مصطفى بط
معرض «القرية والأسطورة» للفنان مصطفى بط:
لوحات ومنحوتات تحلق فى فضاء الفانتازيا
الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021 - 11:10 ص
فاطمة على
تحت عنوان "القرية والأسطورة" استضاف جاليرى "ضى" بمنطقة المهندسين معرض الفنان الكبير مصطفى بط، والذى ضم أكثر من 60 لوحة تصوير إلى جانب 15 قطعة نحتية تُعرض للمرة الأولى.
فانتازيا خاصة أقرب إلى الحلم تغمر لوحات الفنان الذى أخلص طوال تجربته الفنية لتجسيد أجواء القرية بشخوصها وحيواناتها ومعظمها أجواء مسائية، حيث تسبح فوق سقف القرية الليلى أطياف حكائية ممزوجة بالسحر والخيال، ليبدو لمن يشاهد العرض كأنه يستمع لأطياف خافتة وألوان ليلية تغلف اللوحات بحكايات وحواديت الأجداد التى يختلط فيها الواقعى بالخيالى والحلم بالفانتازى، ومن خلالهما يتشكل عالمٌ خاص يسوده الوئام والسلام.
المثير أن الفنان حين أراد إخراج شخوصه من أطُرها الأربعة حيث بيئتها الحاضنة وتجسيدها عبر تشكيل نحتى بالمعدن المؤكسد، خرجت شخوصه حاملة معها شقاءها ووجوهها المُتعبة ليجعلها مجسماً مفرداً يحتضنه فضاء حاضن جديد.
بينما خرجت طيوره وحيواناته إلى العالم المجسم حاملة سحرها الخاص، مثلما خرجت حاملة جينات وجودها الأول فى بيئتها الأولى داخل اللوحة، فمثلما فى لوحاته نشهد توتر الخط والتعقيد بينه وبين المساحة داخل نسيج اللون المختلط نجد ذلك قد انتقل أيضاً إلى مادته النحتية المعدنية الصلبة فأصابها نفس توتر الخطوط، لكن هذا التوتر فى خامة النحت أكسبها حيوية عالية وقيماً جمالية بدت مجسَّدة من جوانب المنحوتة والتى اعتدنا أن نراها فى التصوير ببعدين فقط، فالنحت أثرى وأدهش الرؤية لأعمال الفنان التصويرية.
وأيضاً تظهر منحوتاته مستقلة بكل المقومات التعبيرية، والمتجوِّل داخل الجاليرى يجد نفسه وسط عناصر وشخوص وطيور اللوحات الموجودة على الجدران ليستشعر أنه يرى ظلال عالم اللوحة مجسداً بكل تضاريسه التعبيرية الكاشفة عما بكائناته وشخوصه من معاناة، وربما الاستشعار بمدى روعة تجربة الاستقلال عن اللوحة.
تجربة الفنان مهمة للغاية فى الجمع بين التصوير والنحت عبر هذا التجاور والتقابل المتباين بين عناصر اللوحة، وقد تحولت لمنحوتة يمكن لمسها باليد آتية من عالم تغمره البراءة والفانتازيا، لتزداد تألقاً فى إقامتها مستقلة عن بيئتها الحبيسة.
وبالفعل نالت الكثير من عناصر وشخوص وطيور مصطفى بط حريتها بذلك الاستقلال المدهش الذى تكامل وأثرى الإبداع داخل المعرض، وكأن الفنان فى موضوع واحد عالجه بطريقتين إحداهما سيريالية والأخرى تعبيرية ليتكاملا بشكل مدهش بما كشفا عن قدرات مصطفى بط الإبداعية، خاصة بما عمَّق وجودها بعرضها إلى جوار اللوحات وأمامها ليتمكن المشاهد من لمس العالم السحرى للفنان، كما
أنه حقق أيضاً عُمقاً لمعايشة المشاهد فى حرية التجول بين عالمين يتناغمان ويردد أحدهما صدى وجود الآخر.
خبرة هامة وعرض هام للغاية لعالم الفنان مصطفى بط الذى يزخر بالبراءة والطبيعة معبراً عن بيئة قريته الأشبه بحلم خيالى فانتازى.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة