هذا الاعلام المأجور يسارع بشن حرب تشويه السمعة ضد الدول التي تنجح في شن هجماتها ضد عناصر الارهاب

الرئيس  الأمريكي الأسبق بوش الصغير.. هو صاحب الفضل في الاطاحة بكل القيود التي تحد من حركة الدولة التي تحارب الإرهاب.. وقال في ٢٩ ديسمبر ٢٠٠١ ان الحرب ضد الإرهاب هي حرب بلا حدود ولا ميادين قتال.. فنحن نحارب الإرهاب حينما وجد.. مختبئا أو متخفيا أو سائرا علي قدمية أو فوق سفينة أو طائرة.. أو جالسا يفكر ويخطط مع بعض أعوانه.
وبوش الصغير هو صاحب الفضل في وضع تعريف للحرب ضد الإرهاب عندما قال: «إننا عندما نستخدم كلمة الحرب التي تسبق كلمة الإرهاب.. فنحن لا نستخدمها من قبيل استخدامنا كلمة الحرب ضد المخدرات.. أو نهبط بها لمستوي المخدرات.. وانما نحن نعني بكلمة الحرب.. انها حرب لا تحكمها قوانين متعارف عليها ولا جيوش نظامية.. ولا قواعد تحكمها منذ عرف الإنسان الحروب.. وبالتالي فإننا في حاجة لمنح الدول التي تحارب الإرهاب بعض السلطات الاضافية مثل قتل المشتبه فيه بلا محاكمة to kill suspects without trial  ورميه بالرصاص دون الحاجة لمحاكمته.. لان قوانين السلم تختلف عن قوانين الحرب.. بما يعني ان التصرفات الحكومية التي تدان عادة في الظروف العادية.. لا تدان في ظل الحرب ضد الإرهاب.
ويري كينيت روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومان رايتس ووتش في مقاله المنشور بمجلة «السياسة الدولية» بتاريخ يناير ٢٠٠٤.. ان من حق رجل الشرطة اطلاق الرصاص عند الضرورة لمواجهة أي تصرف يهدد حياته.. حتي ولو لم يستخدم الإرهابي السلاح بالفعل.
وقال الرجل الذي يشن الحرب.. علي مصر.. هذه الأيام.. ان القوانين المتعلقة بحقوق الإنسان اثناء السلم يختلف عن تلك القوانين أثناء الحرب وسواء القي القبض علي المتهم بعد اطلاق الرصاص عليه.. أو بدون اطلاق الرصاص.. فإن في حق الدولة اعتقاله بدون محاكمة إلي أن ينتهي القتال.. وتستقر الأحوال.
ويقول كينيت روث انه قد حدثت خلال السنوات الاخيرة عدة تطورات علي القوانين الدولية لحقوق الإنسان.. أقرتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف.. فيما يتعلق بالاعتقالات الرسمية official custodian  .. والتي تضع في الحسبان لأول مرة.. درجة.. وشراسة العداء.. كان تضع العمليات التي لا تدخل بشكل مباشر ضمن العمليات الإرهابية.. في اطار الاعمال التي تندرج تحت تعريف الإرهاب.. ومن بينها معاقبة الخلايا النائمة عن جرائم تم ارتكابها في الفترة التي اعتبرت خلالها من العملاء النائمين sleeper agents والخلايا النائمة.
ويمضي كينيت روث في مقاله إلي أن الولايات المتحدة اعتقلت عددا كبيرا من الخلايا النائمة التابعة لتنظيم القاعدة ونقلتهم إلي اندونيسيا وباكستان وتايلاند.. ليس من اجل المحاكمة.. وانما من اجل الاستجواب والحصول علي معلومات.
وبالتالي فإن واشنطن لم تحاكم اعضاء الخلايا النائمة بناء علي القوانين السائدة والسارية والمعروفة سلفا.. بل لم تحاكمهم.. امام رجال القانون.. وانما اسندت مهمة الاستجواب لرجال امن تخصصوا في معرفة التفاصيل الدقيقة لطبيعة الجماعات الإرهابية.. للسبب نفسه.. وهو اننا في حالة حرب ضد الإرهاب.. وكل شيء مباح.. ولا غبار عليه.
صحيح أن كينيت روث ومن هذه الحالة في مقاله بأنها «نموذج سييء» bad example الا ان دلالة المعني تشير إلي ان حالة الحرب ضد الإرهاب.. هي حالة استثنائية وفريدة.. تسمح باستخدام كافة الاسلحة المتاحة.. بعيدا عن القانون.. لاننا بصدد جرائم ترتكب ضد الانسانية.
ولا أود في هذه العجالة.. الاشارة لمزيد من الامثلة التي جاءت بمقال كينيت روث.. لا تنقل إلي الوجه الاخر من العملة.. وهو الاستخدام الانتقائي لقضية حقوق الانسان.. عند تناول الشركات العاملة في مجال الاعلام لقضايا الارهاب.
لم يعد سرا ان يقال ان المنظمات الارهابية الكبري.. باتت تستخدم العديد من وسائل الاعلام العالمية.. لتشويه سمعة الدول التي تشن الحرب علي  الارهاب المرتبط بالمشروع الامريكي الخاص باعادة تفتيت دول الشرق وتحويلها لدويلات تخضع للسيادة التركية.
هذا الاعلام المأجور يسارع بشن حرب تشويه السمعة ضد الدول التي تنجح في شن هجماتها ضد عناصر الارهاب.. تحت ذريعة الدفاع عن حقوق الانسان.. ولا يتحدث عن ضحايا الارهاب.. والاطفال الذين يجري تشريدهم علي مدار الساعة.. والعائلات التي تفقد عائلها اثر عملية ارهابية تتسم بالندالة المفرطة.
والنماذج التي تصادفها كل يوم لا تقع تحت حصر.. وسوف تظل لغزا من الصعب فهم مدلوله.. ربما لسنوات طويلة قادمة.. ولعل اقرب الاسئلة هو ما حدث عندما تمكنت قوات الامن بمنطقة السادس من اكتوبر من تصفية ٩ قيادات بجماعة الاخوان.. بعد ان رصدت قوات الامن تحركات قيادات الجماعة لتنفيذ اعمال ارهابية.. وتمت متابعتهم إلي أن اجتمعوا داخل فيلا بحي البشاير بمدينة ٦ اكتوبر وبحوزتهم مواد متفجرة واسلحة.. وتبادلوا اطلاق النار مع قوات الامن بمجرد اقتراب الحملة الامنية لمكان الحادث.. وتم ضبط عدة أسلحة ومواد متفجرة.. وقائمة اغتيالات لعدد كبير من الشخصيات.
وخرجت في بلدنا بعض الاقلام.. مستخدمة كافة الوان المساحيق اللغوية للدفاع عن حقوق العصابة الاجرامية.. وبدأت تترامي إلي مسامعنا.. اصوات المواويل التي تتغني بحقوق الانسان.. وتصيب البسطاء من ابناء وعائلات ضحايا الارهاب بالغثان من فرط دعاة الكلام الفاضح الذي لا يمكن أن يمت لاي منطق أو دين أو ملة أو الحد الادني من التربية الانسانية.
وتبدأ المواويل.. كما يحدث كل مرة بأصوات الربابة التي تمهد لانسياب الدموع.. قال احد الزملاء انه يعترض بقوة علي واقعة تصفية القيادات الاخوانية التسعة اثناء اجتماعهم في شقة بمدينة ٦ اكتوبر.. لان المفترض ان الشرطة داهمت ؟؟ للقبض عليهم.. وليس لقتلهم مباشرة.. حتي ولو قاوموا بالسلاح!!
ومعني الكلام ان جندي الشرطة الذي يؤدي واجبة الوطني وعمله وفق القوانين واللوائح.. عليه ان ينتظر طلقات المدافع الرشاشة التي توجهها له العصابة التي تسيل الدماء من هول افاعيلها طوال تاريخها كله.. في الوقت الذي تنص فيه قواعد مكافحة الارهاب في امريكا علي قتل المشتبه فيه بدون محاكمة to kill suspects without trial.
اختصار الكلام.. اننا نخوض حربا شرسة ضد الارهاب.. وفي كل يوم يسقط في صفوفنا الشهداء والأبرياء الذين يدافعون عن الوطن والشرف والكرامة.. ولن توهن من عزائمنا احداث المواويل التي تتحدث عن حقوق الانسان.. وهي لا تمت لحقوق الانسان ولا للانسانية بأدني صلة.