الخميس، 02 ديسمبر 2021 - 08:09 م

يحتفل العالم بعد أيام باليوم العالمى لمكافحة الفساد تحت شعار (لا للفساد) والإسلام حذر منه ووضع له منهجاً لمحاربته، لأنه آفة هدم للأفراد والمجتمعات وقد وضع النبى صلى الله عليه وسلم منهجاً منذ أكثر من ١٤قرناً لمكافحته.. وفى السطور القادمة يوضح د. عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر هذا المنهج وواجب الفرد فى تطبيقه الآن.

د.عبد الفتاح إدريس

يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس: من المقرر شرعاً أن الإسلام دين ودنيا وعقيدة وشريعة وأخلاق وسلوك ومعاملة وأنه جاء ليصلح الدنيا ويهدى الناس إلى سبل الخير والفلاح فى الحياة وما بعدها وأن من عوامل هدم الحياة الفساد بتعدد صوره وأشكاله، ومنها استغلال الوظيفة أو السلطة لتحقيق النفع لصاحبها أو للغير، أو تعطيل الأحكام، أو الاختلاس والرشوة، وعدم الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والظلم، ومحاباة بعض الناس على حساب ظلم الآخرين وعدم احترام الوقت وضعف الإنجاز والتشاغل أثناء العمل بما ليس فيه، والعزوف عن المشاركة الفعالة، والإسراف العام فى استخدام المال العام فيما لا فائدة فيه من سوء توظيف الأموال وإقامة مشاريع وهمية.

إقرأ أيضاً | مبروك عطية: الهبة تتساوى بين الأبناء لأنه ليس ميراثا | فيديو

ويوضح أن الفساد معناه الخروج عن حال الاعتدال والاستقامة، ومن المعلوم أن الأعمال الفاسدة مجمع على حرمتها وأكدت نصوص الشرع حرمتها ومنها قوله تعالي: «ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها»، وقوله: «ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس»، وقوله: «وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد».

ويضيف: الإسلام وضع منهجاً فى محاربة الفساد بمنع المحاباة لأحد فى الوظائف وغيرها، ولهذا كان النبى صلى الله عليه وسلم وهو ولى أمر المسلمين لم يمنح ابنته فاطمة خادماً من السبى رغم أنها اشتكت عدم قدرتها على القيام بأمور البيت وقال لها: ما كنت لأعطيكم وادع أهل الصفة تلوى بطونهم من الجوع.
كما أنه من حرص خلفائه على الورع عن أموال المسلمين أن سيدنا أبو بكر خرج صبيحة توليه الخلافة ذهب بمتاع إلى السوق وعندما قابله عمر سأله إلى أين قال إلى السوق ابتغى نفقة عيالى، كما حرص الرسول على إقامة حكم الله وقال: (وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) وأنه صلى الله عليه وسلم عزل جابى الزكاة لحصوله على رشوة من دافعى الزكاة.

هكذا كان سلف ومنهج الإسلام، وعلى كل فرد واجب فى مقاومة الفساد لأن له آثارا مدمرة فى غرس الحقد والحسد ببن الناس وانتشار القيم غير الأخلاقية، وذلك بالإخلاص فى العمل واختيار الصالحين من ذوى الكفاءة والأمانة.