محمد البهنساوي
محمد البهنساوي


حروف ثائرة

تنمية الصعيد.. والفريضة الواجبة

محمد البهنساوي

الإثنين، 27 ديسمبر 2021 - 07:03 م

قبل 15 عاما روى لى زميل بمطبعة متخصصة بطباعة الكتب والدوريات أنه شاهد عاملا يحمل زنكات أو « صفحة برومايد « يتم منها طبع دورية مهمة يتجه بها لمطبعة قديمة تابعة لهم فمطبعتهم الحديثة لا تستوعب الأعداد الكبيرة من تلك الدورية فيستعينون بالقديمة المتهالكة ،وسأل العامل لماذا الاستعانة بالمطبعة القديمة ونسخها سيئة الجودة وتلوث الأيدى بالأحبار ، فرد العامل بتلقائية وعدم اكتراث « مش مشكلة النسخ دى بنبعتها الصعيد « !!
هكذا وبتلك النظرة الدونية كانت تتعامل أجهزة الدولة مع الصعيد أصل مصر وقلبها النابض بالثقافة والوطنية والشهامة ،اليوم الصعيد دلف لمرحلة جديدة من الإهتمام والتنمية التى تليق به وبأهله ،إن من ينكر ما يشهده الصعيد الآن من طفرة تنموية هائلة جاحد او متربص ، فالصعيد يقف بشموخه المعروف على أعتاب حياة كريمة تكتب فصولها المبادرة الرئاسية التى تحمل نفس الإسم ،مثل باقى المحافظات بل يزداد عنهم شغفا لتعويض عقود الإهمال

لن أطيل فى وصف التنمية التى يشهدها الصعيد ،ولن أزيد أو أزايد على اهتمام الرئيس السيسى بالأفعال العظمية قبل الأقوال الكريمة بالصعيد وناسه ، فمن ينكر فضل وجهد الناس ينكر فضل الله سبحانه ، لكن أشير إلى الشق الآخر المهم للتنمية ، فكل هذا التطور والاهتمام يحدث بالأرض ويلين الحجر ، بقى عقول ووعى البشر ، وهنا لا اجرؤ أن أقلل من عقول أهل الصعيد . فهم وبدون تحيز افذاذ بكل مجال ، ومنهم خرج العلماء والزعماء والأدباء والسياسيون والاقتصاديون ، لكن اتوقف عند فئة قليلة كانت تضل معظم الأحيان بقصد النيل من الدولة التى تتجاهلهم والحكومات التى تشبعهم وعودا تتبخر مع أول قرصة جوع وأول ألم فى دوامة البحث عن الذات والتمسح مع أى وجه لحياة كريمة فتحول الصعيد أرضا خصبة تبذر فيها الجماعات التكفيرية والإرهابية بذور شرها وترويه حقدا وتمردا على المجتمع ، وللأسف كانت تنبت نباتا خبيثا وثمرا ولو قليل لكن مرارته كانت تغطى على كل حلو وتطمس أى جميل
الآن ومع معركة الدولة لتنمية الصعيد ، نحتاج معركة موازية لرفع الوعى وكشف المعدن الأصيل للصعايدة كمبدعين بكافة المجالات ، ننتظر عملا مكثفا فى الشق الثقافى والفنى وهما حائط الصد الأول ضد الأفكار الظلامية ، انتشارا كثيفا لمكتبات مصر بأنشطتها المختلفة ، ومسابقات لكشف مواهب الصعايدة فى الغناء والمسرح والأدب وغيرها ،ننتظر حفلات فنية وأعمالا مسرحية ومعارض لمختلف الفنون تجوب الجنوب ، أيضا الرياضة ننتظر انتشارا لمراكز الشباب والنوادى وإقامة المسابقات بمختلف الأنشطة الرياضية بحثا عن المواهب

ونأتى للدور المهم للمؤسسات الدينية وهو حجر الزاوية فى تنمية الفكر ورفع الوعى بالصعيد وعلاج الترسبات الخاطئة لجماعات التشدد والاساءة للدين ،نريد عودة للصعيد الوسطى منبع علماء الدين الأفذاذ ورسل الوسطية والاعتدال ورموز المعايشة وقبول الآخر من كل الجنسيات والملل ،صعيدا يفتح عقله وفكره واثاره مرحبا بكل العالم ليكون واجهة لمصر الجديدة ونموذجا نفتخر به فى الوسطية والتعايش الدينى
لا ندعو لتمييز الصعيد إنما عوضا جميلا عن ماض حزين وسعيا لأمل فى مستقبل واعد مستحق وحتى تكتمل الصورة الجديدة لصعيدنا الشامخ.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة