التدخين خطر على صحتك والمحيطين من حولك --  د. سيف قزامل
التدخين خطر على صحتك والمحيطين من حولك -- د. سيف قزامل


أستاذ فقه: التدخين معصية تهدر الصحة والمال وتستوجب التوبة

سنية عباس

الخميس، 09 ديسمبر 2021 - 07:04 م

التدخين محرم بكل أنواعه لكونه خبيثاً ومشتملاً على أضرار كثيرة، ورغم ذلك أصبحت هذه العادة السيئة معصية يجاهر بها الجميع دون حياء أو خوف، أموال تنفق وصحة تهدر وبيئة تتلوث واقتصاد يخرب، وللتصدى لهذا يناقش حالياً مجلس النواب مشروع قانون جديد لتغليظ عقوبات التدخين بعد أن أصبحت العقوبات الحالية غير رادعة ليشمل التعديل تجريم تناولها فى وسائل النقل العامة والخاصة فى حالة وجود طفل، وكل الأماكن العامة والمنشآت الحكومية والنوادى ودور العبادة وغيرها وخاصة بعد أن تجاوز أعداد المدخنين وفقاً لإحصاء مصرى حديث ١٨ مليون مستخدم يتضرر منهم بالتدخين السلبى حوالى ٢٣ فى المائة، ولهؤلاء يقدم د. سيف رجب قزامل أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف رؤية إسلامية حول هذا الوباء القاتل.


يقول د. سيف رجب قزامل: على الإنسان أن يراعى مأكله ومشربه ويتفقد ماهو طيب حلال وماهو خبيث حرام قال سبحانه: «ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث»، وشرب الدخان بكل أنواعه ووسائله من الإلقاء باليد إلى التهلكة قال تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم النهى عن إضاعة المال ويعنى صرفه فى غير فائدة، وصرف المال فى شراء الدخان صرف فى غير فائدة بل فيما يضر، والضرر منهى عنه شرعاً سواء فى البدن أو العقل أو المال، وشرب الدخان ليس ضرراً فى البدن والمال فقط بل وباء قاتل أقرت بشأنه منظمة الصحة العالمية أن عدد الذين يلقون حتفهم أو يعيشون حياة تعيسة من جراء التدخين يفوق بكثير عدد الذين يلقون حتفهم من الأمراض الوبائية مجتمعة، وصحة الإنسان نعمة تستوجب شكر الله عز وجل بالقول والعمل ومن شكر هذه النعمة المحافظة عليها وتسخيرها فى نفع النفس والناس.


ويؤكد قزامل لمن يدعى أن التدخين غير محرم لعدم ذكره صراحة فى القرآن والسنة أن نبتة الدخان لم تكن معروفة أو متواجدة فى بداية الإسلام لذلك لم يذكرها الفقهاء القدامى وكان أول معرفة بها فى بلاد المسلمين سنة ألف للهجرة تقريبا واختلف الفقهاء فى حكمها بين الحرام والحلال والمكروه، وكان هذا الاختلاف نتيجة الجهل بأضراره أما الآن فقد أجمع الأطباء بعد بحوث تجريبية أن التدخين خطر على الحياة نفسها مما يدخله مدخل المحرم ومن الخبائث التى يجب أن تتنزه عنها أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس، وكما أن للإسلام حقوقاً فله علينا واجبات أولها حفظ العقول من الخلل والأجساد من المرض والنفوس من الأهواء والشهوات فليعى المدخنون الخطر الداهم الذى يشتعل ناراً بين أصابعهم وفى أفواههم .


ويتابع: من الضرورى استحضار بعض صور الاستجابة الفورية لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فى النهى عن المنكر والشاهد فى سرعة استجابة الصحابة لترك الخمر التى شبوا عليها وأصبحت عادة متأصلة فى حياتهم اليومية حين جاء الأمر الإلهى بالنهى عنها حتى أن بعضهم كانت الشربة فى فمه فأخرجها ومجها قال تعالى: «ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون»، فأين هذه الصورة ممن يشرب الدخان فى زماننا؟

وأين تجار الدخان عندما يسمعون حرمة بيع الدخان وشرائه ولا يستجيبون؟ وأين أصحاب المقاهى والكافيهات التى تقدم الشيشة والدخان بهذه الصورة المحزنة المخزية، ويستكمل: حرمة الدخان تفوق خطورته حرمة الخمر الذى يضر شاربه فقط أما التدخين فإنه يضر المدخن ومن حوله وإذا كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يلعن شارب الخمر وبائعها وحاملها وعاصرها ومعتصرها والمحمولة إليه فإن هذا اللعن يشمل البائع والمشترى والصانع للدخان ومكسبهم حرام وسعيهم غير مشكور ولا يصح التصدق بأمواله أو إنفاقه فى أعمال البر لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.


ويضيف: أقول لمن ابتلى بشرب الدخان أن يبادر بالتوبة والعزم على تركه ويستعين بالله رجاء ثوابه والهرب من عقابه وفى ذلك معونة على الإقلاع عنه، مع تغيير ما يتعلق بهذه العادة من مكان أو صحبة، وسرعة إصدار تعديلات تغليظ العقوبات لتكون رادعة وحازمة نحو مرتكبى هذه الجريمة بإصرار فهى تشكل عبئاً على الوطن فى وقت يسخر فيه اهتماماته لصحة الإنسان الذى يجرى من أجله التطوير فى كل المجالات، وأن يلازم ذلك توعية إعلامية لتصير هذه المبادرة من المبادرات القومية المجتمعية وسيجد من تاب وأقلع أن الله يمنحه الصحة والحيوية التى كان يفتقدها فمن يتوب صادقاً يتوب الله عليه قال تعالى: «وإنى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى».

إقرأ أيضاً|فيديو| دار الإفتاء تجيز التجارة في المعسل ومشتقات التدخين لهذه الفئات

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة