جزيرة الأشباح
جزيرة الأشباح


جزيرة الأشباح.. هنا انتهت حياة 140 ألف إنسان حرقا

هناء حمدي

السبت، 18 ديسمبر 2021 - 01:07 م

من لا يتمنى أن يعيش في جزيرة مليئة بالأشجار والمناظر الطبيعية الخلابة والهدوء الذي لا مثيل له، يستيقظ كل يوم على أجمل المشاهد ، فيجد مياه البحر والسماء الصافية في مشهد يخطف القلوب وسط تنوع طبيعي لا يتواجد إلا على أرض الجزر وخاصة إذا كانت جزيرة إيطالية فريدة ولكن لا تقترب جزيرة الموتى فالأشباح تلاحقك وجمال الطبيعة لا ينقذك فسيرك على أرضها يعني وقوفك على مئات الأرواح التي حرقت على أرضها.

"بوفيليا" أكثر الجزر الإيطالية المشهورة برعبها والمهجورة رغم جمالها تقع هذه الجزيرة والتي تبلغ مساحتها 18 فدان بالقرب من سواحل مدينة البندقية لتصبح من أكثر الأماكن الملعونة في العالم وذلك لاستخدمها قديما كمنفى لأصحاب الأمراض العقلية ومحرقة لمرضى الطاعون، فعلى أرضها تم إنهاء حياة أكثر من 140 ألف إنسان حرقا بسبب إصابتهم بالمرض الأسود.

ومن ماضيها المرعب اكتسبت "بوفيليا" سمعتها المخيفة والتي بدأت مع انتشار مرض الطاعون الدبلي في كافة أنحاء أوروبا بشكل كبير.

في عام 1346 أعلنت السلطات ضرورة فصل المرضى عن الأشخاص الأصحاء لتأتي فكرة الحجر الصحي وتعلن معها أن أفضل أماكن الحجر هي جزيرة "بوفيليا" ومع استمرار انتشار المرض بشكل كبير امتلأت الجزيرة بالمرضى فكان يتم القبض على أي شخص يشتبه في إصابته ونفيه إلى الجزيرة.

اقرأ أيضا| اليوم العالمي للغة العربية: العربية هي اللغة المنفردة على سائر اللغات

وعلى مدار 7 سنوات من انتشار المرض أصبحت الجزيرة مكان موبوء لا يخرج المرض منه فقررت السلطات ضرورة التخلص من المرضى وتم إعداد محارق عملاقة استعداد لحرق المرضى للقضاء على الوباء بشكل نهائي حتى تم حرق ما يزيد عن 140 ألف مريض على أرض "بوفيليا " بمعدل 500 شخص يوميا حتى أصبح الرماد البشري يكون 50% من تربة الجزيرة.

ولم يتوقف ماضي الجزيرة المرعب عند هذا الحد فبعد مئات السنين تم استخدمتها من قبل نابولي كمستودع لتخزين الأسلحة حتى اندلعت المعارك على سطحها لتستقبل أرضها مزيد من الموتى وأخيرا وفي الفصل الأخير من ماضيها المرعب في القرن الـ 19 تم استخدامها كمنفى مرة أخرى ولكن ليس لمرضى الطاعون ولكن لأصحاب الأمراض العقلية.

حيث بنيت السلطات مصحة نفسية على أرضها لتكون منفى لهم ومع كل يوم كان المرضى يدعون وجود أشخاص أخرى معهم على الجزيرة فاشباح الموتى تطاردهم ولكن لم يتم في البداية تصديقهم فهم مرضى نفسيين ومتوقع هذا الأمر منهم ولكن مع تأكيدات الموظفين والأطباء تحول الشك إلى يقين فادعى الموظفون أنهم سمعوا صرخات الموتى ورأوا أشباح تتجول بداخلها و قرروا الهروب من لعنتها ومن انتقام الموتى.

وفي عام 1922 قرر طبيب متخصص في جراحة المخ استمرار قصص التعذيب على أرضها فاتخذها مركزا لإجراء تجاربه على المرضى من خلال استخدام طريقة حفر يدوية بدائية والتي تتضمن إحداث ثقب في الجمجمة وصولا إلى الدماغ في تجربة تعذيب جديدة اضافت للغز الجزيرة الملعون أرواح منتقمة أخرى.

وعلى مدار سنوات طويلة حاولت السلطات استغلال الجزيرة حتى من خلال بيعها ولكن لم يتجرأ أحد على الاقتراب منها ومن يفكر في الوصول إليها لاستخدامها كان يهرب من اشباحها مستسلما لرعبها حتى تحولت إلى أكثر بقاع الأرض رعبا وأصبح الاعتقاد السائد عن هذه البقعة أنها "ملعونة يجب تجنبها بأي ثمن".


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة