الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 06:40 م

إذا لم تتمكن الحكومة - أى حكومة- من أن تحمى المواطنين بقراراتها  وتحمل همومهم فهى هم كبير على الوطن قبل المواطن..

اقول هذا بمناسبة عودة الحكومة ولجنتها العليا لإدارة الأوبئة والجوائح لإصدار قرار منذ ايام بحظر الشيشة فى المقاهى للمرة الثانية وبعد أن اصدرت نفس القرار مع بداية أزمة كورونا فى مارس قبل الماضى..

القراران طارا فى الهواء مثل دخان الاراجيل الذى تقدمه مئات الآلاف من المقاهى و«الغرز» المنتشرة فى كل مصر جهارا نهارا متحدية الحكومة. 

لا يمكن إنكار جهود الحكومة للتصدى لوباء الشيشة والتى وصلت إلى حد إغلاق 113 ألف مقهى فى 10 أشهر ولكن مع أعداد المقاهى التى تتجاوز الملايين و«تفتيح المخ» تظل هذه الجهود قيض الريح.

 دراسة لشعبة المقاهى تؤكد ان الشيشة تمثل ٦٠ ٪من مبيعات ودخل المقاهى فى مصر، أى انها أصبحت مصدر رزق رئيسى لأصحاب المقاهى وبالتالى فإنها لن تختفى حتى فى ظل كورونا  وحتى فى ظل  عقوبات قانون المحال العامة التى تفرض الحبس وغرامة ٢٠ ألف جنيه لتقديم الشيشة بدون تصريح.

يبقى الحل فى ان نواجه كارثتنا الكبرى بصورة أشمل وهى إدمان التدخين  لدى المصريين سواء كانت الشيشة - المنوال والالكترونى - والسجائر والتبغ.

يكفى ان نعلم ان المصريين يستهلكون وحسب إحصاءات التعبئة والإحصاء حوالى ٨٥ مليار سيجارة إضافة إلى ٥٠ الف طن من المعسل سنويا!.. الأرقام مرعبة  والإحصاءات قدرت أن لدينا ١٨ مليون شخص مدخن وان متوسط الإنفاق السنوى للأسرة على آفة التدخين والتى بها فرد مدخن أو أكثر يزيد على ٦ آلاف جنيه سنويا.. نحن فى أشد الحاجة لتدخل الدولة لمبادرة رئاسية ولتكون ضمن مبادرات «١٠٠ مليون صحة» لمكافحة التدخين خاصة فى صغار السن لتنقذ المصريين من هذا الوباء!!.

كل هذه الصدور والأموال التى تحرقها الشيشة والسجائر لا شك تحتاج إلى مبادرة رئاسية لإنقاذ المصريين من إدمان الدخان.