د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


يوميات الأخبار

هجمة شرسة.. لابد من وقفة !

محمد حسن البنا

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021 - 05:12 م

«الاستخدام المفرط لهذه التقنية يمكن أن يورث مشكلات، قد تصل فى بعض الحالات إلى الاكتئاب، وعمل حوادث، بل وحتى الموت»

تتعرض بلادنا لهجمة شرسة، تستهدف ضرب استقرارها. من هنا لابد من وقفة. وأذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسى نوه الى أهمية الاصطفاف خلف القيادة السياسية والحكومية.

وهذا ليس بغريب على الشعب المصرى، الذى يعشق وطنه. لا يمر يوم إلا وشائعة هنا وأخرى هناك، خاصة بعد أن تم بحمد الله تصفية البؤر الإرهابية التى زرعها إخوان الشياطين قبل أن يفروا من مصر. وتمكنت قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة من تطهير جحور الجرذان. اليوم ننظر إلى سيناء، مثلا، شىء آخر، تنمية وتعمير. ننظر إلى مختلف أنحاء المحروسة فعلا جمهورية جديدة تتألق فى إقليمها العربى والأفريقى..  وهذا لا يعجب الشياطين ففى كل يوم يخترعون الشائعات لتعطيل مسيرة البناء والتعمير. وما حكاية التسريب الصوتى التى فضح بها المارق المدعو الشيخ عبد الله رشدى وتزويره لمكالمة تليفونية مزورة ونسبها الى مستشار بالرئاسة، إلا واحدة من الأساليب القذرة التى يتوهم بأنها مصدقة لدى المواطنين. ومن العجب أن هذا الأسلوب القذر يخرج من شخص من المفترض أنه قرأ كتاب الله وفهم أن المزور خالد فى قاع جهنم.

والحمد لله أن فندت السلطات هذه الوشاية بالأدلة والبراهين.
 وللأسف، يساعد فى انتشار الشائعات، الاستخدام السيئ لشبكات التواصل الاجتماعى. وأتذكر دراسة لمؤسسة «جلوبال ويب إندكس» البحثية فى لندن، تمت على نحو 1,8 مليون شخص، توصلت إلى أن الوقت الذى يقضيه المستخدمون على منصات التواصل الاجتماعى على مستوى العالم ارتفع بنحو 60 فى المئة فى المتوسط على مدى السنوات السبع الأخيرة. حيث قامت بتحليل بيانات من 45 من أكبر دول العالم فى «أسواق الإنترنت»، ورأت أن الوقت الذى يكرسه كل شخص لمواقع التواصل الاجتماعى أو تطبيقاتها ارتفع من 90 دقيقة يوميا عام 2012 إلى 143 دقيقة فى الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019. بالطبع تضاعف الآن. وأن هناك تفاوتا كبيرا فى الاستخدام على المستويين الإقليمى والوطنى. فى أمريكا اللاتينية، حيث أكبر عدد من مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى عالميا، يبلغ متوسط الوقت المنقضى يوميا 212 دقيقة. فى المقابل فإن المعدل الأدنى إقليميا فى الوقت المنقضى على وسائل التواصل الاجتماعى هو فى أمريكا الشمالية (116 دقيقة). ويتصدر الفلبينيون قائمة الشعوب التى تقضى أكثر الأوقات على وسائل التواصل الاجتماعى، بمعدل 241 دقيقة يوميا، مقارنة بـ 45 دقيقة فقط فى اليابان.

تشيس باكل مدير قسم الإتجاهات الرئيسية لدى جلوبال ويب إندكس قال: «بات مستخدمو الإنترنت يقضون أكثر من ست ساعات على الشبكة يوميا، وثلث هذا الوقت مكرّس لوسائل التواصل الاجتماعى.

إدمان الشبكات
 يقضى المستخدم العادى فى الصين الآن على مواقع التواصل الاجتماعى 139 دقيقة يوميا، بزيادة 19 دقيقة مقارنة بالعام الماضى 2018. أما فى السعودية فقد زاد معدل زمن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى 14 دقيقة، وفى تركيا كانت الزيادة 13 دقيقة. فى آسيا، مشهد وسائل التواصل الاجتماعى مختلف، فثمة تطبيقات رائجة جدا تحظى بشعبية، وهى تطبيقات للتواصل الاجتماعى تتجاوز الدور الذى تقوم به هذه المنصات بالمفهوم الغربى. وعبر هذه التطبيقات يتسنى للمستخدمين التواصل مع أصدقائهم والقيام بمهام أخرى كثيرة كدفع فواتير، وحجْز غرف فى فنادق، واستدعاء سيارة أجرة، ودفع ثمن سلع فى متاجر. وخاصة الفئات العمرية بين 16 و24. وتقضى هذه الفئات أوقاتا أكثر من غيرها يوميا على الإنترنت. هذه الفئات استخدمت وسائل التواصل الاجتماعى يوميا بمعدل 180 دقيقة على الأقل عام 2018. وكلما كانت الفئة العمرية للسكان فى دولة ما أصغر، زاد معدل الوقت المنقضى فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فى تلك الدولة، ولهذا فإن دول الأسواق الناشئة تتصدر هذا المضمار.

مشكلات صحية
 يحذر الخبراء من أن قضاء وقت أطول على وسائل التواصل الاجتماعى على الشاشات مرتبط بسلسلة من مشكلات الصحة النفسية. تقول آشلى وليامز، الباحثة فى كلية هارفارد للأعمال: «بحسب الدراسة فإن الأشخاص الذين يقضون وقتا أطول فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى هم أقل سعادة. وإن الاستخدام المفرط لهذه التقنية يمكن أن يورث مشكلات، قد تصل فى بعض الحالات إلى الاكتئاب، وعمل حوادث، بل وحتى الموت».
كشفت دراسة أجريت فى جامعة بنسلفانيا أن قَصْر استخدام وسائل التواصل الاجتماعى على 30 دقيقة فى اليوم أثمر عن «تراجع ملحوظ فى معدلات الشعور بالوحدة والاكتئاب»

أتمنى أن تكون لدينا دراساتنا الخاصة حول قضايا الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى. كما أتمنى أن يكون للسلطات المصرية الدور الأكبر والحاسم فى الآثار الضارة لهذه الوسائل الإليكترونية على شبابنا وبناتنا ومجتمعنا وأمننا القومى.

عام الرمادة
 تقول ابنة الصدِّيق أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنهما وأرضاهما: مرَّ علينا عام الرمادة فى عهد الخليفة الفاروق عمر رضى الله عنه وأرضاه جاع فيه الناس وفى بيتى تميراتٌ قليلة، فركنت إلى قيلولة وقتَ الهجير، وبينما أنا نائمة استفقتُ على صوت جلبةٍ عظيمة تعالت فيها أصواتُ الناس ونظرتُ إلى السماء فلمحتها حمراء وقد زاد الهَرَجُ والمَرَج ، فقلتُ لجويريةٍ عندى اذهبى وانظرى لى  ما يجرى واستعجلينى الخبر.. وبعد برهةٍ عادت الجارية تخبرنى بأن قافلة لعبد الرحمن بن عوف (رضى الله عنه) وقوامها سبعمائة بعير عادت من الشام محملة بالسمن والبر والزيت والزبيب والخل والكساء وبضائع أخرى كثيرة، فقلت ولمَ هذه الجلبة ؟ قالت يتفاوض التجار على شرائها فيدفعون فى البضعة الضعفين والثلاثة وعبد الرحمن بن عوف لا يبيع !! فقلتُ والله لئن صدفته لأقرِّعَنَّه على فعلته، لقد فسد أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) بعد محمد.. وبعد ساعة زمانية طُرِقَ بابى فقالت الجارية بأن عبد الرحمن بن عوف بالباب ويريدك !! فقلت لقد ساقه الله إليَّ وجاءنى برجليه فوالله لأقرِّعَنَّه.. فتحاملتُ على نفسى وقرِبت الباب وعليه حجاب، وقلت نعم يا بن عوف ؟ فقال أتذكرين يا ابنة الصديق حديث رسول الله عنى حين قال: ندخل الجنة ويتخلف عنا عبد الرحمن بن عوف - يُحاسَبُ على ماله - ثم يدخلها حبواً، عسى الله أن يطلق ساقيه ؟ قلت نعم أذكره، قال إن هؤلاء القوم يدفعون لى فى البضعة خمسة أضعاف وأنا لا أبيع، فهممت أن أقاطعه لأعاتبه وأدعوه إلى الشفقة واللين بحال المسلمين لكنه استرسل قائلا: أتسمعيننى ؟ قلت نعم أسمعك، قال فقلت لهم هناك من يدفع لى أكثر لعلمى بأن الحسنة بعشرة أمثالها فأخبرتُ أبا حفص عمر (رضى الله عنه وأرضاه) أن يوزعها على أهل المدينة ومَن حضر (فى سبيل الله) وإنى أشهدتُ الله وأشهدت عمر وأشهدتُ ابن أبى طالب (كرم الله وجهه) وأشهدك على ذلك، فعسى أن يطلق الله ساقيَّ، ومضى!!.. تقول السيدة عائشة: فوالله ما بات ليلتها فى المدينة جوعان..!!

الشيخ الطيب
 مولانا الإمام الدكتور أحمد الطيب يواجه سبا وقذفا من بعض الشرذمة. ولا يعلمون أن الطيب ابن الطيبين، وأنه الأكرم ابن الأكرمين. قصة هذا الرجل تعد نموذجا نفتخر به بين الأمم. فهو يخدم نفسه فى شقته بالقاهرة وأسرته مقيمة فى قرية القرنة بالأقصر. ولا يتقاضى أى أجر نظير عمله كشيخ للأزهر. تنازل عن راتبه ويعمل لخدمة دين الله عز وجل. من أجمل ما قرأت عنه أنه حفيد المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن بيت علم ودين ووالده أحد الأولياء الصالحين. استطاع أن يجعل الاعتمادات المالية للأزهر مستقلة عن وزارة المالية والتى كان يوسف بطرس غالى وزير المالية آنذاك يرفض ويمسك يده على ميزانية جامعة الأزهر. وأنه استقال من الحزب الوطنى حينما تولى مسئولية الجامع الأزهر حتى يكون شيخاً للإسلام ولا ينتمى لأى حزب أو جماعة. وأنه فضل أن يستمر قاضيا عرفيا ويقيم الجلسات العرفية التى قد ينتج عنها ثأر وتحل المشاكل بكلمة واحدة من الشيخ الطيب. وأنه رغم أنه شيخ الأزهر وشيخ الإسلام ومفتى الديار يقبل يد شقيقه الأكبر سماحة الشيخ محمد الطيب شيخ الطريقة الخلواتية وخليفة والدهم العارف بالله الشيخ الطيب..  عندما درس فى فرنسا فإن العائلة التى كان يقيم عندها استغربت من قيامه لأداء صلاة الفجر ووضوئه فى البرد وحينما سألوه عن ذلك وشرح لهم الصلاة والإسلام ووجدوا فيه أخلاق الإسلام اعتنقت هذه العائلة الإسلام وجاءت إلى مصر وساعدهم الشيخ الطيب فى الإقامة وأوجد لهم فرص عمل وهم الآن من عشاق أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم. وأن ساحة الشيخ الطيب بالقرنة بالأقصر تستقبل آلاف السياح وتستضيفهم وأحيانا يكلمهم الشيخ الطيب عن الإسلام لإجادته الانجليزية والفرنسية مما تسبب فى إسلام الكثير منهم.. حفظ الله شيخنا وبارك فى علمه

ضمير الوطن
أعجبتنى المجلة الجديدة التى أصدرتها هيئة الرقابة الإدارية. وقد اختارت اسما جميلا للمجلة «ضمير الوطن». هى مجلة بحثية علمية ثقافية، تهتم بموضوعات الرقابة ومكافحة الفساد، وأيضا مقالات فى الثقافة والسياسة والاقتصاد.. لفت نظرى مقالات المجلة وتبويبها وتنوعها. وأعجبنى بحكم التخصص مقال الصديق العزيز الدكتور طارق الحصرى عن حوكمة المؤسسات العامة. كما كتب رئيس هيئة الرقابة اللواء حسن عبد الشافى عن رؤية قائد وإرادة شعب. وقد كتب فى المجلة لفيف من الخبراء والمتخصصين. تمنياتى بالتوفيق للقائمين على المجلة التى تشرف عليها الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد.
ابتسامة !
منار على: مش قادرة استوعب ازاى مكياج عروسة ٤٠٠٠ج  ودهان الشقة بالسلم ٣٠٠٠ج !!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة