الشيخ عبد الفتاح الطاروطى مع محرر بوابة أخبار اليوم
الشيخ عبد الفتاح الطاروطى مع محرر بوابة أخبار اليوم


«الطاروطي»: حرمنا نعمة الكتاتيب.. وأطالب بقانون لمنع غير الحفظة من قراءة القرآن

كرم من الله السيد

السبت، 11 ديسمبر 2021 - 12:27 م

- حرمنا نعمة الكتاتيب في القرى وأطالب الأزهر بالدعوة لعودة الكتاب

- كنت أصغر قارئ يلتحق بالإذاعة

- سلطان بروناي ورئيس إيران استقبلاني استقبال الرؤساء بالمطار

- لابد من استخراج كارنيه نقابة القراء للحد من ظاهرة تشويه قراء القرآن

- أطالب بإصدار قانون يمنع قراءة القرآن لغير الحافظين له

- أسلم على يدي 16 أجنبياً 

كروان القرآن الكريم الذي غرد وعمره 11 عامًا، تتلمذ على يد كبار المقرئين وحلم أن يكون مثلهم وهو طالب في الصف الأول الإعدادي الأزهري، أنهى حفظ القرآن وعمره 8 سنوات، وتم تكريمه في العديد من الدول الأوروبية والعربية، إنه الشيخ عبد الفتاح الطاروطي القارئ بالإذاعة والوطن العربي.

وأكد الشيخ الطاروطي أن حفظ القرآن في الكتاب هو الأصل لكل من يرغب فى حفظ القرآن الكريم، موضحا أن حافظ القرآن في الكتاب هو حافظ مجيد ومقرئ، مشيرًا إلى جميع أعلام قراء القرآن حفظوا القرآن في الكتاب، وأضاف أنه أنشأ معهدًا بقريته لإعداد قراء القرآن الكريم والمبتهلين لتعليم القرآن بالأحكام والتجويد بصورة صحيحة، تحت إشراف طبي من أطباء أذن وحنجرة، وأوضح أنه كُرم من عدد من رؤساء الدول والملوك، وأسلم على يده 16 أجنبيًا لكنه يرى أنه ليس بعد حفظ القرآن تكريم، وإلى نص الحوار: 

 

- فلننطلق في حوارنا معك عن طبيعة وظروف نشأتك؟ 

كانت نشأتى فى قرية طاروط إحدى قرى الريف المصرى التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية ولدت عام 1965 وكنت الابن الأكبر، لأسرة بسيطة، الأب حافظ لكتاب الله ويعمل عاملا بسيطاً فى أحد المساجد الذى أصبحت إماماً له فيما بعد والأم سيدة بسيطة ترعى شئون الأسرة.

- لنقف هنا ونسأل سؤالاً.. كيف كانت معاملتك في بداية حفظك للقرآن؟

كان والدي شديد الحرص علي حفظي للقرآن الكريم وكانت له اساليب قاسية وعنيفة ورد ضاحكاً: لو أخبرتك بأسلوبه معنا لحقق معه نشطاء حقوق الإنسان في قبره.

- وكيف كان تعاملك مع والدك وهو عاملاً وأنت إماماً مسئول عنه إداريا؟

ضاحكا رد: كنت أمزح معه قائلًا: "أنا رئيسك" فيرد والده وأنا أفتخر بذلك لأنها مهنة الأنبياء، واستشهد بآية من كتاب الله "وعهدنا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود".

- وماذا عن والدتك؟ِ

الأم سيدة بسيطة ترعى شئون الأسر وكانت محبة لأهل القرآن الكريم، ومن هنا تعلق قلبي بحب القرآن الكريم وأنا فى سن صغيرة.

- وهل أشقاءك يحفظون القرآن أيضاً؟

نعم لقد أكرم الله أشقائي بحفظ القرآن، وهما الشيخ محمد قارئ الإذاعة والتليفزيون وعبد الله إمام وخطيب وقارئ والدكتورة عزة طبيبة أسنان وهناء مديرة مدرسة. 

- وماذا عن أبنائك؟

أبنائي أيضًا من حفظة القرآن الكريم وهم "أسماء" الابنة الكبرى طالبة بكلية الصيدلة و"أحمد" كلية شريعة وقانون و"محمود" بالإعدادية، ونعيش جميعا من خير القرآن الكريم.

- نعود إلى نشأتك كم كان عمرك وقت حفظك للقرآن الكريم؟

عندما أتممت الثالثة من عمرى بدأ والدى يحفظنى القرآن وأرسلني إلى كتاب القرية، وكان شيخ الكتاب الشيخ عبد المقصود السيد النجار، الذي اكتشفني وأثنى عليَ بأنه وجد بعض النغمات القرآنية تخرج مني.

- ومتى أتممت حفظ القرآن الكريم كاملاً؟

أتمت حفظ القرآن وعمري 8 سنوات وكان للشيخ النجار الدور الأهم في حياتي، حيث آمن بموهبتي وبدأ يتيح لي الفرصة لتلاوة القرآن في مأتم القرية.

- ومتى إذا كانت انطلاقة الشيخ الطاروطي الحقيقية؟

الانطلاقة الحقيقة كانت في مدينة الزقازيق؛ حيث كنت أعيش مع خالي أثناء دراستي بمعهد الزقازيق الأزهري؛ حيث كانت الإذاعة الصباحية قاصرة على "الطاروطي" وارتديت العمامة وعمري 11 سنة، وقرأت بجوار كبار الكتاب أمثال الشيخ سعيد عبد الصمد والشيخ محمد الليثي والشيخ الشحات أنور والشيخ محمد هليل، إلى أن أكملت دراستي وتخرجت من كلية أصول الدين قسم الدعوة الإسلامية بتقدير عام جيد جدًا، ثم عينت خطيبا وإماما بوزارة الأوقاف، ومع كل خطبة فى صلاة الجمعة كانت شعبيتي تتزايد والتحقت بالإذاعة وعمري صغير.

وكنت أصغر قارئ يلتحق بالإذاعة عام 1993 وعمري كان 28 سنة، واختبرت أمام لجنة من أعظم المقرئين في مقدمتهم الشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ والشيخ محمود الحصري، وفزت من المرة الأولى، وبدأت رحلتي إلى أن أكرمني الله بأن حصلت على لقب "كروان القراء"، ومن هنا كان اختيار وزارة الأوقاف لى لأشارك فى بعثاتها القرآنية إلى دول العالم المختلفة لإحياء ليالى شهر رمضان والاحتفالات الدينية.

 

- من وجهة نظرك هل تراجع دور الكتاب في تحفيظ القرآن الكريم؟ 

نعم تراجع.. ومن بعد الكتاب فقدنا أصول اللغة العربية فحافظ القرآن الكريم كان يتعلم أصول اللغة العربية أيضا في الكتاب، والكتاب هو الأصل لكل من أراد أن يحفظ القرآن الكريم، ونحن في وقت قد خلت منه الكتاتيب ما جعل هناك قلة في حفظ القرآن الكريم وحافظ القرآن فى الكتاب هو حافظ مجيد ومقرئ، كما أن جميع أعلام وقراء القرآن الكريم فى الوطن العربى حفظوا القرآن فى الكتاتيتب والكتاب نعمة حرمنا منها وكان فى قريتنا أكثر من سبعة كتاتيب وحاليا أصبح لا يوجد كتاب واحد، وأرجو من الأزهر تقديم الدعم للكتاتيب لأن ذلك سيعود بالنفع على حفظ القرآن الكريم.

- وأيهما أفضل في التحفيظ الكتاتيب أم المعاهد الأزهرية؟

الكتاتيب هي الأفضل فى تحفيظ القرآن الكريم، كما أن الطفل يتعلم فيها الخط الجميل والألفاظ الصحيحة.

- ومتى بدأ صيت الشيخ الطاروطي عالميًا؟

بدأ صيتي عالميًا برحلة قرآنية سنة 1996 بدعوة من المركز الإسلامي في أوكلاند التابعة لولاية سان فرانسيسكو الأمريكية، وتميزت عن غيري من القراء في هذه الرحلة بتفسير الآيات التي أقرأها، والحمد لله أسلم على يدي في هذه الرحلة 10 من الأمريكيين.

ومنذ ذلك الحين توالت سفرياتي كأحد سفراء القرآن الكريم إلى دول العالم المختلفة ففي عام 2000 سافرت إلى إسبانيا بدعوة شخصية لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك بالمركز الإسلامي المعروف باسم مسجد الملك خالد وقمت بإلقاء الدروس الدينية للسيدات بعد صلاة العصر وفي المساء للرجال، وكان ثمرة ذلك أن أسلم على يدي خمس سيدات أصبحت واحدة منهن داعية إسلامية ووهبت نفسها لنشر رسالة الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أسلم على يدي شخص بجنوب أفريقيا.

وفي عام 2001 وعلى مدى 3 سنوات متتالية تم اختياري من وزارة الأوقاف رئيسا لبعثتها إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لإحياء ليالي رمضان هناك، وحصلت على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية البنورية في باكستان، تقديرا لدوري في خدمة القرآن الكريم، وبذلك أكون ثاني قارئ يحصل عليها بعد الشيخ عبد الباسط عبد الصمد.

- كيف تتم معاملة المقرئين خارج مصر؟

نتعامل كسفراء للقرآن الكريم.

- وماذا عن علاقتك بالرؤساء والملوك بمصر والعالم؟

كنت في سلطنة بروناي وقام رئيسها السلطان "حسن بلقيه" باستقبالي رسميا بالمطار تقديرا للقرآن الكريم، كما أن جميع الملوك والرؤساء يقدرون مكانة قراء القرآن الكريم، وسبق وأن قام السيد "هاشمي رفسنجاني" رئيس إيران الأسبق باستقبالي رسميا في المطار سنة 2000، وقال لي: "نحن نقدر قراء القرآن الكريم ونحترمهم واستقبالنا لهم في أرض المطار يعبر عن حبنا لهم"، كما أن الرئيس أحمدي نجاد عندما زار مصر لأول مرة سنة 2012 طلب أن يكون القارئ الشيخ الطاروطي. 

- ما هو التكريم الذي يعتز به الشيخ الطاروطي في حياته؟

ليس بعد تكريم القرآن تكريم لكن هناك تكريمات بشرية كانت عبارة عن أوسمة ونيشيان من عدد من الرؤساء وملوك الدول العربية، وحصلت على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية البنورية فى باكستان، بعد تلاوة سورة يوسف وهذا تكريم أعتز به،ومؤخرا أصبح عدد من شباب القراء الجدد يسافرون إلى باكستان ويدعى أنه حصل على الدكتوراه

اقرأ ايضا :- المفتي: الله اختص مكة بنزول القرآن ومصر بتلاوته

 

- بصفتك عضو تحكيم بالمسابقة العالمية لحفظة القرآن الكريم.. كيف تقيم حفظة كتاب الله؟

نختار على أساس العلم والثقافة والخبرة، وشرفت بأن حكمت في 13 مسابقة داخل وخارج مصر.

- بم تفسر تواجد قراء كثيرين على الساحة دون تمكنهم من قراءة القرآن وأحكامه؟

الفترة الأخيرة انتشر عدد من مقلدى كبار قراء القرآن الكريم دون علمهم بأحكام القرآن وتجويده،وتسببوا فى سحب بساط دولة القراءة من تحت أقدام القراء الحقيقيين والمقلد يظل طول عمره مقلدا لأنه يعيش فى ثوب غيره ولابد من استخراج كارنيه من نقابة القراء للحد من ظاهرة تشويه قراء القرآن، من خلال المتطفلين على موائد القرآن، ولا بد من استصدار قانون لتجريم كل من يقرأ القرآن دون حفظ وعدم درايته بأحكام تجويده، وبعضهم يعتمد على الصراخ والصوت المرتفع دون أن يستخدم الإحساس فى توصيل معانى القرآن الكريم لعقول المستمعين.

- ماذا يقدم الطاروطي لصغار القراء؟

بفضل من الله وجهود ذاتية تحت إشراف وزارة الأوقاف المصرية أنشأت معهد "طاروط لإعداد قراء القرآن الكريم والمبتهلين" والمعهد عبارة عن مبنى به سكن للمغتربين تحت إشراف طبى من أطباء أذن وحنجرة حتى يكون القارئ تحت عناية ورعاية كاملة ويتعلم كيفية القراءة بطريقة صحية بعيدة عن الانفعال وتعليم كيفية إخراج الصوت من خلال دراسة علمية فى فن تجويد القرآن.

- ما الأصوات المحببة التي يحب أن يستمع لها الشيخ الطاروطي من القراء؟

أستمع دائما لقراء الرعيل الأول من الأصوات النادرة، أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمد الليثي والشيخ راغب غلوش وهؤلاء العمالقة لن يعوضوا ونحن نسير على خطاهم.

- هل الموهبة وحدها تكفي الشخص أن يكون قارئا للقرآن الكريم؟

الموهبة وحدها لا تكفى لابد أن يحافظ على موهبة الصوت الجميل بتعلم كيفية قيادة الصوت والتعامل معه بحرفية وهذه أمور لابد من اكتسابها وتعلم كيفية التنقل بين المقامات الموسيقية.

- هل توجد سورة محببة لقلبك تحب أن تقرأها في الحفلات الدينية والمآتم؟

بخصوص اختيار سورة معينة من القرآن الكريم أرى أن الصوت الجميل والموهبة لا تعوقه أي سورة في القرآن، وأغلب المستمعين يحبون سورتى "يوسف" و"مريم".

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة