طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

تسونامى الدلتا

طاهر قابيل

الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021 - 07:19 م

بدأ العالم يهتم بظاهرة تغير المناخ بمؤتمر «استوكهولم» فى بداية السبعينيات من القرن الماضى.. شد الإنتباه لتلك الظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض والمياه بالبحار والمحيطات وتوقعات بغرق مناطق ساحلية منخفضة ودلتا الأنهار.. والتأثير على مخزون المياه الجوفية وجودة الأراضى وانخفاض إنتاجية بعض المحاصيل وزيادة شدة موجات الحر والبرد.. وتذبذب سقوط الأمطار وذوبان الثلوج والتخوف من اختفاء بعض الكائنات الحية وانتشار سوء التغذية والأمراض.


يتوقع الخبراء تراجع تدفقات مياه الأنهار ومنها «نهر النيل» بدرجات متفاوتة مما يجعل من الضرورى أن نطبق أساليب فعالة للتعامل مع الزراعة وتوليد الطاقة الجديدة والمتجددة وتأثر الدلتا والسواحل بالارتفاع فى مستوى مياه البحر مما يؤدى ذلك من خسائر بالأراضى الزراعية واختفاء بعض المحاصيل وغرق أجزاء من رمانة وبورفؤاد والقنطرة والمطرية والمنزلة ودمياط وفارسكور وبلطيم والحامول وسيدى سالم وإدفينا ورشيد ودمنهور وكفر الدوار وأبو قير وأبو المطامير أو ما يطلق عليه «تسونامى الدلتا».


رغم كل ما قيل عن تآكل السواحل الشمالية إلا أنه حتى الآن لا يتوقع أحد حجم المساحة التى سوف تغمرها مياه «المتوسط ».. إلا أن منظمة «جيولوجية» أمريكية حددت أن أجزاء من محافظات بورسعيد والإسماعيلية ودمياط والشرقية والدقهلية وكفر الشيخ والإسكندرية والبحيرة ستغمرها المياه بمعدلات متفاوتة حتى عام «2100» لتتراوح المساحات ما بين 20 و40 كيلومترا وخاصة أن ارتفاع الدلتا لا يزيد حاليًّا عن مستوى سطح البحر إلا مترا واحدا وتنخفض التخوم البحرية بها بمعدل ما بين 4 و8 ملليمترات فى السنة بسبب «الحركات التكتونية» وتوقف إضافة رواسب جديدة من أعالى نهر النيل للتربة وإعادة تغذية الهامش الساحلى الذى تآكل بفعل الأمواج والتيارات البحرية.


حسنا فعلنا باتخاذنا خطوات جادة للحفاظ على البيئة وتنطيم مؤتمرعن المناخ بالأزهر الشريف واعتمادنا على الطاقة الجديدة والمتجددة من الرياح والشمس والمياه.. فالإسراف فى استخدام «الذهب الأسود» يضر بصحة الإنسان وبخصوبة التربة ويزيد من الاحتباس الحرارى ويؤدى لارتفاع منسوب البحار والمحيطات وجفاف الأنهار.. وقد أصبح التراجع فى الحفاظ على البيئة خطراً يهدد ساحلنا الشمالى وزوال الحياة بالدلتا لتغلب البحرعلى جزء مهم من رقعتنا الزراعية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة