه بكل حريه 

لكن من حقي ايضا ان اناقش رأيه بموضوعيه حتي يتضح ان كان محقا ام لا

بعد ٣٠ يونيو كانت مصر تحارب الارهاب بكل صوره اغتيل النائب العام وفقدنا زهرة شبابنا من ابنائنا ضباط وقضاة ومواطنين نتيجة عمليات الارهاب المتعدده ، وكان لدينا واقعا مؤلما متمثل في قضايا اقتصادية وواقع تردي بعض الخدمات والكهرباء وغيره 
وبالتالي وعلي الاقل من ٢٠١٤ وحتي ٢٠١٨ لا يمكن ان نتحدث عن دولة بالمفهوم التقليدي المستقر وبالتالي لا اعتقد ان المعايير العادية يمكن ان تطبق 
فكان واجبا بل حتميا علي متخذ القرار ان يقوم بتحرير سعر الصرف وهو الأمر الذي كان في غاية الصعوبة واثر كثيرا في اقبال المستثمرين علي الاستثمار في مصر 
فكان لابد من دخول الدوله في بعض المشروعات ( بالشراكة مع القطاع الخاص ) كي تضمن الحد الادني من دوران عجلة الاقتصاد وكي تتحمل اعباء المشروعات الهامة للمجتمع والتي ليست محل اهتمام القطاع الخاص 
وفي نفس الوقت تشارك في مشروعات استراتيجية لا يمكن ان تتركها للقطاع الخاص منفردا .. ليه ؟ لان فكرة ان لا تملك الدولة مشروعات كبري  وتترك الاقتصاد كله للقطاع الخاص فكره خطيرة جدا .. بل لا ابالغ ان وصفتها بانها خطر علي الامن القومي 
لكن اتجهت الدولة ( بكل عناصرها )  الي فكرة شراكة مع القطاع الخاص في كثير من المشروعات حتي تسرع من وتيرة التنمية 
فعلي سبيل المثال هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة هي شريك اساسي في معظم المشروعات العقارية الكبري التي ترون اعلاناتها في كل الشاشات المصرية
ونموذج الشراكة واحد تعطي هي الارض للمطور العقاري مقابل ان يقوم هو بالتطوير ويقسموا العائد ، وبالتالي نسرع في تنمية عدد كبير من الاراضي التي هي في ولاية الدولة مقابل مكسب حقيقي للمطورين العقاريين وللبنوك الي جانب دوران حركة البناء وما له من اثار ايجابية علي سوق العمل 
وخطوات كثيرة غير اعتيادية ولا تتخذ في الظروف العادية اتخذتها الدولة من اجل ان تحافظ علي استقرار اقتصادها ولا تضع مستقبلها الاقتصادي تحت رغبات القطاع الخاص 
وبعد ٢٠١٩ بدأت لغة الدولة تتغير وبدأت اكثر انفتاحا علي فكرة التخلي عن كثير من المشروعات التي تقوم عليها
فظهرت فكرة الصندوق السيادي وايضا توسعت في فكرة اسناد كثير من الاعمال الي القطاع الخاص 

فما قاله نجيب ساويرس في رأيي ليس صحيحا حتي في حالات الدول المستقرة اقتصاديا ، فما بالك في حالة الدول التي تسعي للنمو الاقتصادي 

وما قاله ايضا شكلا يعطي انطباع سئ لانه كان كلاما فيه تخويف وتعميم واظهار صورة سيئة عن مناخ الاستثمار 
لكن للأسف هو رأيه اصاب ام اخطأ لابد ان ياخذ حقه في ان يقوله 

لكن نجيب شخصيا غير ناصف ساويرس ( اغني مصري علي الارض ) وله شركة كبيرة تسمي اوراسكوم وهي الان الشريك الاستراتيجي الاكبر للدولة في عدد كبير جدا من المشروعات 
وشخصية ناصف تختلف تماما عن شخصية نجيب ، ناصف يعمل ولا يتكلم وعندما يعمل تجد مشروعات كبيرة وضخمة ( مش شرط تكون مشهوره او بتلمع ) لكن نجيب يحب الاضواء ويحب يظهر انه القوي الذي يحرك كل الادوات من حوله .. وان كنت اعتقد انه في داخله وطني مخلص لكن لديه الكثير من نزوات المليارديرات 

وسرعان ما وقع ساويرس تحت المقصله بعد تصريحاته ، ( ما هو انت مش هاتضر البلد بكلامك والناس هاتسكت ) فظهرت المعركة التي بها كثير من الصوت العالي والحديث عن لبس ساويرس وسهر ساويرس ومهرجان الجونه والفساتين 
دون الخوض والرد تفصيلا علي تصريحاته التي هي بالفعل خلت من الدقة وعممت الوصف واثرت سلبيا علي الانطباع عن الاستثمار في مصر 

ولو كنت مكان رئيس الوزراء لارسلت لنجيب ساويرس قائمة بالمشروعات التي تطرحها الدولة للقطاع الخاص ( والميه تكذب الغطاس ) طبعا ليس من بينهم رخصة مطلقة للتنقيب عن الذهب اتمنح لساويرس بمفرده والا نبقي دولة متهمة بالغباء الاقتصادي 

كذلك لو كنت مكان وزير المالية لنشرت ان كل شركات الدولة ( بما   فيها شركات اجهزة سيادية ) تدفع الضرائب علي داير مليم 

كل ده عشان ساويرس اتكلم كلمتين ؟؟
ايوه .. ولازم ترد بشكل موضوعي 
عشان ساويرس مشهور وكلامه مؤثر ولو قولت عكس كده تبقي بتهزر 

طيب ولو ردينا علي ساويرس المرة دي بشكل موضوعي وراح اتكلم تاني انه مش عاجبه بعض النشاطات اللي بتقوم بيها الدولة نعمل ايه ؟
برضه نرد عليه تاني وتالت 
وفي نفس الوقت نطلب منه انه يقدر ان مش كل الكلام ينفع في كل الاوقات وان الاوطان في لحظات الوقوف تحتاج الي كل نفس وحركة كي تقف وبعد ان تقف ستتحمل كل الصدمات وستفتح المجال اكثر 
خلونا اكثر حلما علي بلدنا واللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار 
وادارة الشعوب صعبه وخاصة شعوب دول العالم الثالث وتحديات الجهل والفقر وتربص بعض القوي الاقليمية تحديات مهلكة للطاقة وتستلزم يقظة لكل كلمة تدور في المجتمع ، انا عارف ان مش كل حاجه صح وزي الكتاب ما بيقول 
بس خللي بالك الواقع صعب والتحديات اما ان تكون او لا تكون ووقت الانتصار عظيم لكن وقت هزيمة الدول امام تحدياتها تكلف شعوبها عقود من الزمن حتي تعود ( ده ان عادت ) 

احيانا الوطنية وحدها لا تكفي بل لابد ان يتبعها عمل