شبهات وردود
شبهات وردود .. الزعم بوجود خطأ نحوى فى قوله «إن هذان لساحران»
الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 03:39 م
حسين الطيب
من الجهلاء من يقول إن القرآن به أخطاءً نحوية حيث جاء فى الآية من سورة طه: «قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى»ٰ وقالوا إن إعراب اسم الإشارة من المفترض به أن يكون منصوبا وليس مرفوعا لإنه اسم إن.
وللرد على هؤلاء نذكرهم ما جاء فى تفسير الإمام القرطبى وقد أورد فى تفسيره للآية الكريمة ما نصه:
للعلماء فى قراءة أهل المدينة والكوفة ستة أقوال القول الأول أنها لغة بنى الحارث بن كعب وزبيد وخثعم وكنانة بن زيد يجعلون رفع الاثنين ونصبه وخفضه بالألف، يقولون: جاء الزيدان ورأيت الزيدان ومررت بالزيدان: كما قال الشاعر: إن أباها وأبا أباها قد بلغا فى المجد غايتاها.
أى إن أبا أبيها وغايتيها. قال أبوجعفر النحاس: وهذا القول من أحسن ما حملت عليه الآية، إذ كانت هذه اللغة معروفة، القول الثانى أن يكون (إن) بمعنى نعم، كما حكى الكسائى عن عاصم قال: العرب تأتى ب إن بمعنى نعم، وحكى سيبويه أن (إن) تأتى بمعنى أجل، وإلى هذا القول كان محمد بن يزيد وإسماعيل بن إسحاق القاضى يذهبان، قال النحاس: ورأيت أبا إسحاق الزجاج وعلى بن سليمان يذهبان إليه. الزمخشرى: وقد أعجب به أبوإسحاق. النحاس: وحدثنا على بن سليمان، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السلام النيسابورى، ثم لقيت عبد الله بن أحمد فحدثنى، قال حدثنى عمير بن المتوكل، قال حدثنا محمد بن موسى النوفلى من ولد حارث بن عبد المطلب، قال حدثنا عمر بن جميع الكوفى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على- وهوابن الحسين- عن أبيه عن على بن أبى طالب رضوان الله عليهم أجمعين، قال: لا أحصى كم سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول على منبره: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ثم يقول: أنا أفصح قريش كلها وأفصحها بعدى أبان بن سعيد بن العاص قال أبو محمد الخفاف قال عمير: إعرابه عند أهل.
القول الثالث قال الفراء أيضا: وجدت الألف دعامة ليست بلام الفعل فزدت عليها نونا ولم أغيرها كما قلت: (الذى) ثم زدت عليه نونا فقلت: جاءنى الذين عندك، ورأيت الذين عندك، ومررت بالذين عندك القول الرابع قاله بعض الكوفيين قال: الألف فى (هذان) مشبهة بالألف فى يفعلان فلم تغير. القول الخامس: قال أبوإسحاق: النحويون القدماء يقولون الهاء هاهنا مضمرة، والمعنى إنه هذان لساحران، قال ابن الأنبارى: فأضمرت الهاء التى هى منصوب (إن) و(هذان) خبر (إن) و(ساحران) يرفعها (هما) المضمر، والتقدير: إنه هذان لهما ساحران. والأشبه عند أصحاب أهل هذا الجواب أن الهاء اسم (إن) و(هذان) رفع بالابتداء وما بعده خبر الابتداء. القول السادس قال أبوجعفر النحاس وسألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية، فقال: إن شئت أجبتك بجواب النحويين، وإن شئت أجبتك بقولى، فقلت بقولك، فقال: سألنى إسماعيل بن إسحاق عنها فقلت. القول عندى أنه لما كان يقال (هذا) فى موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة، وكانت التثنية يجب ألا يغير لها الواحد أجريت التثنية مجرى الواحدة، فقال ما أحسن هذا لو تقدمك أحد بالقول به حتى يؤنس به، قال ابن كيسان: فقلت له: فيقول القاضى به حتى يؤنس به.