جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

فى عيد النصر..

جلال عارف

الأربعاء، 22 ديسمبر 2021 - 05:51 م

كانت المدينة الصامدة تعيش على أعصابها وهى تترقب لحظة إعلان النصر وخروج آخر جنود العدوان المهزوم. كنا داخل بورسعيد نتابع تسلم القوات الدولية للمواقع الرئيسية من قوات العدوان المهزوم التى تستعد للخروج الأخير، وفى نفس الوقت تتلقى ضربات الوداع من المقاومة الوطنية التى لم تتوقف عملياتها منذ بداية العدوان.

وفى مثل هذا اليوم «٢٣ ديسمبر» كان الموعد التاريخى. قبل طلوع الصباح تسللت آخر سفنهم تحمل آخر جنود العدوان المهزوم. وتسلمت القوات المصرية المدينة. رغم مرور السنين مازالت تفاصيل هذا اليوم المشهود فى تاريخ مصر حية فى الذاكرة. المدينة التى قدمت آلاف الشهداء وتحول جزء كبير من بيوتها إلى أطلال بعد ضربها بقنابل النابالم المحرمة.. تبدو ـ فى لحظة النصر ـ وكأنها سيدة مدن العالم وأبهاها بعد أن تحولت ـ بصمودها الأسطورى فى وجه العدوان ـ إلى قبلة الأحرار فى العالم كله، وإلى أنشودة ترددها كل الشعوب التى تناضل من أجل التحرر والاستقلال والتى وصلتها الرسالة من «بورسعيد»، بأن إرادة الشعوب أقوى من بطش قوى الاستعمار الذى لم يعد أمامه إلا التسليم بالهزيمة.

مرت خمسة وستون عاما على الانتصار العظيم. تكشفت كل أبعاد المؤامرة التى كانت وراء العدوان الغاشم وانفضحت كل المحاولات المعادية لتصفية الحسابات مع انتصارات مصر ونضال شعبها العظيم. ويبقى دم الشهداء هو الصادق، وتبقى تضحيات الأمم تكتب التاريخ، ويبقى ٢٣ ديسمبر عيدا لنصر لا نبالغ على الإطلاق حين نقول ما يعرفه العالم كله من أنه النصر الذى غير التاريخ.

من حق أجيالنا الجديدة أن تعرف تاريخها، وأن تحتفى بانتصاراتها الوطنية كما ينبغى. ومن واجبنا أن ننهى تماما كل آثار الهجمة التى استهدفت ذاكراتنا الوطنية وشككت فى كل انتصار حققناه.
 التحية لأرواح الشهداء، والمجد لوطن سيظل انتصاره فى بورسعيد ٥٦ عيداً نحتفل به، ويحتفل به معنا كل أحرار العالم. كل عام ومصر منتصرة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة