ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

سبوبة جديدة

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 03 ديسمبر 2021 - 05:33 م

ظهور متحور جديد لكورونا أمر ليس مخيفاً فى حد ذاته لأن التحور من خصائص الفيروسات ووسيلتها للبقاء. ولكن انتقال اى متحور من تصنيف «مثير للاهتمام» «VoI» إلى «مثير للقلق» «VoC» هى التى تدق أجراس الإنذار لأن هذا يعنى زيادة القابلية للانتشار، وقدرة أكثر على التهرب من الاستجابات المناعية للجسم وانخفاض فعالية العلاجات واللقاحات ما يعنى ارتفاعاً فى معدلات دخول المستشفيات وربما الوفيات.

من هنا جاء الذعر من تحور «اوميكرون» الذى اطلق عليه رئيس شركة مودرنا لقب «مزيج فرانكنشتاين» لأنه يحتوى على 50 طفرة ويجمع بين طفرات دلتا وألفا وبيتا.

ومع الانتشار السريع للمتحور الجديد فى اكثر من 26 دولة بات السؤال الملّح عن مدى فعالية اللقاحات الحالية فى مواجهته.ورغم إرجاء العلماء الاجابة على هذا السؤال لمدة اسبوعين للدراسة، بادرت شركات «فايزر» ومودرنا» و«جونسون اند جونسون» باختبار لقاحاتهم ضد نسخة اصطناعية من الأوميكرون. وأعلنت مودرنا ان لقاحاً جديدا يمكن أن يكون جاهزًا أوائل العام المقبل. فيما قالت فايزر ان بإمكانها تعديل لقاحها خلال 6 أسابيع وشحن دفعات أولية فى غضون 100 يوم. لمن ستذهب هذه اللقاحات وكيف سيتم توزيعها، هذا ما يجب التفكير فيه. فالتجارب أثبتت ان العالم «قرية واحدة» فانبعاثات ثانى أكسيد الكربون فى الدول الكبرى تظهر آثارها على الدول الفقيرة، وظهور فيروس فى الصين أو جنوب افريقيا تصل عدواه امريكا والغرب.

ولهذا، فإن التوزيع العادل للقاحات وإرسالها بشكل أولى للدول الفقيرة ذات الأنظمة الصحية المتدهورة أصبح ضرورة لمحاصرة هذا الفيروس، لأن استمرار انتشاره سيكون بوابة للمزيد من المتحورات. الاّ اذا كان استمرار ظهور هذه المتحورات «سبوبة» جديدة لشركات الأدوية التى جنت من وراء كورونا فى عامين ما لم تجنه فى سنوات.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة