الجالية الليبية فى مصر
أبناء الجالية الليبية: نعيش بأمان تام في مصر بلد الاستقرار
الأحد، 26 ديسمبر 2021 - 10:25 ص
ياسين صبرى
لطالما كانت مصر درعاً وسنداً لأشقائها العرب فى وقت الشدة، فاختارها العديد من مواطنى دول ما يُمسى بـالربيع العربي كملاذ آمن من ويلات الصراع والحروب التى أنهكت بلادهم وجعلتها فى حالة من عدم الاستقرار.
التقت آخرساعة عدداً من أبناء الجالية الليبية فى مصر وتحدثت إليهم عن أوضاعهم، ومدى استعدادهم للمشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية حين تنطلق فى بلادهم.
بعد قيام أحداث 17 فبراير فى ليبيا، وصل إلى مصر العديد من أبناء الشعب الليبى جراء الاضطراب الأمنى الذى شهده بلدهم فى تلك الفترة، ومن بينهم محمد المزداوي، الذى روى لنا معاناته قبل الدخول إلى الأراضى المصرية، حيث تم سلب منزله بينما كان يستعد للسفر من مدينة بنغازي، وبعد وصوله إلى مدينة مرسى مطروح ومكوثه بها فترة قصيرة، انتقل مرة أخرى إلى حى المهندسين الراقى بالقاهرة ليسكن به مع أسرته.
يضيف: كنا نعيش فى رعب مستمر جراء المعارك والاشتباكات بين الميليشيات المسلحة التى تتصارع فيما بينها على تقاسم النفوذ، وكنا نرى تساقط الصواريخ بصورة عشوائية على المناطق المأهولة بالسكان، فكان الموت يحيط بنا من كل جانب إلى أن تمكنا من الفرار.
ويشير المزداوى إلى أنه فكَّر فى البداية عند وصوله إلى القاهرة فى إقامة محل للملابس الجاهزة، إلا أنه عدَّل سريعاً عن الفكرة بعد نصيحة من أحد أصدقائه، ليقوم عوضاً عن ذلك بتأسيس أحد الكافيهات بالمشاركة مع أحد المستثمرين المصريين فى حى المهندسين، مؤكداً أنه سيشارك فى الانتخابات الليبية المقبلة متمنياً أن يحل الاستقرار والرخاء على وطنه الأم.
فيما يحكى قليب موسى (تاجر ليبي) عن ظروف انتقاله إلى مصر، حيث يقول إنه فضَّل الذهاب لمحافظة الفيوم التى استقر بها مع عدد كبير من أفراد عائلته وأقربائه، ما ساعده على إعادة إحياء مجال عمله فى تجارة الأرز والحبوب، مشيداً بالمعاملة الطيبة التى لاقاها فى مصر، حيث قال بلهجته: "المصريون يتعاملون معنا معاملة زاهية"، وهو ما خفّف عنا الشعور بالغربة.
يضيف: "لم أواجه أى مشكلة فى الإقامة، لأننى كنت أمتلك كافة الأوراق الثبوتية وجواز السفر، لذلك تمكنت من تسوية أوضاعى وأوضاع أسرتى وألحقت ابنى بالمدارس المصرية".
أما ابتهال حمدي، فاختارت التوجه من طرابلس إلى القاهرة عام 2012، حيث بدأت مشروعها الخاص بالتعاون مع شريكتها التى تحمل هى الأخرى الجنسية الليبية. وأضافت: "بعد قدومنا إلى مصر ظللنا لمدة عام نفكِّر فى خطوتنا التالية، ولمّا قررنا فى النهاية إقامة مطعم يقدِّم الأكلات الليبية التراثية، وذلك بعد التشاور مع أصدقائنا الليبيين المقيمين فى مصر والذين كانوا يفتقدون مذاق الوجبات الليبية الشعبية، وأيضاً بعض أصدقائنا المصريين الذين قدموا إلى ليبيا وعملوا بها فى فترة السبعينيات والثمانينيات وكانت لهم بها ذكريات طيبة فيها، فقاموا بتشجيعنا على المضى قدما بهذا المشروع، وبالفعل افتتحنا مطعماً صغيراً حقق نجاحاً ليس فقط بين الليبيين بل والمصريين أيضاً.
تتابع: "النبى محمد صلى الله عليه وسلم أوصى على سابع جار، ونحن نعتبر أول جار لمصرنا الحبيبة، ولم نكن نجد أفضل من هذا البلد ليأوينا ويحمينا فى الأوقات الصعبة التى مررنا بها".
وتؤكد: "أخلاق المصريين تبدت فى مساعدتنا عند البحث عن محل للإيجار، فالشخص الذى استأجرنا منه المكان كان قد توقف عن تأجيره للمطاعم، لكن عندما علم بالظروف التى واجهناها وأننا من ليبيا وافق على تأجيره لنا، وكذلك الحال عند مرورنا بأى مشكلة فإن أول من يتصدى لها هم إخواننا المصريون".
وتضيف: "فى مصر وجدنا الأهل والجيرة الطيبة، وبنعمة من ربى كان استمرارنا منذ سبع سنوات من دون توقف حتى الآن، فاجتزنا مرحلة وباء كورونا بخير، ولا يزال المطعم يقدم الوجبات، وهذا ما أعتبره ثباتاً فى وجه التحديات".
كما أوضحت أن أكثر الأكلات التى يوجد عليها إقبال فى المطعم هى المكرونة المبكبكة، وكذلك الكسكسى وطريقة عمله مختلفة عما هو متبع فى مصر، حيث يُخلط مع اللحم أو الدواجن أو الأسماك، ويضاف إليه الصوص والزيت وبهارات يتم إحضارها خصيصاً من ليبيا مثل الكركم والفلفل الأحمر وتوضع مع المرق ليتشبع بها.
تلتقط شريكتها فى المطعم نور إبراهيم أطراف الحديث فتقول: "مصر أم الدنيا، وهى التى استقبلتنا بالترحاب بعد سوء الأوضاع فى ليبيا عام 2011، وقد توطدت صداقتى بابتهال بعد هذه الظروف فعملنا معاً بقلبٍ واحد، ولم يكن هدفنا جمع المال بقدر توفير حياة كريمة لنا فى بلدنا الثانى مصر".
تتابع: "أنا من مدينة مصراتة التى تعتبر ثالث أكبر التجمعات السكانية فى ليبيا بعد طرابلس وبنغازي، وأنوى المشاركة فى انتخابات ليبيا القادمة حتى تستقر الأوضاع وتسير الأمور بصورة جيدة".
تجربة مختلفة عاشها رمزى العماري، الذى اختار الذهاب إلى مدينة الإسكندرية واستقر بها مع أسرته منذ ست سنوات، حيث أنشأ مكتباً للسياحة اعتماداً على خبرته فى العمل على خط السفر بين مصر وليبيا.
ويقول: "لا يوجد أى مشروع لا تواجهه عقبات فى البداية، وكان أبرزها الحصول على تصاريح الدخول والخروج، لكننا تمكنا من التنسيق بشأن هذا الأمر لتجاوز هذه المشكلة". كما أكد أنه سيشارك فى الانتخابات الليبية المقبلة، معتبراً ذلك واجباً أصيلاً حتى يصل وطنه إلى بر الأمان ويستأصل شأفة الإرهاب.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة