الإثنين، 06 ديسمبر 2021 - 09:41 م

وضع مستقبل وطنه نصب عينيه .. لم تفارقه لحظة ثقل الأمانة التي حملها .. ولم تغادر عقله وقلبه ولم يغادرها ..أدرك أنه يؤسس لأعظم بنيان سيظل على مدار الأيام والسنين يبني أنفسا وعقولا ويصب في شرايين المجتمع علما وبحثا وجهدا  موقنا بأن هذا هو الطريق الأمثل لنهضته وتقدمه  .

 ليل نهار وهو يضع لبنات هذا البنيان دون كلل أو ملل .. ظل يعمل بدأب ومثابرة وسعة أفق  ورؤية ونزاهة واستشراف للمستقبل فكان له ما أراد .

لقد كان نموذجا في خلقه وعلمه وعمله وإدارته فوضع أساسا لجامعة فريدة في دلتا مصر أصبحت أحد أهم المنارات التي يفخر بها كل أبناء الوطن  .

الرئيس الأول لجامعة المنصورة الراحل العظيم الفقيه القانوني الدكتور عبد المنعم البدراوي .

 اليوم كان الموعد مع تكريمه داخل بيته بكلية الحقوق بالجامعة بإعداد من عميدها المتميز الدكتور شريف خاطر بتنسيق وتناغم مع  لجنة التوثيق والتأريخ للجامعة برئاسة الدكتور عمرو سرحان المثقف النبيل والعميد الأسبق لكلية الطب بالجامعة .

أدار هذا اللقاء الرائع  باقتدار الأستاذ الجامعي الرصين  الدكتور حسين الماحي العميد الأسبق لكلية الحقوق .

وكان ضيف الشرف الدكتور حسين عبد المنعم البدراوي ابن الراحل العظيم .

و الحضور جميعا  من قامات الجامعة وعلمائها ومن  أساتذة كلية الحقوق وقياداتها حرصوا على الحضور تقديرا لقيمة الرجل . 

أما رئيس الجامعة الدكتور أشرف عبد الباسط فقد حرص على حضور اللقاء رغم أنه كان عائدا للتو من الولايات المتحدة الأمريكية وكانت وراءه مهام جسام وجاءت  كلماته نابعة من القلب ومعبرة عن معدنه الأصيل الذي يدرك قيمة وقامة المكرم وقيمة الحضور فترك أثرا في نفوس الجميع  وتأكد الحضور بأن شجرة الجامعة أصلها ثابت وأن تعاقب الأجيال بها سيظل مصدر فخر لكل منتسبيها .

أما المتحدثون باللقاء فكانوا من القامات المصرية الرفيعة حيث بدأ الدكتور شريف خاطر عميد الكلية متناولا جانبا من سيرة الراحل الذاتية ومعربا عن اعتزازه بما سجله له أستاذه بخط يده واحتفاظه على مدار ربع قرن بتلك العبارة الموجزة تقديرا للأستاذ العظيم .

ثم تحدث الدكتور الشافعي بشير أستاذ القانون الدولي العام ورئيس نادي أعضاء هيئة التدريس الأسبق للجامعة ورفيق الراحل الكبير الدكتور البدراوي في رحلته ومهمته الجليلة والدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التعليم والتعليم العالي ورئيس الجامعة الأسبق والدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس الجامعة الأسبق والفقيه الدستوري الكبير  الدكتور صلاح الدين فوزي. 
وأستاذ القانون المدني العلامة الدكتور محسن البيه .

تحدث الجميع بعفوية وتلقائية ولولا عنصر الوقت لاستفاض الجميع دون أن يكمل ما أراد .

خلاصة ما تحدث به الجميع أن الدكتور عبد المنعم البدراوي كان نموذجا من الرجال الذين يضن علينا الزمان بأمثالهم .
لقد تسلم مهامه كأول رئيس للجامعة قادما من جامعة القاهرة حيث كان عميدا لكلية الحقوق بها وكان يتطلع لأن تكون الجامعة الوليدة واحدة من أفضل الجامعات فواجه كل صعوبات التأسيس وندرة الموارد وكثرة المتطلبات بحكمة وثبات واستطاع رغم كل التحديات أن يضع الجامعة الوليدة على الطريق الصحيح لتصبح اليوم واحدة من أفضل جامعات الشرق الأوسط .

طوال اللقاء كنت أشعر بروح الراحل العظيم عبد المنعم البدراوي ترفرف على مكان الاحتفال .. كما كنت أشعر بأن روحه وهي في رحاب الله تهنأ بنعيمه جزاء ما قدم من علم وعمل وخلق قويم سيمكث في الأرض .
رحم الله الدكتور البدراوي جزاء ما قدم من عطاء لا ينفذ  ..وخالص الشكر لإدارة جامعة المنصورة  التي نجحت في تحويل الاحتفال بيوبيلها الذهبي من مجرد مظاهر احتفالية ستذهب أدراج الرياح إلى فعاليات هامة تواصل بها الجامعة  رسالتها في خدمة الوطن وتؤصل وتؤرخ لمسيرة علماء ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .