محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب


6 شهور من العذاب.. محمد عبدالوهاب والحب من أول نظرة

حاتم نعام

الأحد، 12 ديسمبر 2021 - 07:48 م

ذات مرة كتب موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب عن نفسه وأول قصة حب له من أول نظرة، متحدثا فيها بطلاقة عن كل مشاعره وما دار فيها وكان ذلك في عام 1938.

 

وقد نقلت مجلة آخر ساعة عن عبدالوهاب قوله: بينما كنت أسير ذات ليلة على (بلاج) فندق سان استفانو في ذلك الطريق الغريب الذي هو كعبة المصطافين في الإسكندرية حيث تقابل كل الوجوه وتستعرض كل الأشكال والأصناف وكنت أسير مع بعض الأصدقاء نتحدث في كل شيء إلا الهوى والغرام وفجأة مرت بنا فتاة اجتمعت فيها كل أحلامي وآمالي في المرأة وكيف تكون بل كان خيالي الواسع أضيق من ذلك الخيال العظيم الذي نظمها كقصيدة عصماء أو رسمها كالوحة خالدة لفنان مجيد أو ذلك الذي لحنها.

 

اقرأ أيضًا| القبض على استيفان روستي.. والسر إضاءة الأنوار أثناء الغارات 

 

كانت كأنشودة عذبة فيها سحر وفيها روعة وفيها خيال كانت طويلة القامة خمرية اللون وكان شعرها كستنائي يعبث به هواء اسكندرية العليل وكأن فمها لم يخلق إلا للقبلات، كل أمرأة رأيتها لها عيب ولكنها هي المرأة الوحيدة التي لم أجد لها عيبا كانت تسير كالغزال  وأنا إن كنت لم أر الغزال يسير ولكني اعتقد انه لو رآها الغزال لسار مثلها.

 

وأنا رجل لا أؤمن بالحب من النظرة الأولى ولكني في تلك اللحظة آمنت بأن النظرة الأولى قد تفعل بالقلب ما لا تفعله السنيين والأيام ولم أستطع يومها أن أحادثها ولكنني بحثت ونقبت حتى اهتديت إلى اسمها ورقم تليفونها وعدت إلى بيتي وأنا كالمجنون أو كالنائم أو الحالم أليس الحب هو كل هذه الأشياء.


وجاء الصباح وليته ما جاء وطلبتها في التليفون فردت علي وقلت إنني فلان وإنني معجب بها فكانت باردة في ردها باردة في حديثها وأقفلت التليفون في وجهي دون أن تترك لي قبسا من أمل أو بصيصا من رجاء وحادثتها مرة ثانية وثالثة ورابعة وعاشرة فكانت في كل مرة تزداد قساوة وازداد أنا حبا وولها وغراما.

 

وانقطعت عن محادثتها ولكن قلبي لم ينقطع عن حبها وعشت ستة شهور كاملة أحلم بها وألحن من أجلها وأغني لتسمع صوتي وتعلم أنني أحبها ثم أقبل الشتاء من جديد وبدأ قلبي يحن إلى غرام جديد.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة