السبت، 11 ديسمبر 2021 - 11:29 م

رصدت كاميرات فيديو بعض الغواصين الذين يتتبعون الحياة المائية للتعرف على خبايا الأسماك والبحار، مخلوقًا غريبًا ضخم يتجول وحكيت عنه الكثير من الأساطير والقصص التي يستحقها بجدارة، حاملا معه قلبًا هائلًا هو الأضخم في العالم الذي قد يصل وزنه إلى 180 كيلوغراما، لكن هذا المخلوق لحسن الحظ ما زال يعيش على كوكبنا الأزرق.

يتراوح وزنه من 100 إلى 150 طنا، أي أكثر من 340 فيلا، وبحجم أضخم من أي ديناصور عرفه كوكبنا الأزرق منذ الأزل، وما زال هذا العملاق الأسطوري الذي يصل طوله إلى 30 مترا، أي كبناء ضخم من 10 طوابق، يتجول صامتا في أرجاء كوكبنا إلى هذا اليوم، بحسب مجلة "nationalgeographic.

وسمي بالأسطورة لأنه الوحيد الحقيقي على كوكب الأرض الذي يتميز بقلباً فريدًا وكل تلك المعلومات التي قد تصدم الكثيرين اليوم، هي حقيقة ومن صفات الحوت الأزرق العظيم، الحوت الذي حكيت عنه الكثير من القصص والحكايات، لكنه في الحقيقة، استحقها بجدارة، فهو يتربع على رأس أضخم مخلوقات الأرض.

وهذه الكتلة الحية الهائلة وضع بها الخالق عضوا فريدا أيضا، وهو القلب الأضخم على الأرض، والذي يصل وزنه إلى حوالي 180 كيلوغراما، أي أضخم من رجلين بالغين أو ثلاثة رجال من أصحاب الوزن الخفيف.

ويتكون قلب الحوت الأزرق من 4 حجرات ضخمة، متساوية الكتلة، تعمل كمضخة "من العيار الثقيل" تضخ الأوكسجين إلى جميع أجزاء جسم العملاق الأزرق كل 10 ثوان، بحسب التقرير المنشور في مجلة "nationalgeographic" المتخصصة في عالم الحيوان.

بإلاضافة أن صوت القلب يصل إلى 3 كيلومترات، وتتميز نبضات قلب الحوت الأزرق بصوتها العالي، حيث يمكن سماعها على بعد 3 كيلو مترات تقريبا في أجهزة السونار، وتستطيع مع قوتها هذه ضخ حوالي 220 لترا من الدم كل 10 ثوان تقريبا.

وهو الأمر الأكثر إثارة حول قلب الحوت الأزرق، وهو نبض قلبه يختلف بين السطح وقاع المياه، حيث ينبض حوالي 25 إلى 35 نبضة في الدقيقة عند سطح الماء، لكنه ينبض من 4 إلى 8 نبضات فقط في الدقيقة، عند الغوص على مسافات عميقة بحثا عن الطعام.

وتسمح هذه العملية للحوت الضخم بتقليل مقدار عمل القلب مع الاستمرار في توزيع الدم في جميع أنحاء الجسم بشكل متساو مع تخفيف الطاقة المهدورة والأوكسجين إلى أقل حد في الأعماق التي تشهد درجات حرارة منخفضة وباردة جدا وإطالة مدة الغوص.

كما وجدت إحدى الدراسات التى أفادت بأن الحوت الأزرق يخفض عدد نبضات قلبه إلى من 2 إلى 4 نبضات فقط، وهو إجراء صارم جدا ومثير للدهشة، ويزيد الحوت عدد نبضاته لتصل 25 إلى 37 نبضة في الدقيقة، ويعتقد العلماء أن طريقة نبض قلب الحوت هذه ناجمة عن أن قلب الحوت يعمل ضمن حيز فيزيائي جسدي يسمح له بزيادة عدد النبضات.

 لكن لا يسمح له بتسريع وتيرة النبضة في حد ذاتها، لكن قدراتها هذه منحتها إمكانية الغوص لفترات طويلة جدا لا يستطيع حوت آخر تنفيذها، حتى الحوت الأحدب، بإلاضافة أنه يمتلك شبكة شرايين وهي الأضخم من نوعها في العالم، حيث يبلغ قياس الشريان الأورطي أكثر من 9 بوصات، تؤمن عملية توزيع سلسة إلى كامل هذه الكتلة التي تمتد لمسافة 30 مترا.

كما أن صغير الحوت الأزرق يشرب 150 جالون حليب يوميا وتطرقت المجلة إلى صغار الحيتان الزرقاء أيضا، والتي تولد هي الأخرى عملاقة، وتستهلك حوالي 150 جالون من الحليب يوميًا، لكي تؤمن لها إمكانية نمو فريدة تبلغ حوالي 200 رطل يومياً في عامه الأول.

ويحتاج الحوت الأزرق البالغ إلى حوالي 8 آلاف رطل من أسماك الكريل يوميًا لكنها قادرة على الصيام لأشهر خصوصا في فترات الهجرة حيث يستهلك فيها الدهون المخزنة في جسده العظيم.